لا تزال تل أبيب تحاول الاستفاقة من ضربات عملية طوفان الأقصى الذى نفذها مقاتلون من كتائب القسام بعد اقتحامهم المستوطنات برًا وجوًا، إذ بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة بنشره عشرات الآلاف من جنوده للقتال.. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هجاري، إن «مهمتنا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة هى إجلاء جميع سكان غلاف غزة»، موضحًا أن القتال لا يزال مستمرًا لتحرير الأسرى الذين يحتجزهم مسلحون فلسطينيون. ونبه إلى تنفيذ 420 غارة على القطاع واستهداف 40 نفقًا هجوميًا، بينما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ظهر أمس، جلسة لتقييم الوضع الأمني مع كبار المسؤولين الأمنيين منهم وزير جيش الاحتلال بينى جانتس ووزير الأمن الإسرائيلى يوآف جالانت. وعلى صعيد آخر، رفعت الحكومة الإسرائيلية مستوى التأهب فى سفاراتها حول العالم، مطالبة دبلوماسييها بالتزام منازلهم. بدورها، أعلنت شرطة الاحتلال، أن حصار مركزها فى مستوطنة سديروت المتاخمة لغزة، والتى سقطت فى قبضة رجال المقاومة، انتهى صباح أمس، زاعمة أن القوات الخاصة التابعة للجيش حيدت عشرة مسلحين كانوا بداخله.. وقال مستوطنون يبحثون عن أقاربهم، عبر إذاعة وتلفزيون الاحتلال، إنهم شاهدوهم فى مقاطع فيديو لأسرى فى قبضة «حماس» فى غزة يتم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعى، كما أوردت وسائل إعلام عبرية أسماء مستوطنين قُتلوا أول من أمس وتم التعرف عليهم. وأعلنت قناة 13 الإسرائيلية ارتفاع عدد قتلى الهجوم الذى نفذته المقاومة الفلسطينية، ليصل إلى 600 قتيل، بالإضافة إلى 2000 جريح بينهم 330 حالتهم حرجة، فيما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، أن 750 إسرائيليًا فى عداد المفقودين حاليًا منذ بدء المعارك.. من جهته، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلى على موقع إلكترونى خاص، أسماء 26 جندياً وجندية قتلوا منذ بدء عملية طوفان الأقصى، بعد أن سارع إلى استدعاء أعداد كبيرة من جنود الاحتياط استعداداً للحرب. وأحصى الاحتلال إطلاق أكثر من 3000 صاروخ من قطاع غزة، قبل أن يطلق عملية «السيوف الحديدية»، حيث نفذ غارات جوية على القطاع، زاعمًا تدميره العديد من المبانى التى تم تقديمها على أنها «مراكز قيادة» لحماس. وبحسب موقع تايمز أوف إسرائيل، فقد اقتحم رجال المقاومة ما يصل إلى 22 موقعًا فى مستوطنات غلاف غزة، بما فى ذلك بلدات ومجتمعات أخرى تبعد 24 كيلومترًا عن حدود القطاع. وفى بعض الأماكن، تجولوا لساعات، فيما استمرت المعارك بالأسلحة النارية حتى بعد حلول الظلام. وأكدت كتائب القسام، فى بيان لها، أن عددًا من مقاتليها تمكنوا من اقتحام مستوطنات محاذية لغزة مجددًا وأمدوا المقاومين هناك بالسلاح والذخيرة فجر أمس، مشيرة إلى استمرار الاشتباكات فى مناطق عدة بمستوطنات غلاف غزة، وهى «أوفاكيم وسديروت وياد مردخاى وكفار عزة وبئيرى ويتيد وكيسوفيم». كانت الأعمال القتالية بدأت فجر أول من أمس السبت بإطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه مستوطنات إسرائيلية مجاورة وحتى تل أبيب والقدس، واخترق عناصر من حركة حماس الذين وصلوا على متن مركبات وقوارب وطائرات شراعية آلية، السياج الحدودى الذى أقامته إسرائيل حول قطاع غزة، وهاجموا المواقع العسكرية والمدنيين فى طريقهم. ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن كتائب القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، أمس، قولها إنها وجهت ضربات صاروخية كبيرة لمستوطنة سديروت ب100 صاروخ ردًا على استهداف البيوت الآمنة، فيما جرى تسجيل 6 إصابات نتيجة القصف بينهم إصابة حرجة، حتى موعد نشر التقرير. وأعلنت كتائب القسام ظهر أمس، سيطرة مقاوميها على موقع كيسوفيم العسكرى الإسرائيلى فى غلاف غزة، إذ رفع المقاومون الراية الخضراء فى أعلى الموقع. بدورها، أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة أن الغارات التى تشنها قوات الاحتلال على القطاع خلفت حتى الآن 572 قتيلا، بينهم 320 منذ أمس، لافتة إلى أن الطواقم الطبية لا تزال تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة فى غرف العمليات والعنايات المكثفة. وأضافت: «بدأنا بتفعيل خطة الطوارئ لدينا وأعلنا العمل بإجراءات الطوارئ القصوى فى كافة المرافق الصحية ووحدات الإسعاف»، مستنكرة إقدام قوات الاحتلال على الاستهداف للطواقم الطبية والمرافق الطبية، ما أدى إلى استشهاد 3 من العاملين وإصابة 3 آخرين جراء الاستهداف المباشر لمستشفى الإندونيسى ومجمع ناصر الطبي، بالإضافة إلى تدمير 5 سيارات إسعاف حكومية وأهلية. فى الوقت نفسه، ذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن ما لا يقل عن 20 ألفًا من سكان قطاع غزة، فروا من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلى. وقال المكتب الأممي، فى بيان له، «ما لا يقل عن 20 ألف نازح داخليًا يلجأون إلى 44 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بما فى ذلك 28 مأوى مؤقتًا، فى جميع مناطق قطاع غزة باستثناء خان يونس». وفى الضفة الغربية، عم إضراب شامل المحافظات، أمس، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلى المتواصل على أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة، حيث شل الإضراب الذى دعت إليه حركة «فتح»، مناحى الحياة كافة، وسط دعوات إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال. أما جيش الاحتلال، فقد أعلن اعتقال 19 ناشطًا فى حركة حماس من الضفة بعد عملية دهم وتفتيش، علاوة على إغلاق الحرم الإبراهيمى الشريف فى مدينة الخليل، ومنع المصلين من أداء صلاة الفجر.