مصر الأم لوطن كبير، الذى لا يستطيع أى شخص على أرضها الاستغناء عنها، مصر هى دائما كوكبة العصر وكتيبة النصر، وهى أم الحضارة ورائدة المهارة ومنطلق الجدارة، من أين أبدأ يا مصر الكلام وكيف ألقى عليك السلام قبل وقفة الاحترام والإجلال، إننى اقرأ فى عيونك الأيام السابقة والحاضرة وأرى فى عيونك المستقبل الزاخر بالعمل والتقدم، بالحب والإخلاص والعرق ترتوى الأرض بالخيرات، يا مصر يا أرض العزة يا قاهرة المعز يا بلاد العلم والأزهر الشريف، يا أرض النيل يا أم الجيل وراء جيل، الحب هو أرضك وجمالك سقف الدنيا، المجد لك وقف يا داخل مصر، فى مصر تعانقت القلوب وتصافحت، والتقى على أرضها «يوسف ويعقوب»، فى مصر ترعرع الشعر وسال القلم البليغ بالسحر، فى مصر عالم من الجنود والبنود ودنيا القادة وأهل السيادة والقيادة والإجادة والريادة وزيادة، مصر هى أرض الكنانة وحاملة التاريخ والأمانة وهى حافظة - عهد الإسلام - فى صيانة وهى راعية الجمال، مصر هى سفينة مهما كان البحر عاتى فأهلك يزعقوا للريح تواتي، يا مصر يا أم الدنيا، مصر هى أفضل وأجمل بلاد العالم لذا عندما يشعر الإنسان فى الغربة أنه فاقد شئ مهم تكون بلاده مصر هى التى عندما يخرج الإنسان منها يشعر بالحيرة والجوع والعطش لأنها السند بالنسبة لأبنائها، وسيما قالوا عنك يا مصر الكثير والكثير، يقول ابن «ظهير المخزومي» رحمه الله «: أما القاهرة بالخصوص فبلد عظيم الشأن، وكرسى الإمام وبغية الإسلام، والدليل على شرفها وعظمها اتخاذ الملوك لها دارا مصر أقدم البلدان فى العالم، مصر إنها مهما وصفناها بالكلام لا يمكن أن نوفى حقها، فإن فضل هذا البلد على كل البلدان العربية كبير، ولولا ما تمر به من أزمات لكان حالها أفضل بكثير مما هى عليه الآن، كم ذكرها الحكماء والخلفاء والمؤرخون بكلمات عظيمة وكم وصفها الواصفون فى الشعر والأدب إنها أم الدنيا وعصبة العرب، الذى ذكرته الآن جزء من كل وقليل من كثير مما كتب وقيل عن مصر أم الدنيا، ويكفى ما قيل من رب العالمين فى محكم آياته بالقرآن خمس مرات صريحة، وقال ابن الكندى المصرى: «فضل الله مصر على سائر البلدان كما فضل بعض الناس على بعض والأيام والليالى بعضها على بعض، وشهد الله لمصر بالكرم وعظم المنزلة وذكرها باسمها وخصها دون غيرها، هذه هى مصر..
