نشر الوعي والثقافة، وبناء الإنسان، من أوليات مبدأ العدالة الثقافية جنبا إلى جنب مع مبادئ العدالة الاجتماعية التى أقرتها ثورتا 25 يناير و30 يونيو، بوصول الثقافة لجميع المواطنين فى القرى والنجوع ولأبناء المحافظات الحدودية والمناطق النائية، وذلك من خلال العديد من المبادرات الفنية والإبداعية التى أطلقتها وزارة الثقافة خلال السنوات العشر الماضية، منها «القوافل الثقافية» التى تجوب المحافظات والقرى والنجوع ومبادرة «صنايعية مصر» التى جاءت تفعيلا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل صون الهوية والحفاظ على ملامحها المتفردة، ومبادرة «ابدأ حلمك» التى تقدمها فرقة مسرح الشباب بالبيت الفنى للمسرح بالمجان؛ لاكتشاف المواهب الفنية التمثيلية الشابة الجديدة إضافة إلى مبادرة «السينما بين ايديك» ومبادرة «ثقافتك كتاب» وكلها جهود حثيثة بذلتها الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو لاستعادة مكانتها الرفيعة بمجال الثقافة، لبناء الإنسان المصرى والحفاظ على الهوية المصرية كقوى ناعمة تحفظ مكانتها بين الشعوب المختلفة، وبالفعل تحققت العديد من الإنجازات على أرض الواقع من خلال مجموعة من السياسات والاستراتيجيات أعادت القاهرة لدورها الريادي، بهدف تحقيق العدالة الثقافية، والوصول إلى الجمهور المستهدف، والفئات المحرومة، أيا كان موقعهم. كل هذه المبادرات الثقافية تتطلب وقتا طويلا فى تشكيل الوعي وتنمية العمل الثقافى بشكل عام، وخاصة بعد أن تمّ إدراج الثقافة لأول مرة فى جدول الأعمال الدولى للتنمية المستدامة، ضمن أهداف التنمية التى اعتمدتها الأممالمتحدة فى سبتمبر 2015. فكان لابد من العمل على هذه المبادرات الثقافية المهمة ومن أبرزها اكتشاف المواهب، ورعايتها، من خلال مسابقة «المبدع الصغير» التى ترعاها السيدة انتصار السيسي، وهى تعد من أهم المسابقات بالوزارة، كونها تكتشف المواهب ثم ترعى الفائزين فى شتى المجالات كالأدب، والشعر، والفن التشكيلى ،والغناء.
