"كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا" .. عرف الانسان النخيل منذ آلاف السنين لتعطي فى شكلها الشموخ والعلو و تعطي من ثمارها الغذاء و الطاقة والعلاج وبسعفه وجذوعه نبني السقوف والاعمدة ومن جريده نجد الوقود وبعض الصناعات البسيطة فهو رمز الكرم والسخاء ومع اهتمام القيادة السياسية بالقاء الضوء على الاقتصاد الأخضر، ومراعاة الأبعاد الاقتصادية في المشروعات التنموية. وهنا نلاحظ كيف عكست رؤية مصر 2030 والتى بمثابة أجندة وطنية أُطلقت في فبراير 2016 الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة المصرية والتى تهدف لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في كافة المجالات، وهنا نحن بصدد الهدف الثالث والمنوط بتحقيق اقتصاد قوي تنافسي ومتنوع و ذلك لتحقيق ودعم عدالة استخدام الموارد الطبيعية والاستخدام الأمثل لها واستثمارها . ومع الاهتمام الواضح بتنمية وتطوير قطاع التمور باعتباره من أهم القطاعات الانتاجية فى جمهورية مصر العربية فزراعة النخيل تظهر فى معظم محافظات مصر ومنها الوادى الجديد، وأسوان، ومطروح، وشمال وجنوب سيناء، وتوشكى، وشرق العوينات . فلها دور فى التنمية الاقتصادية وذلك من حيث اولا رفع القدرة التنافسية ، ثانياً الاسهام فى ارتفاع الصادرات ، بالاضافة إلى توفير فرص عمل للمواطن المصرى . كما ان جنى البلح وجمع التمر له فاعليات عدد من المهرجانات الخاصة بالتمور والمنتجات الطبيعية منها المهرجان الدولي الخامس للتمور المصرية بسيوة" بمحافظة مطروح الذى عكس النجاح الكبير الذي حققته المهرجانات السابقة ، ومهرجان القاهرة الدولى للتمور والمنتجات الطبيعية الذى تم عقده فى الفترة من 1 الى 7 مارس 2023 تحت شعار زراعة اليوم..صناعة الغد وذلك لتحقيق انطلاقة مؤثرة فى الإقتصاد المصري لتضع مصر مكاناتها علي الخريطة التنافسية العالمية وعن تاريخه اعتبره المصريون القدماء دليل للحياة الطويلة فقد ذكرت النخلة فى النقاش والآثار الفرعونية ، و عثر عليها فى مقابر سقارة و على التمر فى مقبرة توت عنخ آمون . كما ان التمر من الظواهر التى ارتبطت بشهر رمضان المبارك فهى على مائدة الافطار فى كل بيت مصري .كما ان له حلاوة مذاقية فتكثر اصنافه الغذائية منها البلح بالشيكولاتة والبلح بالفول السوداني والبلح بعين الجمل ومشروبات من البلح ودبس البلح والبسكويت المنتج من البلح، والتى لها رواجا داخل الأسواق . كما عرفها الإنسان ، ومجدته الكتب السماوية فقد ذكر في التوراة والإنجيل . فللنخل وثماره حلاوة روحانية فقد ذكر في القرآن الكريم في أكثر من موضع ، منها قوله سبحانه وتعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}[سورة ق 10]، كما امر الله السيدة مريم العذراء بهز جذع النخل لتسقط ثماره.{ وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ 0لنَّخْلَ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً }[سورة مريم 25] كما ارتبط النخيل بالجنة كبشرى للإنسان لحياة رغدة هنية فقال تعالى فى كتابه {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرً} [سورة الإسراء 91] وقال تعالى { فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [سورة المؤمنون 19] وذكر فى سورة يس الايه 34 {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ} اللهمّ نحن على مشارف ان نودع شهر رمضان المبارك ، نسألك ربّنا أن تدخلنا جنة النخيل والأعناب و تحفظ وطننا الغالي ، وأن تجعل أهلَه وجنوده آمنين في رحمتك يا ربّ العالَمين .
