هانئ مباشر عند "باب الفرج" الخاص بمسجد مولانا وسيدنا الحسين حبيب القلب ونور العين ساكن مصر، وقبل أن تخلع نعليك لتدخل، تستقبلك روائح جميلة للغاية، لا تستطيع أن تحدد ما إذا كانت روائح بخور أم روائح العنبر والياسمين، لأنها تأتيك سريعة مختلطة بأصوات قراء القرآن الكريم الجالسين فى محراب المسجد يتلون "سورة يوسف" بأصواتهم الجميلة وحسن تلاوتهم، ومع كل آية لا تسمع إلا كلمة "الله" تتردد على ألسنة الحاضرين الملتفين حول هؤلاء القرّاء من شيوخ التلاوة، إعجابًا بما يسمعونه ويشاهدونه من تلاوة كتاب الله. كبار شيوخ التلاوة "حشاد، نعينع، الخشت، حرك، المراغى، الطوخى، الحريرى، الحسينى" وغيرهم من القمم القرآنية يتنافسون فى إظهار مهاراتهم وقدراتهم الصوتية والنغمية، يقدمونها فيما يُعرف ب"الختمة المسجدية المجوّدة"، وهى متنوعة، فهناك مقرأة برواية حفص وأخرى برواية ورش، من خلال مقرأة مسجد الإمام الحسين. وتشهد مختلف مساجد مصر إقبالا كبيرا وغير مسبوق على حضور مقارئ القرآن الكريم، والتى وصل عددها إلى أكثر من ثلاثة آلاف مقرأة تنوعت ما بين مقارئ كبار الأئمة ومقارئ الجمهور ومقارئ الواعظات ومقارئ السيدات والمقارئ النموذجية، وقراءات كبار القراء المجودة وكبار القراء برواية ورش عن نافع ورواية حفص.. إلخ. وكل هذه المقارئ تتلو كتاب الله وتسطع بنوره فجذبت القلوب إلى بيوت الله. الشيخ محمد حشاد، نقيب قراء ومحفظى القرآن الكريم وشيخ عموم المقارئ، قال لنا: فى البداية لا بد من التأكيد والتذكير بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الَّذِى يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِى يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران"... وهذه المقارئ التى أقامتها وزارة الأوقاف بالمساجد هى سنة حسنة، وفكرة مفيدة جدًا، ويحمد لوزارة الأوقاف هذا التنويع فى مقارئ القرآن الكريم خاصة ما استحدثه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، كالمقارئ النموذجية، ومقارئ كبار القراء، ومجالس الإقراء على كبار القراء، ومقارئ الجمهور، ومقارئ الأئمة، ومقارئ الواعظات، وهذا إن دل فإنما يدل على الاهتمام الشديد بتلاوة القرآن الكريم حفظا وتجويدا وترتيلاً. فيما يقول الشيخ عبدالفتاح الطاروطى: إن دولة التلاوة فى مصر تشهد طفرة كبيرة، وهناك تنافس شريف بين القراء فى خدمة القرآن، ما أحدث حالة من الروحانيات والجذب الجماهيرى من شباب مصر للاستماع لكبار القراء مباشرة، ونحن مدينين بهذا الفضل لله عز وجل أولًا، ثم لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى. وأهم ما يميز مقرأة كبار القراء أننا نجد جموع المحبين يسعدون بمشاهدة القراء والتمتع بالأداء الراقى الذى يجمع بين الإتقان وجمال الصوت والنغم، وهذا شىء يضاف إلى القراء ولتبقى دائماً مصر صاحبة الريادة فى هذا المجال. أما الشيخ محمود الخشت، نائب نقيب القراء والمحفظين، فقال: إن إقامة المقارئ القرآنية ضرورى جدا، لأنها تخدم تعليم القرآن الكريم، ونحن كقراء علينا أن تستمر هذه المقرأة إلى ما شاء الله، ولا تتوقف أبدا من أجل تعليم مختلف الأجيال وخاصة الشباب. وإلى جانب وجود المقرأة المسموعة والتى يتم بثها عبر صفحة وزارة الأوقاف، فنحن مستعدون للذهاب لأى مكان فى مصر من أجل هذا الغرض، وإلى جانب ذلك لابد من عودة الكتاتيب لتحفيظ القرآن، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعى أخذت الوقت الكبير من الأطفال، لقد كانت الكتاتيب منتشرة فى قريتى ولكن قليلة العدد، وعلينا أن نتوسع فى زيادة عدد الكتاتيب، مع إنشاء معهد لتحفيظ القرآن الكريم.. وهنا لابد من التأكيد على أنه من المهم أن يكون معلم القرآن متمكنا، لأن الطفل تنطبق عنده الآية كما سمعها، وبلا شك مصر عامرة بالكفاءات المتميزة فى هذا المجال، ويجب المواظبة على استمرار حفظ القرآن، فالمداومة على قراءة القرآن هى السبيل الوحيد لاستمرار حفظ القرآن الكريم لأنه يتفلت ممن يهجره، وعلى سبيل المثال وبشكل شخصى أنا حريص على مراجعة القرآن بمعدل 3 أجزاء فى اليوم.. وثبت أن أفضل طرق حفظ القرآن الكريم، هى الحفظ بالتلقى، ولا بد من سماع القرآن بشكل جيد لمعرفة الأحكام والتلاوة الصحيحة.. ويقول الشيخ السيد عبدالمجيد مدير شئون القرآن بوزارة الأوقاف: إن المقارئ منتشرة على مستوى الجمهورية وتنوعت ما بين مقارئ لكبار الأئمة ومقارئ للجمهور، ومقارئ الواعظات ومقارئ السيدات والمقارئ النموذجية، هذا بالإضافة لمقرأة كبار القراء المجودة ومقارئ كبار القراء برواية ورش عن نافع - ومقرأة كبار القراء برواية حفص ومقرأة الأئمة القراء.. كل هذه المقارئ تتلو كتاب الله، وتسطع بنوره ونجحت فى جذب القلوب إلى بيوت الله لتعيش هذه الأجواء الروحانية الرائعة. نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 5/4/2023 اقرأ أيضا: تعرف على سبب تسمية صوت الشيخ محمود علي البنا بالعسل المصفى
