دخلنا عام 2023 والعالم تتعلق آماله بانتعاش اقتصادى وأمنى بعد سنوات صعبة على سكان الارض بعد فيروس كورونا وما تبعه من حرب روسيا على اوكرانيا التى لم تمهل اقتصاديات العالم للإفاقة من تبعات اغلاق بسبب كورونا. حقيقة العالم واجه ومازال واحدة من كبرى الازمات الدولية لكن تبقى أوروبا الاكثر تضررا من الحرب الروسية الأوكرانية التى تكمل الشهر المقبل عامها الأول فى واحدة أكبر وأخطر النزاعات على أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية لكن العالم كله يدفع أيضا ثمن هذه الحرب المفتوحة لكل الاحتمالات فقد بدأ العام الجديد والمؤشرات تؤكد تصعيداً كبيراً فى الحرب خلال الفترة القادمة لان كل جانب يرفض التنازلات من اجل السلام. الحرب فى أوكرانيا مقلقة للغاية للعالم كله لكنها ليست مصدر الخوف الوحيد فى 2023 فهناك التصعيد بين القطبين امريكاوالصين والتى بدأت العام الماضى ارتفعت بشكل كبير حدة التصريحات المتبادلة بشأن تايوان. خاصة مع زيادة واشنطن لمبيعات الأسلحة والمساعدات لتايوان وقيام الصين بأكبر مناورات عسكرية قرب الجزيرة وتوغلت قواتها الجوية فوق تايوان الصين لا تفكر فى غزو تايوان لأنها تدرك خطورة الهجوم والذى قد يكون بداية حرب واسعة فى المنطقة وإلى عقوبات غربية عليها وخطوات غير محددة من واشنطن لكنها تصعد من ضغوطها على تايوان وتريد إنهاكها عسكريا واقتصاديا بإبقاء قواتها فى حالة تأهب مستمر ولا تخفى الصين أنها تريد استعادة تايوان التى تعتبرها جزءا منها الرئيس الصينى شى جين بينج شدد فى أكثر من مناسبة العام الماضى التزامه بإعادة توحيد الصين وضم تايوان. إذا كانت الصين تعد تايوان قضية سيادة وكرامة وطنية فإن امريكا تضعها فى مقدمة قضايا المصالح او خططها. وقضية تايوان تبقى محور الخلاف بين واشنطن وبكين منذ أمد بعيد لكنها لم تشهد توترا كبيرا مثلما حدث منذ أن بدأت واشنطن تنظر إلى الصعود الرهيب اقتصاديا وعسكريا لبكين بوصفه أخطر تهديد لمصالحها ولمكانتها منذ انهيار الاتحاد السوفيتى فى التسعينيات بوصفها أكبر قوة على الساحة العالمية اليوم وبكين توشك أن تزيح واشنطن من مركزها بوصفها أكبر قوة اقتصادية.. الانتخابات الرئاسية الامريكية اقتربت وبايدن قضيته الاصعب ستكون المواجهة مع الصين. وللحديث بقية.
