يعد اختيار استاذة أزهرية مستشارًا لشيخ الازهر قرارًا تاريخيًا، فهو أول قرار من نوعه يصدره الأزهر منذ إنشائه وقد أحدث القرار ردود أفعال قوية وما بين إشادة ورضا وتأييد و توقع المزيد، تلقى بوابة أخبار اليوم الضوء على القرار التاريخى ومبررات الاختيار ودور نهلة الصعيدى الذى أهلها لهذه المرتبة الرفيعة. وقد جاء قرار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب باختيار الدكتورة نهلة الصعيدى مستشارا لشيخ الأزهر لشئون الوافدين ليؤكد على استنارة وتفتح الأزهر ودعمه للمرأة، القرار الحكيم للإمام الأكبر أحدث حالة من الرضا والإعجاب بالفكر الأزهرى الذى يضع النساء فى مكانة عالية و يدعم النابغات منهن بلا حدود أو محاذير ويخرس ألسنة طالما افترت وروجت والصقت بالأزهر ما هو براء منه. وُلدت الدكتورة نهلة الصعيدي في الجزائر وقضت 4 سنوات هناك، حيث كان والدها مبعوثا من الأزهر الشريف لنشر الإسلام في الجزائر خلال طفولتها، كانت الأولى على الثانوية الأزهرية، لذلك تم تكريمها من قبل الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي. تخرجت الدكتورة نهلة الصعيدي من جامعة الأزهر عام 1996، وحصلت على تقدير ممتاز في تخصص اللغة العربية، ومن ثم حصلت على الماجستير في البلاغة والنقد، تدرجت الدكتورة نهلة الصعيدي في المناصب بدء من معيدة في بداية حياتها الأكاديمية وصولا إلى أستاذ دكتور، وعُينت في يناير 2019 وكيلًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وعميدا لكلية العلوم الإسلامية للوافدين بمدينة نصر الصعيدى أزهرية ابنة أزهرى كان والدها عالما له بصمات فى نشر الفكر الازهرى بالجزائر و لها أراء قوية فى امور خلافية فقد عارضت الدكتورة نهلة الصعيدي مسألة تزويج القاصرات، و قالت ..الأولى منع تزويج الصغيرة، لما فيه من تحقيق لمصلحة الفتاة، ودفع الضرر عنها ، فأهل الاختصاص الطبي والنفسي والاجتماع يجمعون على وجود مضار جمة في تزويج الصغيرة». وأوضحت ايضا «تطورات العصر والأعباء التي تلقي على كاهل الزوجة لا تقوى عليها طفلة صغيرة، ولذا لا يقال بتزويجها في عصرنا حتى لوثبت تزويج الصغيرات قديما لاختلاف البنية الجسدية والعقلية والتكوين النفسي والأعباء التي تتحملها المرأة في الأزمنة السابقة عن زماننا كما دعمت «الصعيدي»، سفر المرأة دون محرم، إذ قالت: «إن السفر في هذا العصر يختلف عن السفر في الماضي، فقد تطورت وسائل السفر وتدابيره الأمنية في زماننا، فأصبح في الغالب بطريقة جماعية سواء أكان في طائرة أو باخرة أو قطار أو حافلة، مما يتوفر فيه التأمين وعدم الخلوة، ورفع المشقة والحفاظ عليها، وهذا يكون بمثابة المحرم أو يزيد ويقودنا الحديث عن مستشارة شيخ الأزهر الى أصل الحكاية و بداية الدور المؤثر فى خلق و تطوير منظومة الوافدين بالأزهر الشريف بعد صدور قرار المجلس الأعلى للأزهر الشريف في جلسته المنعقدة في الثاني من يناير لعام 2018م بالموافقة على إنشاء مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب. ثم صدور القرار التنفيذي من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر - رقم (7) لسنة 2018م والذي نص على: 1- إنشاء مركز لتطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب للدراسة بالأزهر. 2- تتولى الأستاذة الدكتورة/ نهلة صبري الصعيدي الإشراف على المركز، وعلى معاهد البعوث وتعليم اللغة العربية للطلاب الوافدين. أعد المركز برئاسة الصعيدى دراسة وحصر لأبناء الوافدين المتواجدون بمصر كما أعد المركز تصورا متكاملا عن إنشاء مرحلتي رياض الأطفال والابتدائي للطلاب الوافدين، وتكرم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على التصور المقترح بالموافقة، ثم وافق المجلس الأعلى للأزهر بجلسته رقم 268 لسنة 2019م على إنشاء مرحلتي رياض الأطفال والابتدائي. : برنامج تعليم الوافدين الكبار قام المركز بدراسة واقع الدارسين بمعاهد البعوث الإسلامية، فتبين تفاوت أعمار الدارسين من (15) عاما وحتى الستين عاما داخل الفصل الواحد، وهو ما يوضح التفاوت الكبير بين حاجات ومتطلبات كل فئة عمرية. فقام المركز بما يلي: - عقد لقاءات مع الدارسين كبار السن (أكبر من 30 عاما). - تطبيق استبيانات واستطلاعات رأي. وذلك بهدف التعرف على احتياجات ومتطلبات كل مرحلة عمرية، ونتج عن ذلك استحداث مرحلة "كبار السن" للطلاب الوافدين فتح القسم العلمي بمعاهد البعوث الإسلامية الثانوية. كان ولازال واقع الدراسة بالمرحلة الثانوية بمعاهد البعوث الإسلامية للقسم الأدبي فقط, مما يضطر الطلاب الوافدين للالتحاق بالمعاهد الأزهرية العادية مع الطلاب المصريين, وإيمانا من المركز بضرورة الاهتمام بالعلوم الثقافية, وضرورة الاهتمام بالطلاب الوافدين الراغبين في الالتحاق بالكليات العلمية بجامعة الأزهر واحتوائهم وتلبية حاجاتهم, قدم المركز مقترحا لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لفتح قسم علمي بمعاهد البعوث الإسلامية, كما أقر المجلس الأعلى للأزهر فتح قسم علمي بمعاهد البعوث الإسلامية بداية من العام الدراسي 2021/2022م. و في إطار مسؤولية المركز المجتمعية وحرصه على إعداد معلمين قادرين على التدريس للطلاب الوافدين في كافة التخصصات تم استحداث البرنامج الدولي لإعداد معلمي الناطقين بغير العربية بموافقة كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وإقرار المجلس الأعلى للأزهر رقم 266 لسنة 2019م. كما يجري حاليا العمل على إعداد تصورات متكاملة للعديد من البرامج المستحدثة كبرنامج تعليم اللغة العربية للدبلوماسيين، وبرنامج الدبلوماسية الحضارية، وبرنامج أخ ثان والرابط إنساني في ثوبه الجديد التعلم عن بعد . سعت الدكتورة نهلة الصعيدى لتطوير منظومة تعليم الوافدين 2030 بتطبيق التعلم عن بعد عبر الإنترنت وكذلك الاختبارات الإلكترونية عن بعد، والذي كان البديل والحل الأمثل حال انتشار فيروس كورونا المستجد في بدايات عام 2020م، فتوجهت العالم أجمع لتطبيق أنظمة التعلم عن بعد والاختبارات الإلكترونية، وقد كان للمركز السبق في القيام بذلك و توالت التجارب الناجحة مع طلاب بروناي وماليزيا وإندونيسيا وغيرهم ....على مدار عامين حيث سعى المركز لمواكبة أحدث وأفضل معايير الجودة التعليمية والتي تهتم في المقام الأول بتوفير بنية تحتية مناسبة ومؤهلة للعملية التعليمية . تطوير المناهج وعلى صعيد تطوير المناهج الدراسية للوافدين قامت الصعيدى بتطوير مناهج البعوث الإسلامية. التى ظلت لما يقرب من (27) عاما منذ إنشاء معاهد البعوث الإسلامية والطلاب الوافدين يدرسون نفس المناهج الدراسية للطلاب المصريين دون مراعاة لحداثة معارفهم في اللغة العربية والعلوم الشرعية، لذا فمن الأهمية بمكان إعداد مناهج دراسية تتناسب مع طبيعة وخصائص وحاجات الطلاب الوافدين، فتم تشكيل لجان من أفضل أساتذة جامعة الأزهر؛ لتطوير المناهج الدراسية لمعاهد البعوث الإسلامية (الإعدادية والثانوية) أكاديمية مواهب وقدرات للتدريب والتعليم المستمر قالت الدكتورة نهلة إن دعم الطلاب الوافدين والأجانب ، ورعايتهم على رأس الأولويات، واستكمالا للمبادرات وللجهود التي يقدمها مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب ، وانطلاقا من رؤية مصر 2030 م والخطة الاستراتيجية لمنظومة الوافدين، تم تدشين " أكاديمية مواهب وقدرات" بناء على قرار فضيلة وكيل الأزهر الشريف رقم (3104) لسنة 2021م، والتي تتضمن فصول متعددة للتدريب والتعليم المستمر ، ومفتوحة لجميع الطلاب الوافدين بنين وفتيات بجميع المراحل الدراسية بالأزهر ( ابتدائي – إعدادي – ثانوي- جامعي – دراسات عليا ) للدراسة الحرة المجانية في مستويات مختلفة على أيدي مجموعة من الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة بهدف البناء المتكامل للوافدين ودعم وتطوير مهاراتهم وتنمية أفكارهم الإبداعية ومواهبهم الفذة الخلاقة، وإطلاق طاقاتهم وتحفيزهم على التخيل والابتكار، والتميز في المجالات العلمية والفنية المختلفة. ولتقوية أواصر التواصل الفكري والدعوي والاجتماعي مع الطلاب الوافدين من جميع دول العالم، وحمايتهم من التطرف والإرهاب، وعدم تركهم لمن يعبثون بعقولهم وأفكارهم، أو استقطابهم من بعض التيارات المتطرفة. وقد تم على التوالي افتتاح فروع للمدرسة بمعهدي البعوث الإسلامية بنين وفتيات، ومعهدي الأزهر لتعليم اللغة للناطقين بغيرها بنين وفتيات، ومعهد البعوث الإسلامية الابتدائي. مسابقة الأزهر العالمية لفن الكاريكاتير تنفيذًا للمبادرة الاستراتيجية التاسعة نظم المركز مسابقة الازهر العالمية لفن الكاريكاتير والتي تقام على هامش الملتقي الدولي للكاريكاتير، مسابقة مئذنة الأزهر للشعر العربي وأشارت الصعيدى الى أن المسابقة تعتبر أول نشاط ثقافي ينظمه مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، وتنفيذًا للمبادرة الاستراتيجية التاسعة: تطوير المسئولية المجتمعية تلبية لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بضرورة الاهتمام باللغة العربية، وإحيائها في قلوب أصحابها ومحبيها، ونشر رسالة الأزهر الشريف، وتعميق حبه في النفوس، وإبراز دوره العالمي، وجهوده في الداخل والخارج، وتعزيز اللغة العربية ودعم الإبداع والمبدعين في جميع أنحاء العالم. مؤشر الأزهر العالمي للغة العربية وانطلاقًا من دور الأزهر الشريف في حماية اللغة العربية ضد الغزو الثقافي الأجنبي، ومن مسئوليته في نشر اللغة العربية في مصر والعالم، ومن دور مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب في نشر علوم اللغة العربية للطلاب الوافدين الأجانب داخل مصر وخارجها قام المركز بتدشين لجنة إعداد مؤشر الأزهر العالمي للغة العربية والتي تشمل نخبة من علماء اللغة العربية بالأزهر الشريف ومتخصصين في الإحصاء وممثلين عن بعض الجهات الدولية المهتمة بإعداد المؤشر وجاري إنجاز المشروع. كل هذه الخطوات والانجازات فى ملف الوافدين بالازهر الشريف كان لها دور فى استعادة تأثير الازهر فى كافة انحاء العالم من خلال الطلاب الوافدين و هو الدور الذى طالما طالبنا الازهر باستعادته.