تابعت على شاشات التليفزيون مهرجان القلعة للموسيقى والغناء فى دورته الثلاثين، الذى تنظمه دار الأوبرا المصرية كل عام فى قلعة صلاح الدين، ذلك المهرجان الذى شرُفت بالإشراف على تنظيمه خلال رئاستى لدار الأوبرا لمدة أربع سنوات، الذى كنت أطلق عليه «مهرجان البسطاء»، لما يتيحه من فرصة حضور الجمهور بالملابس العادية، وبأسعار زهيدة، بعيداً عن تقاليد وأسعار دار الأوبرا فى ليالى القاهرة الجميلة. استمر المهرجان، هذا العام، لمدة خمسة عشر يوماً، وقدم 24 حفلاً، تنوعت بين الأغانى العاطفية والشعبية والصوفية، التى قدمها نجوم الغناء فى مصر والعالم العربي، فضلاً عن حفل للفنان الكبير عمر خيرت. وقد أسعدنى رؤية مختلف فئات شعب مصر، يستمتعون بالحفلات الرائعة، فى ذلك الموقع التاريخي، الذى يضيف جمالاً وعبقاً للمهرجان، الذى أشرف على تنفيذه وإعداده الدكتور مجدى صابر، الرئيس الحالى لدار الأوبرا المصرية. لقد كان لى شرف العمل مع الدكتور مجدى صابر،، خلال رئاستى لدار الأوبرا، لمست خلالها فنه المبدع، وإخلاصه وذكاءه، فله يعود الفضل فى إخراج وإنتاج «الليلة الكبيرة» لفرقة باليه الأوبرا، التى أصبحت أحد أهم أعمال دار الأوبرا، وحققت لها أعلى إيرادات فى تاريخها. وأذكر أننا كنا نطوف جميع محافظات مصر؛ شمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً، لنعرض بها حفلات دار الأوبرا، فى قصور الثقافة المنتشرة فى ربوع مصر، بما لاقى إقبالاً غير متوقع، وساهم فى نشر كبير للثقافة المصرية. فلا عجب أن يخرج مهرجان العام الحالي، بالقلعة، بتلك الصورة المشرفة فى التنظيم والإدارة، سواء فى البرنامج أو الإخراج أو الإضاءة أو إعداد المسرح، تلك الجهود التى يقودها بنفسه، وينفذها كتائب من أخلص رجال وسيدات دار الأوبرا. وإن كان لى أن أضيف مقترحاً بسيطاً، فسأوصيه بأن يبدأ، فى العام القادم، فى تنظيم «مهرجان دار الأوبرا الصيفي»، فى الصالة المغطاة، لقدرتها الاستيعابية التى تصل إلى 40 ألف مشاهد، ليتيح فرصاً إضافية، للجمهور المصري، للاستمتاع بحفلات دار الأوبرا. وأنا على يقين من أن السيدة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، لن تتوانى عن دراسة ودعم هذا المقترح، الممكن تنفيذه من خلال التعاون البناء مع وزارة السياحة والآثار، وعدد من الرعاة، الذين سيسعدهم إسعاد البسطاء من شعب مصر، وأثق أن دار الأوبرا المصرية، التى تشرفت فى يوم من الأيام بأن أكون أحد أعضائها، قادرة على تنظيم وإدارة مثل ذلك المهرجان بصورة مشرفة، متمنياً لهم دوام التوفيق لإسعاد شعب مصر العظيم.
