حرصت «الأخبار» منذ صدورها وخلال مشوارها التنويرى الطويل، على دعم جميع الثورات التى شهدتها مصر المحروسة، والوقوف بين صفوف الشعب الثائر، تنقل معاناته وصرخاته فى وجه سلطان ورئيس جائر أو نظام فاسد، فمن ينسى موقف الجريدة والقائمين على تحريرها من ثورة يوليو 52، مرورا بثورة 25 يناير، وحتى ثورة 30 يونيو- ملحمة الشعب ضد الإخوان- وما تلاها من أحداث. وفى هذا التقرير نرصد نضال 70 سنة لجريدة «الأخبار» مع الشعب فى مراحل ثوراته المختلفة، حيث كانت المنارة التى تنير للشعب طريقه نحو مكافحة الفساد وإحباط عملية توريث الحكم. منذ بداية انطلاق كفاح الضباط الأحرار ضد الملك، دعمت جريدة «الأخبار» حركة الضباط الأحرار، وحرصت على نشر الوعى بين الناس بأهداف الثورة، فى محاربة فساد الملكية. والتحول إلى الجمهورية، وتمكين أبناء الوطن مقاليد الحكم، الأمر الذى باركه الشعب وأيده، وبهذا شاركت جريدة «الأخبار» الوليدة حينها فى نجاح ثورة 1952. فكان للأخبار السبق فى نشر تطورات الثورة التى باركها الشعب، فكانت أول من كتب مانشيتًا على صدر صفحتها الأولى بعنوان: «اللواء محمد نجيب يقوم بحركة تطهير.. على باشا ماهر يؤلف الوزارة الجديدة»، ويليه عنوان: «مظاهرات عسكرية بالدبابات والطائرات فى الشوارع والميادين»، وأسفلها صورة لنجيب على ستة أعمدة، وأخرى له مع على باشا ماهر. مع انطلاق شرارة الثورة فى 25 يناير 2011، ونزول الآلاف فى مظاهرات مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. ووقفت جريدة «الأخبار» خلال ال18 يوما هى عمر ثورة يناير السلمية، جنبا إلى جنب مع كل القوى السياسية التى شاركت فى التظاهرات، وكانت الجريدة بمثابة همزة وصل بين مطالب الثوار والحكومة، لتحقيق مطالبهم المشروعة. وظلت جريدة «الأخبار» تكافح وتناضل مع الثوار طوال أيام الثورة، تنقل وقائعها من قلب الميدان لحظة بلحظة، حتى تحقق الثورة كامل مطالبها بإسقاط النظام، مروراً بدخول الرئيس الراحل مبارك قفص الاتهام، حينها حمل مانشيت الصفحة الأولى عنوان: «مبارك فى القفص ..الآن الثورة نجحت»، وصورة كبيرة على ثمانية أعمدة لمبارك وهو على سرير المرض داخل قفص المحكمة بتهمة قتل المتظاهرين، وكتب على الصورة باللون الأحمر: «سبحان المعز المذل». كما لعبت «الأخبار» دورا مهما فى إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين ونجاح ثورة 30 يونيو بعد أن حادوا عن طريق الوطنية ومصالح جموع الشعب الذين ثاروا على حكم المرشد وتابعه مرسى؛ فكانت ثورة 30 يونيو التى كانت جريدة «الأخبار» المحارب الرئيسى والممهد لها من أجل الدفاع عن الدولة الوطنية وهويتها ورفض أخونتها ووقفت إلى صف جموع الشعب. وعكفت «الأخبار» من خلال أبنائها على نشر تغطيات موسعة لخروج ملايين المصريين فى 30 يونيو 2013 للمطالبة بتنحى مرسى، وجاء مانشيت «الأخبار». فى أول يوليو 2013 بعنوان: «بركان الغضب ينفجر فى وجه الرئيس والإخوان»، وعندما انحازت القوات المسلحة لإرادة المصريين كان مانشيت الجريدة فى 4 يوليو 2013: «.. وانتصرت ثورة الشعب»، «سقوط مرسى والإخوان وإعلان خريطة المستقبل»، «عدلى منصور رئيسا مؤقتا.. تعطيل الدستور.. انتخابات رئاسية مبكرة». وعقب مرور 100يوم على تولى المستشار عدلى منصور حكم البلاد، تم إجراء الانتخابات الرئاسية بين المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحي، وجاء المانشيت الرئيسى لجريدة الأخبار فى 4 يونيو 2014: «لجنة الانتخابات تعلن فوز المشير بالرئاسة بنسبة 96.9 مقابل 3% لحمدين.. السيسى أول رئيس وطنى منتخب». إقرأ أيضاً| المؤرخون يجيبون.. هل كانت مذبحة القلعة حتمية في بداية دولة محمد على الجديدة؟
