القصة الأبرز هذا الصباح ليست بالتأكيد عن حرب روسيا وأوكرانيا أو حتى عن جوائز الأوسكار التي ينتظرها عشاق السينما في العالم من سنة إلى أخرى والتي شهدت هذا العام العديد من الظواهر الفريدة من نوعها، بل أن الحدث الأبرز في العالم كله هو الصفعة التي وجهها ويل سميث لكريس روك أثناء حفل توزيع الأوسكار، والتي غطت حتى على الجوائز نفسها، إذ استيقظ العالم اليوم على أخبار تلك الصفعة، متجاهلين الحدث العالمي الكبير، وكذلك الفائزين بالأوسكار، بل غطت أيضًا على عروض الفساتين المبهرة لنجوم هوليوود على الريد كاربت، قبل الحفل. وقد شهد حفل توزيع جوائز الأوسكار 2022 واقعة مفاجئة، حيث صفع نجم هوليوود ويل سميث الممثل الأميركي الكوميدي مقدم الحفل كريس روك، بعد إلقاء الأخيرة نكتة عن زوجة الأول. وصفع سميث قبل تسلمه جائزة أوسكار أفضل ممثل، روك على وجهه براحة يده، ووجه له السباب بسبب سخرية الأخير من مظهر زوجة سميث المصابة بمرض «الثعلبة» الذي يؤدي إلى تساقط الشعر بكثافة، في الحفل الذي أقيم فجر الاثنين. وسخر روك من تسريحة شعر زوجة سميث، جادا بينكيت سميث المشار إليها في فيلم «جي آي جين»، الذي حلقت فيه الممثلة ديمي مور شعر رأسها. فنهض سميث وسار على خشبة المسرح وصفع روك، فيما بدا للوهلة الأولى أنه مزحة مكتوبة مسبقا. لكن المزاج العام تحول إلى الكآبة بعد لحظات عندما عاد سميث إلى مقعده وصاح مرة أخرى «لا تنطق اسم زوجتي بفمك البغيض»، قبل أن يقطع البث فجأة، ويصالحهما النجم الآخر صمويل جاكسون. وعقب الحادثة توجه سميث باكيا بالاعتذار للأكاديمية الجهة القائمة على جوائز الأوسكار، وذلك بعدما أثار ذهول الحاضرين في القاعة، وقال: «الحب يجعلكم تقومون بأمور مجنونة»، إلا أن الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي استنكروا ما أسموه «همجية» سميث في الرد على السخرية، مستهجنين فعلته، بينما سانده آخرون مادحين فكرة الدفاع عن زوجته. أما كثير من المغردين في الشرق الأوسط فاستدعوا موقفه «المسالم» مع زوجته التي صرحت في السابق بخيانتها له مع صديق ابنها، مقارنة بموقفه «المتشدد» الذي فعله مع روك. وأثار البعض التساؤلات حول إمكانية سحب الجائزة التي فاز بها سميث بالأمس، وهي أول أوسكار له في التمثيل، بسبب تصرفه الذي همهم البعض بأنه غير مبرر، خصوصاً أنه حضر أكثر من بروفة للحفل وشاهد روك يسخر من زوجته ولم يعترض نفس الاعتراض! الصفعة غطت على الظواهر العديد التي شهدتها جوائز الأوسكار، إذ فاز فيلم «كودا» كأفضل فيلم، وهو أول فيلم ذو ميزانية متواضعة يفوز بالجائزة، وتدور أحداثه عن حياة معقدة لزوجين من الصم، وابنتها السليمة السمع، ويعتبر «كودا» كما أنه أول أفلام منصة «آبل» التي تحصد جائزة أوسكار أفضل فيلم. وقد فاز «كودا» كذلك بجائزة أفضل ممثل مساعد لتروي كوتسور، وأفضل سيناريو عن قصة مقتبسة. أما أفضل ممثل فكان ويل سميث عن دوره في فيلم «الملك ريتشارد»، والذي يجسد فيه سميث والد الأختين سيرينا وفينوس ويليامز بطلتي التنس الأمريكيتين المشهورتين، في حين ذهبت أفضل ممثلة لجيسيكا تشستين عن دورها في فيلم «عيون تامي فاي»، وقد جسدت فيه شخصية مبشرة تلفزيونية، وهي الجائزة الأولى بعد ترشيحين سابقين دون أن يحالفها الحظ. أفضل مخرج ذهبت للمخرجة جين كامبيون عن فيلم «قوة الكلب»، لتصبح بذلك ثالث امرأة تفوز بالجائزة على مدار تاريخها البالغ 9 عقود، في حين فات بجائزة أفصل ممثلة مساعدة آريانا ديبوز عن دورها في فيلم «قصة الحي الغربي» للمخرج الكبير ستيفن سبيلبرج، وفاز بجائزة أفضل سيناريو عن قصة أصلية فيلم «بلفاست»، وأفضل فيلم طويل بالرسوم المتحركة: «إنكانتو»، وأفضل فيلم وثائقي: «صيف الروح»، وأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية: «قودي سيارتي» من اليابان.
