◄ عم سلامة: «لو سبتها أموت زى السمك لما يطلع من المياه» «ولادي سلكوا طريقا آخر لأن المهنة مش جايبه همها» تبقى اليد المصرية «تصنع من الفسيخ شربات»، مهما تطورت التكنولوجيا، فقطعة الجلد الجاموسي التي يمسكها «عم سلامة» في حي الغورية، ستتحول بلمساته الخاصة إلى تحفة فنية. تكافح مهنة دبغ الجلود كي تبقى وسط عاصفة من التكنولوجيا تنجز منتجات سريعة دقيقة المعايير، لكنها تفتقد للروح التي يضعها فيها الصانع، فلن تكون بطابع الصناعة اليدوية التي تخرج من حي الغورية. الصانع في ال«عامل زى السمك فى المياه، لو خرج منها يموت"، منها صناعة الجلود يدوياً، خلال السنوات الماضية الأخيرة ابتعد العديد من صنايعية المهنة عن العمل بها، بحثاً عن مصدر رزق آخر، بسبب ضيق الحال والاحتياج الشديد ل "لقمة العيش"، فضلا عن رفض بعض اسطوات المهنة لعمل أبنائهم بنفس الصنعة، "لأنها مبقتش جايبة همها".. "بوابة أخبار اليوم" تجولت داخل سوق الغورية، بالتحديد في شارع الخيامية، كان حيث يجلس عم سلامة العربي، 68 سنة، يعمل في تلك المهنة وعمره 7 سنوات، الأسطى الوحيد بالسوق لصناعة حقائب الجلد الطبيعي، يرتدى ملابسه البسيطة التي يعمل بها، يجلس أمامه طاولة عليها مجموعة من الجلود التي يقوم بتحديد مقاسها، يمسك بيده قلم وقطعة «استاندرد» يقوم بتحديد المقاس المطلوب على القطعة الجلدية، يعمل بدقة وسرعة، تميز الاسطوات الكبيرة فى المهنة. بجوار عم سلامة كرسي خشبي عليه القطع التى انتهى من عملها، وتكون جاهزة على العمل بها على الماكينة، مسكنه قريب من مكان عمله، فبعد انتهاءه من تجهيز قطع الجلود يذهب لمنزله حيث توجد الماكينة لخياطة وتكوين الشنطة فى شكلها النهائى، يضع استاند حديدى فى مدخل المكان الذى يجلس به لتعليق بضاعته التى يعرضها للبيع أمام المارة. في بداية حديث الاسطى سلامه قال: "مروحتش مدرسة ولا كتاب ولا بعرف اكتب اسمى، وللأسف الأسطوات اللى كانت بتشتغل فى المهنة سابتها، واتجهت للعمل على توكتوك، عشان يكون لها مصدر رزق ثابت، المهنة مبقتش جايبة همها، الناس بقت تدور على شغل يجيب فلوس بسرعة، وكمان أزمة كورونا أثرت على الصناعات بشكل عام، عشان كده دوروا على بدائل لفتح بيوتهم، النهاردة كل واحد صاحب مهنة بيسيبها عشان خاطر يعرف يربى ولاده ويصرف عليهم". أثناء عمله وتجهيزه للقطع الجلدية أكد قائلا: "فى ناس كتير سابت المهنة، منهم اللى اشتغل فى الجلد الصناعى، ومنهم اللى راح اشتغل على توكتوك، اللى بيموت فى المهنة مش بيرجع تانى، والشباب اليومين دول مش عاوزه تشتغل، لكن بالرغم من كل ذلك أنا معرفش أسيبها، لو سبتها أموت، زى السمك لما يخرج من المياه". "ولادى كلهم متعلمين تعليم عالى، واحدة معاها شهادتين إعلام ومحاسبة بس قاعدة فى البيت، وأخرى خريجة تجارة خارجية ومتزوجة، وعندى ولد رابعة جامعة، وآخر بكاليورس ويعمل ديلفرى، كان شغال معايا وبطل عشان مش جايبة همها"، هكذا قال عم سلامه، معبرا عن رفضه لعمل أبنائه فى مهنة صناعة الجلود، وأن أبنائه الصبية اختاروا طريق آخر، وهذا لم يضايقه، لأن الحال اختلف عن زمان. وعن أسعار الشنط، أوضح أن أصغر شنطة يقوم بعملها سعرها يبدأ من 150 جنيها، والأسعار تختلف من حيث حجمها وشكلها. اقرأ أيضا: «الروبيكي».. مدينة عالمية ل«صناعة الجلود» |فيديو