بعد ضغوط شديدة على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لحظر واردات النفط الروسية إلى الولاياتالمتحدة، وبينما تستعد فيه الولاياتالمتحدة لإعلان الحظر اليوم الثلاثاء، من المتوقع أن تؤدي تلك الخطوة إلى تفاقم أسعار الغاز المرتفعة التي تضر بالمستهلكين في البلاد. وفي وقت لاحق، وافقت مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكيين من الحزبين على المضي قدما في التشريع الذي يحظر واردات الطاقة الروسية في الولاياتالمتحدة ويعلق العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وبيلاروسيا. وفي تلك الأثناء، تراجعت الأسهم العالمية أمس الاثنين وسط مخاوف من حظر النفط وتصاعد الهجمات الروسية على أوكرانيا. كان هذا بمثابة أسوأ يوم في وول ستريت منذ أكثر من عام. وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 3 ٪، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 2020. وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.6 ٪ وهو الآن 20 ٪ عن الرقم القياسي المسجل في نوفمبر، ودخل المنطقة المعروفة في وول ستريت كسوق هابطة، مما يشير إلى انكماش خطير. ويرى المسؤولون في إدارة بايدن أن المناقشات الفورية حول الطاقة الروسية تركز على حظر واردات النفط المحلية بدلاً من تنفيذ عقوبات أوسع من شأنها قطع مشتريات الدول الأخرى. يمكن أن يقلل ذلك من الصدمة الاقتصادية لأسواق النفط بالنظر إلى أن الولاياتالمتحدة لا تستورد الكثير من الخام الروسي. وقال مسؤولون أمريكيون إنها استوردت الخريف الماضي نحو 700 ألف برميل يوميا من روسيا، أي أقل من 10% من إجمالي وارداتها النفطية. على النقيض من ذلك، استوردت أوروبا 4.5 مليون برميل يوميًا من روسيا، أي حوالي ثلث إجمالي وارداتها. قال محللون إن الولاياتالمتحدة يمكن أن تجد بسهولة طريقة لتعويض أي خسارة في النفط الروسي، في حين أن أوروبا ستواجه صعوبة في القيام بذلك. لكن أي اضطراب في تدفق النفط يمكن أن يزعج الأسواق العالمية، بما في ذلك أسعار النفط، التي ارتفعت بسبب حالة عدم اليقين بشأن غزو بوتين لأوكرانيا. أنهى خام برنت، الخام القياسي العالمي، يوم الاثنين مرتفعا حوالي 4.3 بالمئة إلى 123.21 دولار للبرميل ، لكنه صعد في وقت سابق إلى 139 دولارًا للبرميل. وارتفعت أسعار النفط بنحو 26 بالمئة خلال الأسبوع الماضي مع احتدام الصراع. ومن التداعيات الاقتصادية، حول حظر النفط الروسي، الذى سوف ينعكس ليس فقط في التدفق النقدي لميزانية الدولة، ولكن أيضًا في سعر الصرف، ستحتاج واشنطن إلى ضمان وجود إمدادات عالمية قوية من النفط. ويتساءل بعض المحللين عما إذا كانت إدارة بايدن سترفع عقوبات الطاقة عن إيران إذا توصلت الولاياتالمتحدةوإيران ودول أخرى إلى اتفاق بشأن اتفاق جديد لتقييد برنامج طهران النووي. لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنه لن يكون هناك رفع للعقوبات. وحول الآثار المترتبة على هذا الحظر، يقدر محللو بنك جولدمان ساكس أنه إذا وصلت أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، فإنها ستقلص نصف نقطة مئوية من النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة هذا العام ، حيث تؤثر أسعار الغاز المرتفعة على الإنفاق الاستهلاكي. وحذروا من أن احتمال حدوث مزيد من التضخم عندما ترتفع الأسعار بالفعل بأسرع وتيرة منذ 40 عامًا يمكن أن يزيد من احتمالات مطالبة العمال بأجور أعلى، مما يؤدي إلى ما يسمى بدوامة أسعار الأجور. وأشار الاقتصاديون في كابيتال إيكونوميكس في تقرير يوم الاثنين أن فرض حظر واسع النطاق على الطاقة الروسية قد يتسبب في انكماش الاقتصاد الروسي بنسبة تصل إلى 25 في المائة، لكن التداعيات العالمية ستكون كبيرة. قد تتضاعف وتيرة التضخم في الاقتصادات المتقدمة، وقد تسقط منطقة اليورو في الركود. كما يتوقع موقع GasBuddy ، الذي يتتبع أسعار البنزين، أن تصل أسعار البنزين في الولاياتالمتحدة قريبًا إلى متوسط 4.50 دولار للغالون ، مع ارتفاع الأسعار لتتخطى 9 دولارات في كاليفورنيا. وفي الوقت نفسه يرى بعض المسؤولين في أن الحظر من المحتمل أن يثري بوتين وروسيا من خلال رفع أسعار الغاز. حيث بلغ متوسط السعر في الولاياتالمتحدة متوسطًا وطنيًا يبلغ 4.07 دولارات للجالون الواحد يوم الاثنين ، بزيادة أكثر من 10 في المائة عن الأسبوع الماضي. بينما ارتفع في كاليفورنيا في بعض المناطق ليصل إلي 6 و9 دولارات للجالون. وتلك الأسعار مع ارتفاعات هائلة من الساحل إلى الساحل في أسعار البنزين والديزل، تعد قفزة في أسعار النفط منذ عام 2008. ويرى بعض السياسيون أنه بالرغم من عمل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في خطوة واحدة لتصعيد الضغط على البيت الأبيض لحظر استيراد منتجات الطاقة الروسية. وتايد أيضا من جانب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي ديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، غير أن بعض الديمقراطيين أعربوا عن قلقهم من أن الجمهوريين سوف يستخدمون أي زيادة في أسعار الغاز سياسيا قبل انتخابات التجديد النصفي. لكن معظمهم استنتجوا أن حظر النفط الروسي خطوة مهمة. اقرأ أيضًا: إدارة بايدن تستعد لحظر النفط من روسيا
