مؤتمر قمة المناخ فى مدينة «جلاسكو» الاسكتلندية،..، هو بالقطع التجمع الدولى الأكثر أهمية على الإطلاق على مستوى الكرة الأرضية، نظراً لبحثه الجاد عن وسيلة فعالة لإنقاذ البشرية من الكارثة المحققة، التى يندفع إليها العالم بكل قواه، إذا ما استمر فى السير على الطريق الانتحارى الذى يمضى فيه الآن بإصرار وحماقة شديدين.. ورغم الخطورة البالغة التى تهدد واقع ومستقبل الكرة الأرضية كلها بما عليها من شعوب ودول،..، إلا أن هناك دولا وشعوب كثيرة لا تدرك للأسف أهمية مؤتمر المناخ، ولا تشغل نفسها بما يعترى العالم من متغيرات خطيرة فى المناخ نتيجة فعل البشر وأعمالهم المدمرة للبيئة والملوثة لها. والمؤتمر ينطلق بحضور عدد كبير من زعماء العالم يضم قادة ورؤساء ومسئولين كباراً لغالبية الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، وبينهم الرئيس السيسى على رأس وفد مصرى كبير بدعوة من رئيس الوزراء البريطانى «بوريس جونسون». وحتى ندرك الأهمية البالغة لهذه القمة، علينا أن نعلم أنها تبحث فى مواجهة الخطر الذى تتعرض له البشرية حالياً، والذى سيتضاعف خلال المستقبل القريب جداً إذا لم تتدارك الدول الأمر.. هذا الخطر يحمل فى طياته تهديدات حقيقية نراها ونلمسها الآن، فى ظل المتغيرات الجسيمة فى المناخ، التى طرأت على أجزاء كبيرة ومناطق عديدة من كرتنا الأرضية، والمتمثلة فى ظاهرة الاحتباس الحرارى والتلوث البيئى، الذى أصبح يغلف الأجواء ويسمم مصادر الهواء والمياه والغذاء ايضاً. وكما نرى جميعاً فإن الأخطار تتزايد، فى ظل استمرار الممارسات البشرية الضارة والمسيئة للبيئة، وما تقوم به الدول الصناعية الكبرى وغيرها من تلوث متعمد وتدمير مستمر للبيئة وما تسببت فيه من ضرر بالغ للهواء والتربة والمياه والمناخ بصفة عامة.. وذلك يرجع أساسا إلى ما تنتجه الدول من أول وثانى أكسيد الكربون وغيرها من الغازات السامة، وما تقوم به من تدمير للغابات وتلويث للنبات،..، وما أدى إليه ذلك من زيادة فى نسبة ودرجة الاحتباس الحرارى وارتفاع فى ذوبان الجليد بالقطب المتجمد، وارتفاع فى منسوب المياه بالمحيطات والبحار، وما يحمله ذلك من أخطار تهدد بغرق أجزاء كبيرة من الأرض بما عليها من شعوب ومدن وبشر،..، والسؤال الآن هل يستطيع المجتمعون إنقاذ العالم؟!. «وللحديث بقية»
