جاءت الدورة ال 37 لمهرجان الإسكندرية السينمائى لأفلام دول البحر المتوسط التى أسدل عليها الستار مساء أمس (25 سبتمبر-1أكتوبر2021) زاخرة بالأحداث والفعاليات، وازدحم برنامجها بالأفلام والتكريمات فأضاءت ليالى المدينة الساحرة التى إحتضنت السينما وعرفتها قبل كافة المدن العربية، وإحتفى المهرجان بمرور 125 عاما على أول عرض سينمائى شهدته مدينة الثغر، وأقيم بمقهى طوسون فى 5 نوفمبر1896. الإسكندرية، المدينة «الكوزموبوليتانية» التى طالما اجتمعت على أرضها مختلف الجاليات الأوروبية، من إيطاليين وفرنسيين وأسبان، إلا أن اليونانيين الذى استوطنوها منذ أواخر القرن 18 كانوا يمثلون الأغلبية، أعادهم المهرجان إليها باختيارالسينما اليونانية ضيف شرف هذه الدورة، إضافة الى تكريم المخرج اليونانى أنجيلوس فرانتزيس، وتكريم السينما الأسبانية ممثلة فى المخرج الأسبانى المكسيكى الراحل لويس بونويل. 37عاما من عمر المهرجان تعكس بلاشك ثباته واستقراره وتأثيره فى محيطه السينمائى وفى جمهور المدينة العاشق للسينما الذى يتوافد على حضور عروض الأفلام والندوات، هذا العام شهد مزيدا من توثيق العلاقة مع الجمهور السكندرى من خلال المسابقة التى أقامها المهرجان لأفلام الطلبة من أبناء المدينة، فى دورة حملت اسم المخرج الكبير على بدرخان، الذى كرمه المهرجان عن مسيرته السينمائية، مثلما كرم أسماء عديدة منحت للفن السينمائى عمرها، فى مختلف مجالات الفن السابع من سيناريو (اسم الكاتبة الراحلة كوثر هيكل) وتمثيل ( خالد الصاوى وسلوى خطاب) وإخراج (عمر عبد العزيز) وتصوير(طارق التلمساني) ونقد سينمائي(خيرية البشلاوى)، كما واصل المهرجان فى تقليد ينفرد به الاحتفاء بمئوية ميلاد أربعة من كبار السينمائيين وهم : النجم كمال الشناوي، الفنان محمد رضا المخرج عاطف سالم والمنتج الكبير رمسيس نجيب، وأصدر خلال هذه الدورة 16 كتابا تمثل إضاة مهمة للمكتبة السينمائية، وحظى النجم السورى الكبير دريد لحام بتكريم خاص بمنحه وسام عروس البحر المتوسط. يبقى مهرجان الاسكندرية الأكثر حضورا متخطيا أحداثا عديدة شهدها، فلم يتوقف خلال سنوات الثورة المصرية، وفى ظل جائحة كورونا، مع إصرار إدارته برئاسة الناقد الأمير أباظة على استمرار دوره التنويري، وعدم انطفاء شمعته.
