الموسيقى الراديكالى قبل يومين نعته وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندونى (اليوم فقدنا جزءا من روح اليونان.. ثيودوراكيس،الشخص الذى جعل جميع اليونانيين يغنون الشعر).. لكن ثيودوراكيس العظيم لم يخص اليونان وحدها، هو من جعل العالم كله يرقص، على شاطئ البحر، وفى الساحات والشوارع، وفى كل مدينة فى العالم، منذ أن وضع موسيقى فيلم زوربا 1964 ورقص انتونى كوين على إيقاعاتها، داعيا الشاب باسيل (تعال يا ولدى لنرقص معا).. لم يكن زوربا صنيعة كازنتزاكس العظيم وحده.. هو أيضا صنيعة موسيقى ثيودوراكيس، ورقصة السيراتاكي.. وصفت موسيقى زوربا باللحن البصري.. موسيقى يمكن مشاهدتها رأىَ العين، يمكن ملامستها، وإدراك روائحها... موسيقى مفعمة بالحياة والحب والحرية.. منذ فيلم زوربا والعالم يرقص (السيراتاكي) على موسيقى ثيودوراكيس، لتتحول الرقصة وموسيقاها الى أبرز المعالم الفنية اليونانية، ورمزا لثقافتها.. وإلى أيقونة عالمية للحرية وعشق الحياة... وثيودوراكيس الراحل قبل يومين (96عاما).. ليس فقط صاحب موسيقى زوربا... له أكثر من 1000 أغنية و30 عملا سيمفونيا و5 اوبرات و22 موسيقى تصويرية لأفلام عالمية.. وهو صاحب ترنيمة جمال عبد الناصر التى وضعها يوم وفاته 1970.. ثيودوراكيس ليس فقط موسيقيا، لكنه السياسى المناصر دائما لكل قضايا التحرر فى العالم... وقف ضد الحرب على فيتنام، وضد الحرب على العراق.. وكانت صورته الشهيرة بالكوفية الفلسطينية فى مواجهة رئيس الوزراء اليونانى (باباندريو) رافضا سياسة التقارب مع اسرائيل، وهو أيضا من وضع ترنيمة لفلسطين أثناء حصار بيروت 1982. ثيودوراكيس انتخب عضوا بالبرلمان اليونانى لمدة 17 عاما، وشغل منصب وزير الثقافة 1990.. هكذا وصفه رئيس الوزراء اليونانى بالموسيقى الراديكالى.