على ضفاف بُحيرة "عين الصيرة" بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، يُطل المتحف القومى للحضارة المصرية، بموقعه المُتميز والفريد على مساحة 33 فداناً، حيث تشهد هذه المنطقة حالياً ملحمة من العطاء لسرعة الانتهاء من المتحف، كما يجرى العمل على قدم وساق لإنجاز مشروع التطوير الشامل للفسطاط الذى أوشك على الانتهاء، الذى يتم بسواعد وخبرة مصرية 100 %، ليُغير وجه الحياة بتلك المنطقة التى مرت بعصور تاريخية مختلفة. واليوم، العالم يترقب وينتظر فى شوق وانبهار الحدث التاريخى الثقافى المُهم، الذى ستشهده القاهرة خلال أيام قليلة قادمة، وتحديداً يوم السبت 3 إبريل المقبل، استعدادات وإجراءات مُكثفة تجرى على قدم وساق بالمتحف القومى للحضارة لإستقبال "المومياوات الملكية"، قادمة من المتحف المصرى بالتحرير، عبر موكب عالمى مهيب يليق بعظمة الحضارة المصرية القديمة. متحف الحضارة بالفسطاط حيث يصل الموكب ومن المقرر افتتاح ثلاث قاعات جديدة إيذاناً بالافتتاح الجزئى لمتحف الحضارة فى أوائل إبريل القادم، والذى يُعد نقلة نوعية فى مجال المتاحف المصرية، وذلك بعد 17 عاماً منذ بدء إنشائه، وتبلغ التكلفة التقديرية لهذه المرحلة 606 ملايين جنيه، ويهدف إنشاء المتحف لأن يكون مركزاً ثقافياً وحضارياً وعلمياً وبحثياً. ويستوعب 50 ألف قطعة أثرية مُتنوعة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الحديث. وتم الانتهاء من إنشاء ثلاث قاعات جديدة بالمتحف، والتى صممها اليابانى العالمى "أراتا ايسوزاكى" والذى تعاقد معه د. الغزالى كسيبة الاستشارى العام لمشروع المتحف، لتصميم كافة أعمال العرض المتحفى، لافتتاح قاعتين منهما الشهر القادم وهما: قاعة "المومياوات الملكية" بمساحة 930 مترا، وقاعة العرض المركزى "الكور" على مساحة 2500 متر مربع، بينما القاعة الثالثة والتى إنتهت إنشائياً وهى "قاعة العاصمة" سيتم افتتاحها بعد الإنتهاء من تجهيزها وتحديد موعد جديد عقب ذلك، ويتبقى 5 قاعات عرض أخرى بالمتحف، ليصل إجمالى عدد قاعات العرض بالمتحف إلى 9 قاعات عرض رئيسية بمساحة 23 ألف متر مربع. يأتى ذلك فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالانتهاء بالكامل من مشروعى متحف الحضارة بالفسطاط، والمتحف المصرى الكبير بميدان الرماية خلال العام الحالي، ووضعهما على خريطة مصر السياحية والاستثمارية. ويبلغ عدد المومياوات التى سيتم نقلها لملوك وملكات الفراعنة 22 مومياء، ترجع إلى عصر الأسر ال 17، 18، 19، 20، و22، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات.. واستقبل المتحف 17 تابوتاً ملكياً فى يوليو الماضي، لترميمها وتجهيزها للعرض إستعداداً لاستقبال تلك المومياوات الملكية عند نقلها من المتحف المصرى. ويضم الموكب الأسطورى 22 عربة فرعونية مُصفحة كل واحدة منها تحمل مومياء ملكية، وتتقدمها فرق حرس الشرف وفرسان الخيالة والموسيقى العسكرية، وموتسيكلات، تُحيطهم مواكب الشباب بالورود والأغاني، كما يشدو كورال الأوبرا باللغة المصرية القديمة، وسيتم إطلاق 21 طلقة نارية ترحيباً بملوك وملكات مصر العُظام فى الفسطاط، وألعاب نارية على البحيرة، وتصوير جوى. ويتضمن الاحتفال إنطلاق مسار الموكب بداية من ميدان التحرير ثم ميدان "سيمون بوليفار" بجاردن سيتى، ثم الكورنيش، فمصر القديمة، وصولاً للمعادى، حتى الكوبرى المعدنى، ثم شارع الفسطاط وعين الحياة، وصولاً لمتحف الحضارة. د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار أوضح أن موكب نقل المومياوات الملكية سيكون حدثًا سياحيًا عالميًا ضخمًا يليق بعظمة الأجداد، على أن تبدأ الفاعلية ليلًا وهو موعد مناسب عالمياً ومحلياً، حيث يتحرك الموكب مساء ليتمكن الجميع داخل وخارج مصر من مشاهدة الحدث فى نفس اللحظة، وأنه سيتم نقل الموكب من خلال شاشات تليفزيونية ستكون من 18 زاوية، كما سيتم أيضاً بجانب عرض الموكب عرض للمكان الذى عُثَر فيه على المومياوات بوادى الملوك والملكات بالبر الغربى بالأقصر. وأشار إلى أنه سيُصاحب خروج المومياوات إضاءة ميدان التحرير والمسلة والكباش الأربعة التى تتوسط الميدان وكذلك المبانى المحيطة، ثم يسير الموكب بمُحاذاة نهر النيل، وصولًا للمتحف القومى للحضارة، حيث تم تطوير بحيرة عين الصيرة لتكون منطقة جذب سياحى.. وأوضح أن عملية النقل إستغرق التحضير لها عاماً كاملًا لتخرج هذه الاحتفالية الكبرى بشكل رائع، وسيكون الموكب مبهراً وأسطورىا يختلف عن أى إحتفال من قبل، ولذلك تكاتفت كافة الأجهزة المعنية لإخراج هذا الحدث المهم ومنها: وزارات الإسكان والتنمية المحلية والإنتاج الحربى والداخلية والنقل إلى جانب وزارة السياحة والآثار، ومحافظة القاهرة. وأضاف أن زمن موكب المومياوات يستغرق قرابة 40 دقيقة، أما الحفل فسيستمر حوالى 90 دقيقة، كما سيحضر الإحتفالية الرسمية بمتحف الحضارة عدد محدود من السفراء والشخصيات العامة نظراً لظروف أزمة فيروس كورونا. وأكد الوزير أن العالم بأكمله سينقل الحدث عبر شاشات التليفزيون الفضائية، وأشار إلى أن الموكب عند مروره على أى مكان سيضيء على الفور، مثل: ميدان التحرير والكورنيش والعمارات المحيطة به، كما أنه سيكون هناك مجموعة من الشباب يرتدون ملابس فرعونية. وفى سياق متصل بدأت هيئة تنشيط السياحة فى تنفيذ خطة الترويج، وتعتمد على استغلال الموكب فى جذب جميع وسائل الإعلام الدولية والمحلية لنقل الحدث العالمى، وتدرس الوزارة، والهيئة بث موكب انتقال المومياوات، بثًا مباشرا أيضًا عبر منصات التواصل، وكذلك إطلاق حملات تستهدف السوق العالمية المصدرة لحركة السياحة إلى مصر إلى جانب السائح المحلى أيضًا.
