كتب: أحمد الجمَّال بعد أسبوعين فقط من إيقاف الإعلامى تامر أمين، بسبب خطأ مهنى، حين تنمَّر على أهالى الصعيد أثناء حديثه عن ضرورة تنظيم النسل لمواجهة الزيادة السكانية، أصبح مقطع فيديو للإعلامية أميمة تمّام، الأكثر تداولاً عبر السوشيال ميديا، بعدما ظهرت مساء الجمعة الماضى، وهى تضع أحمر الشفاه أثناء تقديمها نشرة التاسعة، على شاشة القناة الثانية الرسمية على الهواء، ظناً منها أن الكاميرا انزاحت عنها، وظهر هذا التصرف أمام جميع المشاهدين، ما وضعها فى ورطة وأحيلت وفريق عمل البرنامج للتحقيق، بقرار من الهيئة الوطنية للإعلام. بيان الهيئة التى يرأسها حسين زين، أشار إلى أن الخطأ وارد فى العمل البشرى "ومع ذلك وتقديراً واحتراماً لحق المشاهد، إضافة إلى المبادئ والأسس التى وضعتها الهيئة للعمل، قرّرت وقف فريق عمل نشرة التاسعة المذاعة يوم الجمعة 26 فبراير 2021 عن العمل حتى انتهاء التحقيقات". اللافت، أن تمّام، وهى أرملة السياسى البارز، الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسى للرئيس الأسبق حسنى مبارك، بدأت حياتها العملية مذيعةً فى القناة الثالثة، ومنها انطلقت فى العمل الإخبارى لقراءة نشرة الأخبار بالقناتين الأولى والفضائية المصرية، ثم قدّمت برنامج "موضوع الساعة"، الذى يُعد أول برنامج يُذاع على الهواء ويتلقى مداخلاتٍ، ما يعنى أن لديها خبرة كبيرة فى هذه النوعية من البرامج. عموماً، أخطاء برامج الهواء، يدفع ثمنها مقدمو هذه البرامج بعقوبة "الإيقاف عن العمل" لمدة معينة، لكنها فى الوقت ذاته تمنحهم مزيداً من الشهرة بعد رواج مقاطع فيديو لأخطائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وقد ينجح بعض المذيعين فى استغلال تلك الأخطاء لإضفاء مزيدٍ من هالات الضوء إليه، وقد ينطفئ بريقه الإعلامى إلى الأبد. قائمة المذيعين الذين أصابتهم سهام السوشيال ميديا طويلة، منهم شيماء جمال، التى هوجمت تحت هاشتاج "مذيعة الهيروين"، ففى إحدى حلقات برنامجها كانت تتناول قضية المخدرات ووعدت الجمهور بتعاطى الهيروين على الهواء، وبالفعل ظهرت كأنها تتعاطى الهيروين، بينما كانت تمسك كيساً صغيراً يحتوى على "سكر سنترافيش"، وتسببت تلك الواقعة فى إحالتها للتحقيق.. أما دعاء صلاح، التى كانت تتحدث فى إحدى حلقاتها عن موضوع "السينجل ماذر" أو "الأم العزباء"، فقد ظهرت وهى تضع وسادة على بطنها لتبدو كأنها حامل، وقد تسبب هذا التصرف فى إيقافها وتحويلها للتحقيق، بينما نالت العقاب ذاته ريهام سعيد، قبل نحو عامين، بعد بث حلقة حاورت فيها فتاة عُرفت لاحقاً ب"فتاة المول"، وعرضت صوراً خاصة من هاتفها المحمول من دون موافقتها، وتمادت فى مهاجمة الفتاة على الهواء. "قواعد مدونة السلوك المهني" التى تعتمدها كل قناة، قد تكون سبباً وراء إيقاف بعض مقدمى البرامج، مثل مروج إبراهيم، التى أوقفت عن العمل بسبب خروجها عن هذه القواعد، بعد حلقة من برنامجها "ما وراء الحدث" استضافت فيها أستاذ التاريخ المفكر د.عاصم الدسوقى، حيث رأت إدارة القناة أن المذيعة "أساءت إدارة الحوار ولم تلتزم الأسلوب اللائق فى التعامل مع ضيف البرنامج ولم تراع مقتضيات ومعايير الأداء المهنى وأنهت الحوار بشكل يسيء بشدة للقناة قبل أن يكون تجاوزاً مرفوضاً فى حق الضيف". وقد يكون العقاب جماعياً، مثلما حدث فى عام 2016، حين فوجئت ثمانى مذيعات بالتلفزيون المصرى، بقرار رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون الراحلة، صفاء حجازى، بإيقافهن عن العمل لمدة شهر، بسبب زيادة أوزانهن، وإنذارهن بضرورة عمل نظام غذائى "دايت"، يمكنهن من استعادة اللياقة المطلوبة للظهور على الشاشة، وشمل القرار أربع مذيعات بالقنوات المحلية، وأربع أخريات بالفضائية المصرية.
