أطلقت ظاهرة اللهب الشمسي المنبعث من نجم المركز لمجموعتنا الشمسية بعد هدوء غير معتاد استمر لمدة 3 سنوات بزمننا الأرضي، آفاق التصورات والتحليلات العلمية لطبيعة مرحلة النشاط الشمسي. ويفترض علماء فيزياء الكون أن تبلغ ذروتها خلال العام المقبل والمدى الذي يمكن أن تبلغه تأثيراتها على صورة وطبيعة الحياة الإنسانية على سطح كوكبنا. وأجمعت التقارير الصادرة عن علماء وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية ( ناسا ) ووكالة الفضاء الفيدرالية الروسية (روس كوزموس ) وغيرهم من وكالات الفضاء العالمية ( الأوروبية و الصينية و اليابانية ) على أن شمسنا مرت ومنذ عام 2008 وحتى مارس من العام الحالي بفترة خمول لم يسجل نظير له على مدى القرن الماضي كله و ربما يتجاوزه. وأضاف التقرير أن النجم المركزي لمجموعتنا الشمسية فقد خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة البقع السوداء الداكنة على سطحه وهي المناطق التي عادة وفق القواعد العلمية ما تكون مناطق النشاط الأكثر تركيزا لتفاعلات المواد المكونة لنجمنا و التي تنطلق منها العواصف الشمسية، الأمر الذي كان قد أثار مخاوف في أوساط العلماء من فيزيائي الكون و الشمس بشأن حقيقة ما يجري بالنجم المصدر الأساسي لكل مظاهر الحياة في مجموعتنا الشمسية . و كشفت الأبحاث التي أجراها علماء الفضاء بهذه الوكالات العالمية عن أن اختفاء البقع الشمسية وليس حالة الهدوء التي مرت بها الشمس كانت هي مصدر القلق الحقيقي ، ذلك أن الشمس تمر بدورة منتظمة ما بين الفوران النشاط الأقصى و أدنى درجات الهدوء كل 11 عاما وذلك وفق دورة زمنية تحتاجها مادة الشمس لتصل إلى قدر من التركيز يبلغ من الكثافة الحد الذي يدفع الأقطاب المغناطيسية للشمس للانزلاق عكسيا ويسمح بإطلاق عواصفها بقوة تقهر الجاذبية الشمسية و تدفعها بعيدا باتجاهات كواكبها التابعة و ما وراء حدودها ، إلا أنها لم تفقد أبدا فيما هو مسجل ومدون من أبحاث على مدى قرون طويلة عند أدنى درجات نشاطها البقع المؤشرة لنشاط التفاعلات داخلها ، إلا خلال فترة الهدوء الأخيرة و التي طالت على حد تقديرهم أكثر مما هو متوقع . ووفق أبحاث "شارلز لو" عالم فيزياء الفضاء بجامعة ستاتون آيلاند الأمريكية فإن الأرض بانتظار مخاطر حقيقية ربما تواجها للمرة الأولى في التاريخ المعروف جراء النشاط الشمسي المفترض بلوغه للذروة في عام 2013 . وهو ما يتفق معه فيه عالم الفيزياء "ميتشيو كاكو" من جامعة سيتي الأمريكية وواضع الكتاب الأهم في هذا العلم الكوني خلال العقد الأخير الذي يحمل اسم فيزياء المستحيل ، و الذي حذر بشدة من التأثيرات المدمرة المحتملة للنشاط الشمسي على الحضارة الأرضية التي نعرفها . انطلاقا من الحقائق العلمية التي كشفت عنها المراصد الفضائية خلال العامين الأخيرين عن كوكبنا نفسه و التي أكدت أن الغلاف المغناطيسي للأرض " The Magneto Sphere" و الذي يمثل درع الحماية الرئيسي لها من الإشعاعات و الجسيمات الشمسية و الكونية شهد تحولات مثيرة تمثلت في ثقبين كبيرين أحدهما يمتد من القطب الشمالي و حتى خط الاستواء و الثاني في الجهة المقابلة يتجاوز قطره نصف المسافة ما بين الأرض و القمر و هو ما يضع كوكبنا عرضة على نحو أكثر جدة لتأثيرات العواصف الشمسية . وتوقع ميتشيو كاكو أن تؤدي العواصف الشمسية التي تصل موجاتها الأرض عند الذروة خلال دقائق من انطلاقها إلى تدمير كامل للأقمار الصناعية في المدارات الخارجية حول الأرض ، غير ما ستسببه على حد ما توصلت إليه الدراسات من تدمير لشبكات الكهرباء و الاتصالات و الانترنت وكل ما يعتمد على الرقائق الإلكترونية من أجهزة حول العالم . وأكد أن العلماء أجمعوا على أن الانفجارات الشمسية المقبلة ستكون الأعنف و الأشد قوة من كل التوقعات السابقة و تتجاوز حتى حجم الانفجارات التي أطلقتها الشمس في عام 1958 و التي أدت وقتها إلى شل شبكات التلغراف . وقال أن كل المعطيات القائمة حاليا لدى العلماء تؤكد أن عالمنا الذي يعتمد كليا على الطاقة الكهربائية ، ربما يعجز عن توفير احتياجاته من الطاقة لأشهر وقد يمتد الأمر لسنين ، الأمر الذي إن وقع سيعود بالحضارة الإنسانية التي نعرفها للوراء أكثر من قرنين .. وهو ما سيؤدي إلى تخلف كل الخدمات الطبية و الصحية .. غير تأثيره على الزراعة الذي سيتسبب تراجع إنتاجيتها في أزمة غذاء عالمية .. و ما يتسبب به من شلل تام لنظم الاتصالات و الملاحة البحرية و الجوية و البرية المدنية و العسكرية التي تعتمد بصورة تكاد تكون كاملة على الأقمار الصناعية. يذكر أن التحذيرات التي أطلقها العلماء بشأن الفوران الشمسي .. أخذتها القوى الكبرى الولاياتالمتحدة وروسيا و أوروبا على محمل الجد و إلى حد أن بعض من الدول المتقدمة و بينها القوتين الأكبر في العالم ضاعفت ميزانيات إدارات الطوارئ و الأزمات لديها .