ينتظر عشاق الساحرة المستديرة اليوم الاثنين 13 يونيو في العاشرة مساء على ملعب "بارك أولمبيك ليون" في مدينة ليون الفرنسية حيث تقام قمّة مبكّرة بين المنتخب الايطالي ونظيرة البلجيكي في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة ضمن بطولة كأس الامم الاوروبية "يورو 2016" . المباراة ينتظر أنها تكون حافلة بالإثارة والمتعة كونها تجمع بين بلجيكا الذي يتوقع المراقبون أن يكون "الحصان الأسود" للبطولة وإيطاليا "وصيف" النسخة الأخيرة ولم ترحم القرعة المنتخبين الإيطالي والبلجيكي عندما أوقعتها في مجموعة واحدة في الجولة الأولى فضلاً عن أنهما المنتخبان الأكثر معاناة من الغيابات في العرس القاري . منتخب إيطاليا لن تكون مهمة المنتخب الإيطالي في تحقيق الفوز "سهلة" لاسيما وأنه يواجه منافساً عنيداً يعتمد على العناصر الشابة أصحاب الإمكانيات الفنية والتهديفية الفائقة على غرار هازارد وكيفن دى بروين، وكريستيان بنتيكى وروميلو لوكاكو وديفوك أوريجى، فيما يعول الطليان على عناصر الخبرة مثل الحارس المخضرم جيانلويجى بوفون ودانييلى دى روسى لحصد النقاط الثلاث ويطمح المنتخب الإيطالي إلى استعادة لمعانه بعد معاناته ومستوياته غير المقنعة في التصفيات والمباريات الإعدادية للعرس القاري بينها خسارة أمام بلجيكا بالذات 1-3 في نوفمبر الماضي، لكن إيطاليا تظهر دائماً بوجه مختلف في البطولات الكبرى. وتلقت إيطاليا ضرباتها بإصابة لاعبي وسط باريس سان جرمان الفرنسي ماركو فيراتي ويوفنتوس كلاوديو ماركيزيو وميلان ريكادرو مونتوليفو ويقول مهاجم إنتر ميلان البرازيلي الأصل إيدر: "تلك المباراة الودية كانت مهمّة بالنسبة لنا لمراجعة أوراقنا وتحديد طموحاتنا. صحيح أننا سنلتقي الآن في بطولة قارية، وهي مختلفة تماماً عن المباريات الودية، ولكننا على استعداد لخوض هذا التحدي". من المؤكّد أن الأمور لن تكون سهلة على رجال المدرّب أنطونيو كونتي في النهائيات القارية خصوصاً أن المنتخب يفتقد إلى ذلك اللاعب الذي بإمكانه تحقيق الفارق على الصعيد الهجومي، وهذا ما تحدّث عنه لاعب الوسط الدولي السابق الذي سيترك المنتخب بعد البطولة القارية من أجل الإشراف على تشيلسي الإنكليزي، قائلاً: "إنها فترة صعبة بالنسبة للكرة الإيطالية. من الصعب أن تجد اللاعبين المناسبين للمنتخب الوطني، خصوصاً في ظلّ إصابة لاعبين مهمين". وأضاف: "سنعمل على تقديم أفضل ما لدينا بالتشكيلة التي نملكها في الوقت الراهن، إنها مجموعة مميّزة أيضاً وقادرة على تحقيق أفضل النتائج، يجب أن نركّز الآن على مباراة الغد وبعدها لكل حادث حديث، المهم هو أننا لسنا هنا من أجل خوض 3 مباريات فقط". وتأتى قوة منتخب إيطاليا في دفاعها بقيادة ثلاثي يوفنتوس جورجو كييليني وليوناردو بونوتشي وأندريا بارزالي الذين يلعبون مع بعض منذ 5 مواسم وبلجيكا بقوّتها الضاربة في خط الهجوم بقيادة نجم تشيلسي الإنكليزي إدين هازار الذي استعاد مستواه في نهاية الموسم الحالي، وصانع ألعاب مانشستر سيتي كيفن دي بروين. المنتخب البلجيكي : وعلى الجانب الأخر يدرك المنتخب البلجيكي جيداً أن مهمّة الإطاحة بمنتخب ايطاليا لن تكون سهلة خصوصاً وأنهم يعانون دائماً في مواجهة المنتخبات المتكتلة في خط الدفاع، وإيطاليا بالتحديد حيث تميل الكفة في المواجهات بين المنتخبين إلى الأخيرة التي فازت 13 مرّة في 21 مباراة بينهما مقابل 4 هزائم ومثلها تعادلات. وتعانى بلجيكا من غيابات مؤثرة في خط الدفاع أبرزها قائد مانشستر سيتي الإنكليزي فنسان كومباني ونيكولاس لومبارتس "زينيت سان بطرسبورغ الروسي" وديدريك بوياتا "سلتيك الاسكتلندي" وبيورن انغلز "كلوب بروج". وطالب لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي مروان فلايني زملائه باللعب بجرأة أمام إيطاليا وفرض شخصيتنا لوجود أفضل اللاعبين في خط الهجوم في العالم وبإمكانهم خلق الفارق، لدينا 3 مهاجمين من الطراز العالمي أتمنى أن يكونوا جاهزين للتسجيل" في إشارة إلى هازار ودي بروين ومهاجم إيفرتون روميلو لوكاكو. ووصف مهاجم نابولي درييس ميرتنز مباراة منتخب بلاده مع إيطاليا ب"معركة ملكية"، مشدد على أن إيطاليا تملك منتخباً جيداً، وتلعب بأسلوب جماعي جيد بقوة دفاعية ولكن بإمكانها الانطلاق بسرعة كبيرة نحو الهجوم". ويأمل المنتخب البلجيكي في الارتقاء إلى مستوى التوقعات التي ترجّحه ليكون الرقم الصعب في كرة القدم القارية والعالمية، كونه يعتبر من أكثر المنتخبات التي تعجّ بالنجوم الكبار وأبرز دليل على ذلك أن أربعة فقط من لاعبيه ال 23 في النهائيات يلعبون في الدوري المحلي وكان بالإمكان أن يكون العدد أقل من ذلك لولا الإصابات التي طالت الخط الخلفي. والتقى المنتخبان 5 مرّات فقط في مباريات رسمية كانت الأولى في الدور الأول لمونديال 1954 وفازت إيطاليا 4-1، والثانية والثالثة في تصفيات كأس أوروبا 1972 فتعادلا سلباً ذهاباً في ميلانو وفازت بلجيكا 2-1 إياباً في بروكسل وهو الفوز الوحيد لها رسمياً على الطليان. يذكر أنها المرّة الثالثة التي يلتقي فيها المنتخبان في النهائيات القارية وجميعها في دور المجموعات، بعد الأولى عام 1980 في المجموعة الثانية وانتهت بالتعادل السلبي، والثانية في النسخة التي استضافتها بلجيكا وهولندا عام 2000 ضمن المجموعة الثانية أيضاً وفازت إيطاليا بثنائية نظيفة. حكم المباراة يدير مباراة منتخب إيطاليا ونظيرة المنتخب البلجيكي الحكم الإنجليزي مارك كلاتنبرج الذي سيُدير المواجهة المرتقبة أمام بلجيكا في بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2016" في بداية المجموعة الخامسة في الجولة الأولى .