تعد القوات البحرية المصرية من أكبر القوى البحرية في الشرق الأوسط، و إفريقيا، وهي أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهي المسئولة عن حماية السواحل على البحرين الأبيض المتوسط، والأحمر، بالإضافة إلى تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس. وتسعى القوات البحرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى تحديث وتطوير أسلحتها وقطعها البحرية، لمواكبة التطور العالمي في بحريات دول العالم، وخاصة دول الجوار، وذلك في إطار خطط التسليح الشاملة للقوات المسلحة. وتعتمد القوات البحرية خلال المرحلة الحالية على إستراتيجيتين؛ وفقا لما ذكره الفريق بحري أركان حرب أسامة ربيع، قائد القوات البحرية، في تصريحات صحفية سابقة، أولهما «إستراتيجية رأسية في التطوير»، والتي تركز على تحديث وتطوير الوحدات البحرية، ومنظومات القتال المتوفرة لدي القوات البحرية . والثانية هي «إستراتيجية أفقية»، وذلك عبر الحصول على وحدات بحرية جديدة تم التعاقد عليها وستنضم لقواتنا البحرية لتغطى مطالب القوات البحرية لتنفيذ المهام المكلفة بها، وذلك بالتعاون مع الدول الأجنبية المختلفة، كذا التصنيع المشترك بالتعاون مع بعض الدول الصديقة كنواة للاعتماد على التصنيع المحلى، وفى هذا الإطار يتم التحديث المستمر فى ورش الصيانة والإصلاح على كل ما هو جديد بما يساعد على احتفاظ وحداتنا بكفاءة قتالية ودقة عالية. وقد أجرت البحرية المصرية خلال الفترة الماضية عدة صفقات مفصلية وهامة لم تشهد مثلها في تاريخها من قبل، عززت تلك الصفقات عرش البحرية المصرية كأكبر قوة بحرية في شرق الأوسط وإفريقيا . وفي السطور التالية نتعرف على أهم وأبرز صفقات تسليح القوات البحرية خلال العامين الماضيين . غواصات تايب 209 الألمانية تعتبر غواصات التايب الألمانية وهي واحدة من انجح الغواصات الهجومية بالعالم، حيث تخدم في 13 دولة حول العالم، تعاقدت البحرية المصرية علي غواصتين من هذا النوع خلال تولي الرئيس السيسي منصب وزير الدفاع، ثم جددت البحرية المصرية الصفقة في فبراير من العام الماضي و تعاقدت علي توريد غواصتين إضافيتين ليصبح العدد الإجمالي للصفقة 4 غواصات . الزوارق الشبحية الهجومية من طراز ” إمباسدور” تسلمت مصر خلال شهر يونيو الماضي من الولاياتالمتحدة وحدتين من زوارق الصواريخ الهجومية الثقيلة الشبحية، من طراز ” أمباسدور”، ليرتفع عدد ما تملكه مصر من هذه الزوارق الهجومية الشبحية إلي 4، وجدير بالذكر أنه تم تصميم هذين الزورقين خصيصاً للبحرية المصرية، حيث لا تستطيع أي بحرية في العالم امتلاك تلك الزوارق بنفس المواصفات المصرية إلا بعد موافقة مصر . ويعد الزورق الهجومي “امباسدور” من أفضل الزوارق الشبحية في العالم، وهو مجهز بأفضل تجهيزات إلكترونية ورادارية، كما تم تسليحه بصواريخ هاربون بلوك الجوالة المضادة للسفن بمدي 124 كلم. اللانش «مولنيا» الذي أهدته روسيا لمصر أهدت موسكو لمصر خلال العام الماضي قطعة بحرية "لانش" من طراز "مولنيا " b32 ، وذلك في إطار التعاون العسكري بين البلدين، وتعتبر من أحدث القطع البحرية الروسية، وتمثل إضافة قوية للبحرية المصرية لما تتمتع به من إمكانيات قتالية عالية لوجود منصة صواريخ سريعة وبعيدة المدى "بحر - بحر"، بالإضافة للتكنولوجيا المتطورة في وسائل الاتصال الحربي، والأنظمة الدفاعية الحديثة، وتجدر الإشارة إلى مشاركة "مولنيا" في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ضمن القطع البحرية المصرية في 6 أغسطس الماضي، بقيادة طاقم بحري روسي. الفرقاطة الشبحية ” تحيا مصر” تعتبر الفرقاطة المصرية “فريم” أو “تحيا مصر” من أهم القطع البحرية التي تخدم في الجيش المصري الآن حيث تمثل جيلًا جديدًا من المدمرات البحرية ذات المميزات الشبحية. وتحمل الفرقاطة “فريم” تسليحًا متنوعًا يشمل 16 صاروخًا من طراز إيستر 15 المضاد للطائرات، 8 صواريخ إكسوسيت مضاد للسفن من الجيل الثالث من طراز بلوك 3 و مدفع عيار 76 مم، بجانب 16 صاروخ كروز للهجوم البري من طراز سكالب، كما تحمل طوربيدات مضادة للغواصات من طراز “إم يو 90” ،وتحمل منظومات رصد متنوعة من أهمها، رادار متعدد المهام من طراز ” ايسا” . الكورفتات الشبحية "جويند" وقعت مصر ضمن صفقة الأسلحة الفرنسية على 4 وحدات طرادات من الكورفت الشبحي الفرنسي “جويند 2500 ” بمواصفات خاصة لصالح القوات البحرية المصرية، على أن يتم تصنيع 3 منها داخل مصر في أحد موانئ الإسكندرية ليتم نقل تكنولوجيا تصنيعها إلى المهندسين المصريين، ويتم تسليم مصر أول طراد في 2017 والانتهاء من بناء الطرادات قبل عام 2019. واحتفلت شركة ترسانة الإسكندرية البحرية مؤخرا بقطع أول لوح معدني لتصنيع أول سفينة حربية من طراز (GOWIND) في جمهورية مصر العربية، بالتعاون مع شركة DCNS الفرنسية، التي تعتبر من أكبر شركات تصنيع السفن والمعدات البحرية في العالم، وهى الشركة المصنعة لحاملة المروحيات العملاقة "ميسترال". ويعتبر تصنيع أول وحدة بحرية من طراز "جويند" داخل القوات البحرية المصرية إنجاز كبير للجيش المصري، وتنطلق شركة ترسانة الإسكندرية في مسيرتها نحو التطوير والتحديث والارتقاء المستمر بمنظومتها الإنتاجية بنفس معايير التطوير والنهج العلمي المتبع في القوات المسلحة، لتواكب أحدث الترسانات العالمية . الميسترال .. درة صفقات البحرية المصرية وقعت القوات المسلحة، في أكتوبر 2015 ، عقد شراء حاملتي طائرات "ميسترال" فرنسية الصنع، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء فرنسا، مانويل فالس، بقصر الاتحادية، ووقع العقد اللواء بحري أحمد خالد رئيس أركان القوات البحرية عن الجانب المصري، ومن الجانب الفرنسي، ناتالي سميرنوف، نائب رئيس شركة "دي سي إن إس"، وممثل الحكومة الفرنسية. وتصنف حاملة المروحيات «الميسترال» بشكل أساسي ك «حاملة طائرات هيلكوبتر»، وتُمثّل نقلة نوعية غير مسبوقة للبحرية المصرية، حيث ستعمل في نطاق سواحل الدولة بجانب أعالي البحار والمحيطات الواقعة في النطاق الإقليمي ، كما تُمثّل أيضا ذراعا طولية للبحرية المصرية للقيام بعمليات الهجوم والإنزال البرمائي الساحلي في مناطق العمليات وفي مدايات بعيدة تصل إلى آلاف الأميال البحرية. ويبلغ طول حاملة المروحيات من طراز ميسترال 199 مترا، وحمولتها 21 ألف طن، وتسير في البحر بسرعة تفوق 18 عقدة في الساعة، أي ما يعادل 36 كم متر في الساعة تقريبا. السفينة تم تصميمها بالأساس لدعم المهام البحرية الخاصة بعمليات حفظ السلام وعمليات الإسقاط أو الإنزال البحري، كما تم تزويدها بمركز تحكم وقيادة مجهزة بكل المعدات والوحدات، بالإضافة إلى أنظمة الاتصالات الفعالة، ويصل طاقمها إلى نحو 180 بحارا. وتضم "الميسترال" منظومة صاروخية للدفاع الجوى، ورشاش عيار 12.7 ملم وتصل المساحة الإجمالية للسطح الخاص بها إلى نحو 5200 متر مربع، تضم 6 مناطق يمكنها استيعاب جميع أنواع المروحيات. الميسترال مزودة بمنظومة ب 3 منظومات رادارية، رادار ملاحي، ورادار جو – أرض، ورادار الهبوط على سطح السفينة. السفينة مزودة بمستشفى، تبلغ مساحتها 750 مترا مربعا، بها 20 غرفة، وغرفتان للعمليات الجراحية، وغرفة أشعة، و69 سريرا، كما يمكنها تنفيذ العديد من العمليات الإنسانية على نطاق واسع. تم بناء أربعة قوارب إنزال من الجيل الجديد، بالإضافة إلى قاربين إنزال اثنين جديدين، على متن "الميسترال" المصرية، وهي قادرة على حمل 13 دبابة، و110 عربات مدرعة، و16 هليكوبتر ثقيلة، أو 35 هليكوبتر خفيفة، و450 جنديا لمدة طويلة، أو 900 جندى لمدة قصيرة. نظام الاتصال والقيادة في حاملة المروحيات "ميسترال" يجعل منها السفينة القيادية المثالية لأي قوات بحرية في العالم.