«غرف تشبه المقابر، أحياء تحولوا لهياكل، خدمات حاضرة غائبة».. مثلث رعب حاصر سكان عزبة «سيدي فرج» بحي روض الفرج، قبل أن تفرض أبراج شاهقة «جدارًا عازلا» عن كورنيش النيل ليُدفن سكان هذه المنطقة العشوائية، ولا أحد يسمع صراخهم. أكثر من 4 آلاف أسرة، اتخذت من تلك المساكن والعشش المتهالكة، بات تعيش تحت رحمة المجهول، فمرور أحد القطارات على قضبان السكة الحديد المتواجد قرب المساكن يعني عشرات «الزلزال» في اليوم الواحد للمنطقة برمتها. «محمد - 70 عامًا - أحد ساكني عشوائيات سيدي فرج» قال ل«بوابة أخبار اليوم»: «أنا ساكن هنا من 1977.. حاولت أشوف مسكن جديد بعد خروجي على المعاش ما عرفتش.. ومكافأة نهاية الخدمة 12 ألف جنيه ما تكفيش العيشة الصعبة اللي إحنا عايشنها». أما «الحاجة نادية» فتحدثت وآلام المرض أنهكتها، قائلة: «عندي القلب بس الحمدلله.. إحنا غلابة أوي الناس هنا كلها غلابة والشباب والكبار ما فيش شغل.. إحنا قاعدين ومستنين السيسي يعملنا حاجة.. نفسنا في عيشة نضيفة». «أم سيد- مقيمة بعشوائيات سيدي فرج» فعبرت عن معاناتها، بقولها: «أنا عايشة هنا في حي سيدي فرج من 20 سنة.. عندي 4 عيال وعايشين هنا تعبانين ومخنوقين بس ربنا بيصبرنا عشان إحنا غلابة.. عايزة أقول للسيسي إحنا تعبانين في عشيتنا.. الحمام مشترك والأوضة ضيقة ومعايا بنات بنتي جالها عريس ولما عرف إننا هنا.. سابنا ومشي». في حين تحلم «نجلاء - 19 عامًا» كأي فتاة بعيشة طيبة وتصون لها كرامتها، قائلة: «كان نفسي أكمل تعليمي زي كل البنات لكن أبويا على باب الله.. سبت المدرسة عشان اشتغل وأساعده.. نفسي أكمل تعليمي وأعيش في شقة كويسة». بدورها، رصدت «أم حبيبة – مطلقة» مأساتها وأسرتها، حيث ذكرت: «أنا عايشة هنا مع أمي بعد ما جوزي طلقني.. عايزة حد يساعدني أعمل مشروع أكمل منه أنا وبنتي.. أنا بحب السيسي وبقوله يا ريس إحنا أملنا في ربنا وفيك». وأضافت أنها تخشى قدوم الشتاء بأمطاره الغزيرة، حيث تخترق المياه الأسطح الخشبية، وتتساقط على الأثاث وتتسبب في إحداث ماس كهربائي وسبق أن حرقت الشقة». شكرا يا محمد تسلم ايدك