جراء العدوان الإسرائيلي|الصحة الفلسطينية: 32 شهيدًا و59 مصابًا خلال ال24 ساعة الماضية    الدفاع الياباني: قوات أمريكية تشارك في عملية البحث عن طاقمي مروحتين تحطمتا بالمحيط الهادي    طلاب الجامعة الأمريكية يطالبون الإدارة بوقف التعاون مع شركات داعمة لإسرائيل    روسيا تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلجورود    سلوى محمد علي تدير ماستر كلاس سيد رجب بالإسكندرية للفيلم القصير    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 23 - 4 - 2024 في الأسواق    سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 23-4-2024 في بداية التعاملات    وزير خارجية إيران: نأسف لقرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود "غير قانونية" على طهران    موعد مباراة الزمالك القادمة والقنوات الناقلة    محافظ شمال سيناء يستقبل وزير الشباب والرياضة    الإسماعيلي: ندفع بأحمد الشيخ تدريجيا لهذا السبب.. ونجهز اللاعبين للأهلي    الثانوية العامة 2024.. تعرف علي مواصفات ورقة امتحان اللغة الأجنبية الثانية    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس اليوم الثلاثاء 23-4-2024 والموجة الحارة لمدة 72 ساعة    حالة الطرق اليوم، زحام مروري بشوارع ومحاور القاهرة والجيزة    بعد قليل.. استكمال محاكمة المتهمين في قضية فساد الري    انخفاضات ملحوظة في أسعار السلع والمنتجات الغذائية في السوق المصرية بعد تدخل حكومي    ندوة بجامعة القاهرة لتشجيع وتوجيه الباحثين لخدمة المجتمع وحل المشكلات من وجهة نظر جغرافية    التهاب الجيوب الأنفية الحاد: أعراض ووقاية    وول ستريت تتعافى وارتفاع داو جونز 200 نقطة وخروج S&P500 من دائرة الخسارة    أزمة لبن الأطفال في مصر.. توفر بدائل وتحركات لتحديد أسعار الأدوية    مُسن يطلق النار على عامل بسوهاج والسبب "مسقى مياه"    مصر تستهدف زيادة إيرادات ضريبة السجائر والتبغ بنحو 10 مليارات جنيه في 2024-2025    بالأرقام.. تفاصيل توزيع مخصصات الأجور في الموازنة الجديدة 2025 (جداول)    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 23-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    نيللي كريم تظهر مع أبطال مسلسل ب100 وش.. وتعلق: «العصابة رجعت»    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 23 أبريل 2024    مصرع عامل غرقًا بمياه الترعة في سوهاج    لبنان.. شهيد جراء قصف طيران الجيش الإسرائيلي سيارة في محيط بلدة عدلون    مصرع عامل دهسه قطار الصعيد في مزلقان سمالوط بالمنيا    ملتقى القاهرة الأدبي.. هشام أصلان: القاهرة مدينة ملهمة بالرغم من قسوتها    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    إزالة 14 حالة تعد بمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية    أستاذ مناعة يحذر من الباراسيتامول: يسبب تراكم السموم.. ويؤثر على عضلة القلب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام عطلة شم النسيم 2024 للقطاعين بعد ترحيل عيد العمال    رئيس الوزراء يهنئ وزير الدفاع بعيد تحرير سيناء سيناء    بشرى سارة لجمهور النادي الأهلي بشأن إصابات الفريق    عاجل.. صفقة كبرى على رادار الأهلي الصيف المقبل    بعد وفاته في تركيا، من هو رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني؟    بلينكن ينفي "ازدواجية المعايير" في تطبيق القانون الأمريكي    نصائح مهمة لمرضى الجهاز التنفسي والحساسية خلال الطقس اليوم    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    الكونجرس يشعر بالخطر.. أسامة كمال: الرهان على الأجيال الجديدة    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    علي هامش انعقاد مؤتمر الاتحاد العربي.. 11 دولة عربية في ضيافة النقابة العامة للغزل والنسيج بالقاهرة    «فلسطين توثق المجازر».. فعاليات متعددة في رابع أيام مهرجان أسوان (تعرف عليها)    عامر حسين: الأهلي احتج على مشاركة حارس الاتحاد السكندري    عبدالجليل: دور مدير الكرة في الأهلي ليس الاعتراض على الحكام    الشرطة تداهم أوكار الكيف.. سقوط 85 ديلر مخدرات في الإسكندرية    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 23 أبريل في محافظات مصر    مصرع شخص وإصابة 2 في تصادم 3 تريلات نقل بالوادي الجديد    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وسيم السيسي: الرئيس وراءه ظهير شعبي يمنحه القوة.. ونحتاج ل«ثورة» في التعليم
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 31 - 05 - 2016

اكتسب شهرة عالمية ليس فقط لأنه طبيب ذاع صيته كأستاذ لجراحات المسالك البولية بل أيضا لعشقه الفريد لتاريخ مصر القديم..هو باحث ومفكر وصاحب صالون ثقافى وعالم مصريات..من أشهر مؤلفاته ( الطب فى مصر القديمة ) والموجود فى قسم الطب بمكتبة الكونجرس الأمريكى،وكتاب (مصر التى لا تعرفونها )..ومن وحى هذا العنوان يؤكد د.وسيم السيسى أن مسلمى ومسيحى مصر مخزون حضارى أثبتت الأبحاث أن جيناتهما الوراثيتين واحدة بنسبة 97% وهذا ما يفسر استحالة كل محاولات تفتيت أو تقسيم مصر..ويشدد على أن قوة مصر الوحيدة هى الوحدة والتوحد وأن ما تعانيه من ملمات وهنات ليس إلا مجرد بثور على الجلد سرعان ما ستزول وإلى تفاصيل الحوار.
هل الشخصية المصرية التى بنت الأهرامات وأسست لحضارة مصر القديمة مازالت قادرة على بناء مصر الحديثة؟
بالتأكيد هى قادرة على شرط أن يتوفر لها المناخ والحاكم الصالح..المخزون الحضارى لهذه الشخصية المصرية يظهر فى الأوقات الحرجة كما حدث فى 6 أكتوبر 1973 وفى 30 يونيو أيضاً حينما أحست الشخصية المصرية أن مصر تضيع منها فظهر المخزون الحضارى فى 33 مليون مصرى نزلوا إلى الميادين ومثلهم على الأقل فى المنازل.. نعم،الشخصية المصرية مازالت موجودة بالرغم من كل ما يبدو لنا إلا أنه مجرد بثور على الجلد لا تلبث أن تزول..إنها جملة اعتراضية فى تاريخ مصر إنما هى قادرة بدليل أن مخطط شاريت وزير خارجية إسرائيل ومخطط برنارد لويس نجح فى العراق وسوريا وليبيا واليمن،وتحطم على المخزون الحضارى لمصر..هذا ما « يجننهم « وبالتالى الشخصية المصرية مازالت بخير.
كيف ترى التحديات التى تحاول إعاقة بناء مصر الحديثة؟
هناك تحديات من الداخل وتحديات من الخارج..تحديات الداخل ما هى إلا مخالب القط الموجود بالخارج وتحديات الخارج هى الصهيونية العالمية بمخالبها..أولها:المخلب الكبير وهو الولايات المتحدة الأمريكية ويكفى أن فولبرايت عضو الكونجرس المسيحى من 25 عاما مضت قال عبارة كانت السبب فى إبعاده من منصبه وهى:» اليهود فى بلادنا يسيطرون على كل ما يسيطر على المعدة والعقل والغرائز ولم يعد باقياً لدينا فى بلادنا إلا أن نغير اسم نيويورك إلى جيويورك»..وهذا صحيح لأن نيويورك بها 8 ملايين منهم 5 ملايين يهودىً وهذا ليس مهماً ولكن المهم أن المحكمة العليا هناك مثل المحكمة الدستورية عندنا عدد أعضائها 9 منهم 7 يهود وهم يخنقون أمريكا و يسيطرون على كل شىء فيها.. لذلك الولايات المتحدة الأمريكية هى مخلب القط الكبير وهذا يفسر أن كل رئيس يأتى إلى الحكم يؤكد الولاء والخضوع لإسرائيل ..ثانيها:الاتحاد الأوروبى بكل أسف وعلى رأسهم إنجلترا ولذلك يقال على الأمريكان أن جنسيتهم أمريكية لكن دماءهم بريطانية..هناك أيضاً مخالب أخرى مثل تركيا وقطر وهذا كله من أجل إسرائيل .. وفى مصر لدينا الإخوان وهم طوال عمرهم مخلب كبير والدليل ما الذى دفع حسن البنا أن يأخذ مبلغ 500 جنيهً من البريطانيين بما يعادل 5 ملايين حالياً عام 1928 إلا من أجل أن يشقوا الصف الوطنى لثورة سعد زغلول حيث أن الحس الوطنى آنذاك كان فظيعاً وسمعنا آنذاك هتافات مثل: «أيتها القراصنة اخرجوا من بلادنا» .. و « الاستقلال التام أو الموت الزؤام» .. فكانت الخطة السيئة « فرق تسد حيث كان الكل مع مصر ولتقسيمها زرعوا هذه البذور الشريرة عام 1928 ومازلنا نجنى ثمارها المرة على مرور السنين والأيام وخصوصاً بعد 30 يونيو لأنهم بعد أن كانوا أدوات فى أيدى إنجلترا أصبحوا أدوات فى أيدى الصهيونية العالمية وإنجلترا لأنه كما أن هناك صهيونية يهودية فهناك صهيونية مسيحية وصهيونية إسلامية.
وما هو تعريف الصهيونية؟
دينك هو جنسيتك والوطن للصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية التى هوّدوها فى أمريكا على وجه التحديد هو إسرائيل أياً كانت الجنسية .. وهذا أيضاً بالنسبة للصهيونية الإسلامية حيث إن الوطن هو الخلافة ومن أجل ذلك خرج علينا مرشد مثل عاكف يقول ( طظ فى مصر ) وخرج مرشد آخر يقول ( ما الوطن إلا حفنة تراب عفن ) أو يقول (الماليزى المسلم أقرب من المصرى المسيحى) .. إذن الوطن ليس له وجود فى الصهيونية فهى قائمة على هذا..وعلى هذا القياس يمكننا أن نقول أنه كما يوجد صهيونية يهودية ومسيحية يوجد أيضاً صهيونية إسلامية..الذى يرى أن وطنه ليس مصر فهو صهيونى و يعمل لحساب الصهيونية العالمية بكل أسف.
الديمقراطية العرجاء
كيف ترى الحديث عن الديمقراطية والحريات الآن؟
تعريف الديمقراطية طبقاً لهارولد لاسكى فى كتابه (الديمقراطية فى الدولة الحديثة) أن الديمقراطية ليست هى فقط حرية التعبير ولكن هى أيضاً القدرة على التغيير.. ويضيف لاسكى أنه بدون أحدهما هى ديمقراطية عرجاء..لكن لاسكى هذه العقلية السياسية الفذة قال أن الديمقراطية لها شروط ..أولها : شبّه لنا إنسانا يقف فى مكان عام ممدداً ذراعيه على آخرها فتعترض أنف شخص يقف بجانبه فيقول الآخر: احترس..فيرد الأول قائلاً:أنا حر..فيأتى الرد الجميل: أن حرية يدك تنتهى حيث تبدأ حرية أنفى..هذه حرية ولكن حرية موزونة أساسها النقد البناء الذى يعتمد على ذكر الإيجابيات ثم السلبيات ثم طرح لطرق العلاج..أما ذكر الإيجابيات فقط فهو تزلف ومديح ، وذكر السلبيات فقط هو هجوم.
هناك فرق أيضاً بين النقد وبين التجريح وهناك فرق بين النقد البناء وقلة الأدب،حرية التعبير لابد أن تقوم على احترام القانون حتى لو كان ظالماً أو كان غير مناسب ويوضح سقراط هذا الأمر : فعندما حكم عليه بالإعدام وأن يشرب السم سهّل له تلاميذه وعلى رأسهم أفلاطون طريق الهرب فرفض قائلاً : إن كسر القانون يؤدى إلى الفوضى وعندما قالوا له أنه قانون ظالم و لابد أن تقاومه قال : مقاومة القانون الظالم تكون بقانون عادل وليس بالخروج عليه.
تشير هنا إلى قانون تنظيم حق التظاهر؟
نعم ، فعلى الرغم أن لى تحفظات على هذا القانون لكن من يخرج للتظاهر لابد وأن يطبّق عليه القانون مهما كان القانون ظالماً لأن الخروج على القانون فوضى بينما نحن لدينا قنوات شرعية..لدينا مجلس نواب نتقدم إليه بطلبات تعديل هذا القانون الظالم بقانون عادل إنما ليس بالخروج عليه.
وماذا عن القدرة على التغيير.. الشق الآخر للديمقراطية ؟
هذه أيضاً لها شروط..بمعنى أنه لا ينفع أن أخرج إلى الشوارع لأقول (إرحل) ..هناك فرق بين الثورات وبين القدرة على التغيير..وهنا نأخذ مثالا كما فى إنجلترا الأمور مستتبة والانتخابات تتم فى موعدها اما فى أمريكا هناك مدتان ينهيهما الرئيس ولا يوجد غيرهما لأن هذا قانون.
أين نحن من المسار الديمقراطى؟
أرى أننا فى طريقنا للديمقراطية لكن لابد وأن نعرف أننا نتعرض لمؤامرات دنيئة والدليل ما يحدث على حدودنا الغربية فى ليبيا..نحن نسير على خطوات صحيحة ويكفينا ما رأيناه فى الأسابيع القليلة الماضية من مشاريع عملاقة وجبارة لذلك أتصور أنه فى ظرف عامين أو ثلاثة سيأتى اليوم الذى يطلب فيه العالم كله أن يكون كل حكام هذا العالم على غرار الرئيس عبد الفتاح السيسى.
الرئيس السيسى يكتسب يوميا أرضية إعجاب شديد جداً من المنصفين وليس من الحاقدين والناقمين أو الممولين أو المغيبين وهؤلاء عددهم كبير جدا..ألا يعرفون برنارد لويس الذى اعتمد عام 1983 فى الكونجرس الأمريكى أنه من وضع الخطة الإستراتيجية المنهجية المستقبلية على الحكومات المتتابعة..الخطة المرسومة وبضغطة زر على جهاز الكمبيوتر يستطيع أى أحد أن يطّلع عليها وبها السودان مقسمة إلى ثلاث دويلات كذلك العراق ومصر وليبيا..كل هذه المنطقة مقسمة..والخطة تسير بنجاح وتتحقق فى كل مكان إلا فى مصر طبعاً .. وعلى رأى وزير داخلية الإمارات ضاحى خلفان عندما قالوا له أن الهجوم على مصر شرس من الداخل ومن الخارج قال ما قل ودل : « البلد إللى قدرت أن تتغلب على المغول سوف تغلب البغول «..وهذا صحيح..مصر غيرت التاريخ فى موقعة ذات الصوارى وفى موقعة جالوت وفى حطين وفى الاحتلال الرومانى عندما جعلت أوروبا تعتنق الإسلام فى عصر الاستشهاد..مصر فعلاً صانعة للتاريخ ولن يقدروا عليها.
ممنوع بأمر والى
الفساد من أهم التحديات التى تواجه مصر فى الداخل فهل ترى أن الآليات الموجودة حالياً كافية للقضاء عليه؟
ليست كافية وأنا كتبت عن هذا فى أحد مقالاتى وقلت رئاسة كاسحة وحكومة كسيحة..بكل أسف الرئيس عبد الفتاح السيسى يفكر مثل تفكير محمد على باشا يفكر (على كبير وعلى واسع)..طرق بآلاف الكيلومترات وزراعات بآلاف الأفدنة وبالمناسبة هذه الزراعات تكفى السودان وكل الدول العربية .. مصر طول عمرها سلة خبز الإمبراطورية الرومانية ..وأذكر واقعة كل أطرافها أحياء..منذ عشرين عاماً أو أكثر دعيت لألقى محاضرة بالقوات المسلحة عنوانها (الولاء والإنتماء) وكانت المحاضرة تضم 4 آلاف ضابط وتصادقت مع بعض الضباط هناك وكان من بينهم ضابط اسمه محمد عبد المنعم و قال لى أنه من سنتين زرعوا الساحل الشمالى قمحا وهذا لم يكلفهم مجهودا كبيرا حيث اعتمدوا على مياه المطر وكان المحصول وفيرا جداً يكفى مصر بأكملها.
هل هذا كان بناء على إملاءات من أمريكا أو من إسرائيل؟
يوسف والى ومبارك كانا مخالب قط فى أيدى الصهيونية العالمية التى ورّدت لنا البذور غير الصالحة أو التى تنتج مرة واحدة فقط!..ولأن القمح سلعة وإستراتيجية كان خطتهم تجويعنا واشترطت أن نستورد منهم 80 % من القمح .. وبالتالى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح تنتهى خطة التجويع لأن من يملك لقمة عيشه يملك مصيره ومستقبله ولكنهم كانوا يتبعون معنا خطة جوَع كلبك يتبعك لكنهم لم يتيقنوا إنه إذا جوَعت الأسد يأكلك ونحن أكلناهم.
الغباء السياسى
بالرغم من أن الدستور أتاح لنا الخلاص من الحكم الشمولى إلا أن كثيرين يطالبون رئيس الجمهورية بالتدخل فى كل مشكلة تواجهنا..كيف ترى الخروج من هذه المعضلة؟
الحل بسيط لكن بداية أصنف الذكاء ل7 أنواع:ذكاء أكاديمى،ذكاء اجتماعى،ذكاء سيكلوجى،ذكاء رياضى،ذكاء أدبى، ذكاء ذاكرة..أما الجديد الذى وضعته فهو الذكاء السياسى وسبب وضعى له لى لما أراه فى البلد اليوم مثال: أثناء وجود الرئيس فى اليابان خرج مسئول وقال أن أى بضائع ستأتى لنا من اليابان سنفحصها حتى نرى إن كانت بها إشعاع نووى أم لا!..ألم يكن فى إمكان هذا المسئول أن ينتظر حتى عودة الرئيس!..ما أراده هذا المسئول هو الإضرار بالرئيس سواء عن قصد أو عن غير قصد أو عن خيبة لكن أياً كان الدافع هذا ما أسميه الغباء السياسى..كذلك الإعلان عن قانون الخدمة المدنية الذى نقل للناس بطريقة مشوهة:مثل أن رئيسك ممكن يرفدك أو أن يكتب فى حقك تقريرا!..لا أحد يعرف شيئاً عن هذا القانون سواء كان من النخبة أو (النكبة) وأنا واحد منهم..كان لابد من التمهيد له قبلها ب 6 أشهر على الأقل ثم يعرّف الناس بمخاطره إذا تكاسلوا عن العمل..لكن فجأة يعلن عن قانون خدمة مدنية إذن من الطبيعى أن الناس تثور عليك وبالتالى تفقد أرضية..أنت بذلك الشكل تضر بالرئيس..الأمر ذاته فيما يتعلق بموضوع الجزيرتين..الإعلان عن أمر كهذا فى وجود الملك معناه أن هذه مقايضة..وبالتالى بما أن مناقشة الموضوع كانت تتم منذ تسعة أشهر كان من الأفضل التمهيد للشعب بإعلان الأمر وأن السعودية تطالب بالجزيرتين مع تجنب الحديث عن أن هناك قرارا تم اتخاذه بالفعل،ثم كان لابد من التوضيح أن هناك شيئا اسمه (الصحيفة التكتونية) أى التى تقوم عليها القارات لأن كل قارة لها صحيفتها التكتونية والصحيفة التكتونية لقارة آسيا عليها جزيرتا تيران وصنافير بمعنى أنهما تابعتان للسعودية..كان من الذكاء معرفة ردود فعل الشعب حول قرار مثل هذا قبل إعلانه ثم يؤتى بالعالم الجيولوجى فاروق الباز ود.مفيد شهاب وهما يمثلان الرأى (مع) ونأتى بمن يمثل الرأى الآخر..لكن هذا كله كان قبل مجىء الملك إلى مصر..وهذا ما أقصده عن الغباء السياسى.
السيسى غير العالم
أفهم من كلامك أن الرئيس يعمل بمفرده؟
هو لا يعمل بمفرده..الرئيس السيسى وراءه ظهير شعبى وهو الذى يعطيه القوة أضيفى إلى ذلك مقولة أحد الحكماء:» أصبحت على قمة العالم حين لم أعد أشتهى شيئاً أو أهاب شيئاً وهذا ينطبق تماماً على السيسى فهو لا يريد شيئاً والدليل أنه رجل تنازل عن نصف ميراثه ونصف راتبه ومن راتبه الأخير دفع مقدمة شقة ناظر المحطة..ولا يهاب شيئاً وهو الذى ناطح أمريكا والصهيونية العالمية فى 30 يونيو وهذا ما يبدو من الخارج أما من الداخل فهو ناطح الإخوان..وبالتالى عندما يتحرر الإنسان من الرغبة والرهبة فهو فى منتهى القوة..لذلك أستطيع أن أؤكد ما قاله نابليون بونابرت : « قل لى من يحكم مصر أقول لك من يحكم العالم»..السيسى غير العالم و سيغير العالم.
وكيف ترى الحديث عن أن شعبية الرئيس السيسى قلت؟
هى بالفعل قلت ولكن مع الناس التى لا تفهم أو الناس الممولة أو الناس المغيبة والسبب فى ذلك الإعلام والتعليم اللذان لا يؤديان دورهما.. الهدف من التعليم هو أنه يعلمنا كيف نفكر لأن الشعوب تتقدم بالإبداع وبالإتيان بالجديد وفى الوقت الحرج الذى نمر به الآن نحن نحتاج إلى شعب مسلح وهو الجيش ، وشعب على استعداد أن يحمل السلاح وهو الشعب..قوة مصر ليست فى قناة السويس أو فى الصناعة أو فى الزراعة أو (فى الفلوس إللى تحت الأرض أو فوق الأرض)..قوة مصر الوحيدة التى تعتمد عليها هى الوحدة والتوحد وهذا معناه أنه لن يقدر عليها أحد..الأمر الثانى هو أن الناس بدأت تتفكك.
المخزون الحضارى
هل معنى ذلك أن المجتمع يعيش حالة انقسام كما يردد البعض؟
لا،لأن الانقسام معناه كتلة أمام كتلة بينما ما نراه الآن هو عدد من الناس لا يعجبه شىء وعدد آخر يشتم من ناحية أخرى لكن هذا ليس له قيمة لأن الكتلة الصلبة التى تحدث عنها شاريت وزير الخارجية الإسرائيلى فى الخمسينيات لبن جوريون:أنه عمل دراسة ووجد أن إسرائيل قطرة فى محيط من الكراهية ، وأن كل أسلحة إسرائيل بما فيها القنابل النووية لا قيمة لها لأنه سلاح يحمل فى طياته موانع استخدام فإذا استخدموا قنبلة على أى عاصمة عربية فسيعود غبارها الذرى على إسرائيل ولكن حتى يكون لإسرائيل اليد العليا لابد من تدمير ثلاثة دول كبرى حول إسرائيل وهى العراق وسوريا ومصر على أن يكون التدمير من داخلها وعلى أيدى أهلها لتحويلها إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية وأن نجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر..فرد بن جوريون أنهم سوف ينجحون فى العراق لأن بها شيعة وسنة والطرفان لا يقبلان بعضهما البعض.. وسوف ينجحون فى سوريا لأن بها سنة وشيعة وأكرادا وعلويوين ودروزا أما فى مصر فالكتلة الصعبة التى تتكون من المسلمين والمسيحيين لن نقدر عليها لأنها مخزون حضارى منذ آلاف السنين ولكننا سنحاول..وبالفعل هم حاولوا ونجحوا إلى حد ما لأننا لم نكن هكذا فلقد خرج علينا من حرم السلام على المسيحى وأتذكر فى وقت من الأوقات أنه كان هناك تحريم أن يأخذ مسلم (حقنة) من ممرضة مسيحية بينما بحوث مارجريت كاندل عالمة الجينات وطارق طه التى ناقشت رسالة الدكتوراه الخاصة به من شهر تقريباً وكانت عن الجينات المصرية و التى كانت تشتمل على دراسة لعينات من جينات أفراد من مصر كلها من الإسكندرية إلى النوبة ومن الصحراء الغربية إلى الصحراء الشرقية ومن الكفور والنجوع..وكلها إنتهت إلى أن جينات المسلمين والمسيحيين واحدة فى 97 % من العينات التى حصلوا عليها.
المسلمون والمسيحيون شعب واحد تاريخياً وجغرافياً وجينياً وبيولوجياً..لذلك هم دخلوا إلينا من باب آخر وهو أنه من يضع فى إصبعه خاتماً من الذهب فهو مسيحى والتى تغطى شعرها مسلمة..هذا التقسيم وافد علينا بكل أسف من فقر أهالينا.
ثورة التعليم
ما هى الوسيلة لوأد محاولات البعض لإثارة الفتنة بين أفراد الشعب الواحد والقضاء على التقسيم فيما بينه نهائياً؟
ما يحدث فى كل مرة أننا نعطى أسبرين وهذا غير مجد .. الأصح هو العلاج بمعنى أن نضع فى مناهج الأطفال مادة اسمها القيم وفى باب الرحمة مثلا: نقول قال: محمد صلى الله عليه وسلم « أنا رحمة مهداة « وقال المسيح عليه السلام « أريد رحمة لا ذبيحة «..أما إذا كنا نريد أن يشب أطفالنا منفتحين على العالم كله نقص عليه قصة براهما الذى ذهب إليه أحدهم يطلب منه السماح ليستحم فى ماء بحيرة جايا ليتطهر فكان رد براهما:يا رجل كن رحيماً بالناس وبعد ذلك أى ماء تستحم فيه هو ماء بحيرة جايا..حتى الديانات غير السماوية مثل البوذية والكونفوشيسية وغيرها..كلها تؤكد على الرحمة ..بالتالى يشب الأطفال منفتحين.. إنما أطفال اليوم لا يعرفون قيم المسيحية ولا قيم الإسلام ناهيك عما يدرّس فى المدارس الأزهرية من مناهج..نحن نريد مناهج جديدة بمعنى آخر نريد ثورة فى التعليم..بوش الأب قال:أمة فى خطر وعندما سألوه عن السبب قال أننا لم ندرّس العلوم بما يكفى..ولاية فلوريدا أفقر ولاية بالولايات المتحدة الأمريكية بها قناتين تلفزيونيتان تبثان العلوم ليل نهار..تعليمنا أيضاً يفتقد روح الفريق التى هى أساس النجاح..وبالتالى لابد لنا من ثورة فى التعليم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.