أخطر ما في خناقة شوبير والمعلق الرياضي أحمد الطيب، وموقعة كوب الماء الذي قذف به شوبير الطيب، ليس فقط سكب النصف الممتليء من الكوب، والكشف عن فراغ الكوب وتفاهته وخرابه.. وليس فقط تدني الحوار الإعلامي وانهيار قيمه وهبوط لغته.. وليس فقط منهج الإثارة وإشعال الحرائق الذي يحترفه وائل الأبراشي في برنامجه (العاشرة مساء) علي شاشة (دريم) من أجل حفنة إعلانات... أخطر ما في المشهد المتدني (خناقة شوبير والطيب) أن تلهينا التفاهة، تشغلنا عن معاركنا اليومية الصعبة وقضايانا ومشاكلنا الحقيقية.. شيء أشبه (ببص العصفورة) تأخذنا عن أنفسنا وأحوالنا وما يجري حولنا، تشغلنا عن التفكير وتشغلنا عن العمل... وبرغم إعتذار المذيع وائل الإبراشي، واعتذار قناة (دريم) عما حدث علي شاشة القناة، وتأكيدهم في بيان إعلامي (أن الهدف وراء استضافته شوبير والطيب، هو مواجهة ظاهرة التعصب الرياضي، من خلال حوار مع اثنين من الإعلاميين الرياضيين) إلا أن البيان تجاهل تماما منهج الإثارة وتأجيج الفتن وإشعال الخلاف في كثير من برامج (التوك شو) خاصة برنامج (العاشرة مساء) الأمر الذي يحتاج بالفعل إلي إعادة النظر في منهج وأسلوب برامج (التوك شو) وإعادة النظر في الإعلاميين الذين نشاهدهم علي الشاشة، دون وعي ودون ثقافة ودون مهنية.. فهل كل لاعب من حقه أن يكون إعلاميا ؟ وهل كل ممثل من حقه أن يكون إعلاميا ؟ ما هي المعايير والشروط المحددة للظهور علي الشاشة ؟ وما هو الهدف والغاية وراء برامج (التوك شو)؟ وهل الكثافة الإعلانية تعني أن كل شيء مباح؟