افتتح نائب رئيس الوزراء الصيني وانغ يانغ اليوم السبت28مايو في العاصمة الصينيةبكين الدورة الرابعة لمعرض الصين الدولى لتجارة الخدمات (سيفتيس) تحت عنوان "القمة العالمية لتجارة الخدمات". وذلك بمشاركة مصرية متميزة حيث تمثل مصر فيه وزارة الثقافة وصندوق تنمية الثقافة التابع للوزارة ومركز الحرف التقليدية بالفسطاط والسفارة المصرية ببكين في أطار الاحتفال بالعام الثقافي المصري الصيني 2016. وأشار وزير التجارة الصيني قاو هو تشينغ في كلمته خلال منتدى لكبار الضيوف وممثلي الحكومات والشركات المشاركة بالمعرض، إلى أن معرض هذا العام يتمحور حول الانفتاح والابتكار والإبداع والاندماج، مؤكدا على أن الحكومة الصينية تولى أهمية كبيرة لتجارة الخدمات التي ترى أنها تستطيع تكوين القوة الدافعة للاقتصاد خاصة مع ما تعانيه تجارة السلع من تباطوء بسبب انكماش الاقتصاد العالمي، كما تحدث عن سعى البلاد لتحسين بيئة التجارة الخارجية وتحرير التجارة وتنمية تجارة الخدمات والتجارة الالكترونية بشكل اكبر مع الاستمرار في برامج الإصلاحات. ونوه كذلك إلى أن تجارة الخدمات الصينية بلغ حجمها نحو 713 مليار دولار أمريكي في عام 2015 لتصبح بذلك الصين ثاني أكبر دولة في العالم في هذه التجارة بعد الولاياتالمتحدة. وتحتل المنتجات المصرية الفنية الجميلة من أعمال الفضة والحلى والمنقوشات على النحاس والمشغولات الخشبية وإعمال الارابيسك والخيامية والزجاج المعشق ومنتجات الخزف جناحا كبيرا فى المعرض تبلغ مساحته نحو 50 مترا مربعا.. كما يستضيف الجناح المصرى ثلاثة من الخبراء فى صناعة الحلى والمشغولات الخشبية والخيامية حيث يقومون بعقد ورشة عمل يومية طوال فترة المعرض - الذى يمتد حتى يوم الاربعاء القادم- لتعريف الزائرين من الصينيين على طريقة صنع هذه المنتجات التراثية المصرية. وأكد مجدى عامر سفير مصر لدى الصين فى تصريحات أدلى بها إلى مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بالصين عقب انتهاء مراسم افتتاح المعرض والمنتدى المقام على هامشه، على أهمية مشاركة مصر في هذا المعرض الخاص بتجارة الخدمات والتي تضم من ضمن مجالاتها المتعددة تجارة الثقافة، حيث انه يعد اكبر معرض من نوعه ليس فقط في الصين ولكن فى العالم اجمع. وقال انه بالرغم من أن هذه تعد أول مرة على الإطلاق تشارك فيها مصر في هذا المعرض الضخم إلا أن مصر معتادة على المشاركة من وقت إلى أخر في معرض أخر يقتصر فقط على تجارة الثقافة وذلك في مدينة شينزين فى جنوبالصين، مشيرا إلى أن مصر شاركت بالفعل فى فعاليات معرض شينزين لهذا العام والتي أقيمت منذ نحو أسبوعين حيث حصل الجناح المصري فيه على جائزة للتميز. ونوه السفير المصرى بأهمية معرض اليوم فى بكين حيث يوجد به مشاركة محلية ودولية على نطاق أوسع من معرض شينزين، خاصة وانه يتم تنظيمه بالتعاون بين الحكومة الصينية ومنظمة التجارة العالمية. وأكد على ان مصر تستطيع من خلال مشاركتها فى هذا الحدث ان تتعلم كيف يمكن تحويل الثقافة الى صناعة تدر دخل كبير يمكن ان يسهم فى تطوير ونهضة القطاع الثقافى المصرى. وقال انه للاسف اننا فى مصر حتى الان مازلنا متمسكين بمفهوم ان الثقافة هى خدمة لا تدر الربح بينما نجد ان هذا المفهوم تغير تماما بالنسبة لاغلب دول العالم فالثقافة حاليا اصبحت صناعة مربحة الى حد بعيد. وأشار في هذا الصدد إلى تجربة الصين التي وصفها بأنها تجربة جديرة بأن نتعلم منها ونحتذي بها ؛مؤكدا أن ففى الصين صناعة الخدمات تشكل نحو 50 في المائة من الدخل القومي، وصناعة الثقافة وحدها تشكل من 15 إلى 20 في المائة من الدخل القومي، وهذا يعنى أنها تحولت إلى مصدر دخل كبير للدولة الصينية وهو الأمر الذي انعكس بالطبع على التطور الصناعي وزيادة فرص العمل وبالتالي على اقتصاد البلاد. وأعرب السفير عامر عن أمله في أن تشارك مصر فى هذا المعرض باستمرار مستقبلا لأنه سيفتح لها سبلا جديدة للتعاون مع الصين. وقال انه نظرا لان هذه هي أول مرة تشارك مصر فيها فى المعرض فالمشاركة فقط من الجانب الحكومي ولكن في السنوات القادمة فإنه يعتقد انه ستكون هناك فرصة لمشاركة القطاع الخاص المصري كما ان مشاركة الجانب الحكومى لن تقتصر فقط على وزارة الثقافة بل ستمتد لتشمل كذلك وزارات التجارة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة ..نظرا لان صناعة الخدمات مجال واسع ورحب يشمل الكثير من القطاعات. ومن جانبه أشار مدير مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية المستشار الثقافي للسفارة المصرية لدى الصين الدكتور حسين إبراهيم في تصريحات ل أ.ش.أ، إلى أن مصر حرصت على الاشتراك في المعرض لأنه يقدم فكرة جديدة للثقافة وهى فكرة تجارة الثقافة والتي تدور حول تحويل الثقافة إلى منتج يباع ويشترى. وقال ان المسئول عن هذا المعرض ليس وزارة الثقافة الصينية ولكن وزارة التجارة ولهذا فإن مشاركة مصر به تعد خطوة جديدة للتعاون بين وزارة الثقافة المصرية وهيئة دعم الثقافة التابعة لوزارة التجارة الصينية حيث يأمل الجانبان ان يكون هذا التعاون هو بداية لمشروعات مستقبلية واعدة بين البلدين فى قطاع تجارة الثقافة. قال إنها أنجزت في زمن قياسي بفضل التعاون والتنسيق بين جميع الإطراف سواء وزارة الثقافة وصندوق الثقافة فى مصر أو السفارة المصرية لدى الصين أو وزارة التجارة الصينية. وتقدم بالشكر للوزارة الصينية التي قامت بتخفيض كبير في رسوم مشاركة مصر في المعرض حيث تم استثناءها من دفع رسوم حجز الجناح المخصص للعرض وتم الاكتفاء فقط بدفع مصر للرسوم الخاصة بتنظيم الجناح. كما نوهت المستشارة الإعلامية للسفارة المصرية هدى جاد الله بأهمية هذا الحدث الثقافي التجاري الخدمي الذي تنظمه وزارة التجارة الصينية وحكومة بلدية بكين بدعم من منظمة التجارة العالمية والاونكتاد ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبمشاركة المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) ومركز التجارة الدولي التابع للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية. جدير بالذكر أن المعرض الذي يستضيفه مركز الصين الوطني للمؤتمرات يقام على مساحة إجمالية تبلغ 50 ألف متر مربع ويشارك فيه الآلاف من العارضين من حوالي مائة دولة ومنطقة حول العالم والمعرض يعد منصة دولية للتبادلات فى تجارة الخدمات بقطاعاتها المختلفة والتي تتضمن الخدمات فى قطاع الأعمال وخدمات قطاع الاتصالات وقطاع البناء والهندسة والقطاع المالى وخدمات السياحة والسفر وقطاع الترفيه والثقافة والرياضة وخدمات النقل وقطاع الصحة والخدمات الاجتماعية والخدمات التعليمية وقطاع التوزيع والخدمات البيئية وغيرها. وقد اجتذب هذا المعرض منذ ان عقدت أول دورة له في عام 2012 نحو 391 ألف عميل من حوالي 154 دولة ومنطقة من شتى انحاء العالم ووصل الحجم الإجمالي للصفقات التي تمت خلال دوراته الثلاث الماضية 220.63 مليار دولار.