أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين أنه لابد من وجود نظام عمل محدد يحكم عمل الأئمة والدعاة في أوروبا بما يحقق مصلحة الأوطان وينشر الفكر والثقافة الإسلامية الصحيحة دون انحراف أو مغالطة. وقال شيخ الأزهر، خلال لقائه رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون، الخميس 26 مايو، إن أمن الأوطان وحرمة دماء كل الناس خط أحمر يجب التعاون من أجل حمايتهم، موضحا أن الأزهر على الاستعداد لبذل مزيد من الجهود لتحقيق ذلك ونشر السلام بين الناس جميعًا. وأضاف الطيب أن الأزهر سيقف إلى جانب فرنسا في مواجهة الإرهاب، مؤكدا استمرار جهوده في نشر الوسطية والسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وأوضح الطيب أن ما يحدث من بعض الجماعات المنحرفة التي تنسب نفسها زورا للإسلام لا يعبر عن الإسلام في شيء، لافتًا إلى أن العلاقات بين مصر وفرنسا تمثل شراكة حقيقية في مواجهة الإرهاب، وأن الأزهر وجامعته وهيئاته حاضرون دائما في مواجهة هذه الأفكار المتطرفة، ووقوف فرنسا إلى جانب مصر يمثل دعما كبيرا في مواجهة الإرهاب وخاصة أن مصر تعاني من الإرهاب أيضا في بعض المناطق. وأعرب الطيب عن تقديره لحرص فرنسا على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يشجع هذه الجهود ويتمنى أن تؤتي ثمارها في القريب العاجل. من جانبه، رحب كلود بارتولون رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية بشيخ الأزهر، مؤكدًا أن زيارته إلى فرنسا جاءت في توقيت هام للغاية، موضحا أن بلاده تفصل تماما بين الإسلام وما يرتكبه بعض المتطرفين. وقال بارتولون: «نحن بحاجة إلى الاهتمام بالشباب وفتح كافة المجالات لهم، وكذلك يجب الاهتمام بالأئمة الفرنسيين الذين نعتقد أننا علينا واجبا كبيرا تجاههم، مؤكدا أن استعداد الأزهر الشريف للمشاركة في ذلك أمر هام للغاية». وأشاد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية بالخطاب العالمي الذي وجهه شيخ الأزهر إلى مسلمي أوروبا وجميع أنحاء العالم، موضحا أن حديثه عن الاندماج الإيجابي للمسلمين في فرنسا وأوروبا من شأنه أن يترك أثرا كبيرا على المسلمين الفرنسيين الذي يتطلعون إلى الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بكل تقدير واحترام. وتابع بارتولون: «حرصنا على استقبالكم لأنكم تمثلون مؤسسة عريقة كبرى يعرف الفرنسيون قيمتها جيدًا، كما يدركون أيضا قيمة الحضارة المصرية العريقة»، مؤكدا أن بلاده تدرك جيدا ما ينبغي أن تكون عليه مكانة مصر في المنطقة. وأكد رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية على أن بلاده لديها إصرار كبير على تقوية علاقتها بمصر والأزهر، فمصائرنا في الغرب والشرق مرتبطة ببعضها البعض، ونطالبكم بثبات المواجهة ومزيد من جهودكم القوية في فرنسا ومصر وفي جميع أنحاء العالم.