هنا قرية الكرم التابعة لمركز أبوقرقاص.. القرية التي كانت تنعم بالهدوء وتحولت فجأة إلى كتلة نار أشعل فتيلها علاقة محرمة بين شاب مسيحي وسيدة مسلمة، ما أسفر عن حرق منازل ومحل أجهزة كهربائية وفرار المتهم في الواقعة. وفي محاولة لاحتواء الأزمة تحرك نواب دائرة أبو قرقاص، حيث قال النائب مجدي سعداوي، إنه تم عقد جلسة مع الطرف المسلم تلها جلسة مع الطرف المسيحي تمهيدا لعقد جلسة صلح بين الطرفين، وأضاف انه تم التواصل مع بعض الأقباط للوصول إلى حلول لإنهاء المشكلة. وأكد سعداوي أن المبدأ هو رحيل الزوجة بعد تطليقها من زوجها والشاب المسيحي عن القرية وعدم عودتهما مرة أخرى، إلى جانب الاستمرار في القضية المتداولة في حال عدم تقديم التعويض المناسب عن الخسائر التي وقعت بسبب الأحداث. وقال أحد أهالي القرية - رفض ذكر اسمه- إنه كانت هناك علاقة بين زوجة الرجل المسلم وبين الشاب المسيحي وتكررت لقاءاتهما في مدينة المنيا وأحيانا بالقرية وأضاف أن ابنة الزوجة شاهدتهما فأخطرت والدها الذي تمهل وأخذ في مراقبتها حتى قطع الشك بالقين فقام بتطليقها ولكن شعرت عائلته بالمشكلة فحدثت الواقعة. وأضاف أن عدد سكان قرية الكرم من 15 إلى 17 ألف نسمة أغلبهم مسلمين. من جهتها فرضت قوات الأمن كردونا أمنيا حول القرية منعا لتجدد الأحداث. وكانت والدة الشاب القبطي، قد توجهت إلى مركز الشرطة وتقدمت ببلاغ إلى قسم شرطة أبوقرقاص أكدت فيه انه تم تجريدها من ملابسها على يد بعض مسلمي القرية بعد تردد أنباء عن تورط نجلها في علاقة غير شرعية مع مسلمة بالقرية. وأصدر الأنبا مكاريوس أسقف مطرانية المنيا وأبوقرقاص، بيانا حول أحداث قرية الكرم، أكد فيه صحة تجريد قبطية من ملابسها بقرية الكرم والاعتداء عليها من قبل بعض مسلمي القرية. وأوضح الأنبا مكاريوس، أن الأحداث المؤسفة في قرية "الكرم" والتي تبعد مسافة أربعة كيلومترات من مدينة الفكرية، مركز أبوقرقاص، بدأت بعد شائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة، وقد تعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي، وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي الجمعة ٢٠ مايو ٢٠١٦ يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط، حيث قاموا بتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها. وقال الأنبا مكاريوس: "نحن نثق أن مثل هذه السلوكيات لا يقبلها أي شخص شريف، كما نثق بأن أجهزة الدولة لن تقف منها موقف المتفرج، ونحن إذ نشكر مقدماً أجهزة الأمن، نثق بأنها لن تألو جهدا في القبض على جميع المتورطين ومحاسبتهم".