أصيبت الأوساط الرياضية في مصر بحالة من الصدمة بعد إعلان خبر وفاة المستشار الرياضي للاتحاد الأردني لكرة القدم ومدرب منتخب مصر السابق محمود الجوهري عن 74 عاما. وأعلن الاتحاد الأردني وفاة المدرب المصري الأسطورة في احد مستشفيات العاصمة عمان بعد إصابته بنزيف حاد في المخ يوم الجمعة الماضي. كما أعلن الاتحاد المصري على موقعه الرسمي الاثنين 3 سبتمبر وفاة الجوهري مقدما تعازيه للرياضة العربية والمصرية باعتباره احد ابرز المدربين. ووصف خبراء الكرة المصرية وعدد كبير من المدربين رحيل الجوهري بأنه " نهاية لأسطورة عربية في التدريب." وقال عبد المنعم الحاج رئيس لجنة المدربين السابق بالاتحاد المصري إن رحيل الجوهري خسارة كبيرة لأنه أول من أكد إن انتماء المدرب يجب إن يكون للفريق الذي يدربه وليس للفريق الذي لعب له. وأضاف الحاج "رغم إن الجوهري لعب للأهلي وقاده كمدرب إلى العديد من البطولات الإفريقية إلا انه أبدع عندما قاد الزمالك في بداية حقبة التسعينيات وقادة لتحقيق أكثر من بطولة." وتولى الجوهري تدريب الزمالك عام 1993 وفاز معه بلقب كأس السوبر الإفريقية إمام غريمه الأهلي في جوهانسبرج عام 1994. وأضاف الحاج "الجوهري فتح صفحة جديدة للكرة المصرية على المستوى العربي والإفريقي وكانت له لمسات إنسانية في معاملة اللاعبين." وقال حارس الأهلي في الستينيات ورفيق الجوهري في الملاعب عادل هيكل إن رحيل الجوهري يشكل له صدمة كبيرة. وأضاف "لقد أعلى (الجوهري) من شأن المدرب المصري على المستوى العربي وفتح الباب للمدربين المصريين ليثبتوا كفاءتهم." وقال عمرو أبو المجد رئيس قطاع الناشئين بالأهلي سابقا إن الجوهري كان مدربا يتميز بالحماس في حب العمل الذي يؤديه كما انه لا يعرف اليأس. وأضاف أبو المجد "تميز بأسلوب نفسي في التعامل مع اللاعبين فكان يدفعهم دفعا إلى الإبداع والانجاز." وعمل أبو المجد مع الجوهري ست سنوات في بداية حقبة السبعينيات عندما كان الجوهري يدرب فريق تحت 21 عاما بالأهلي والذي كان يضم نواة التشكيلة التي هيمنت على الألقاب المحلية في وقت لاحق وعرفت باسم فريق "الأمل". وصرح أبو المجد إن الجوهري كان له أسلوب مميز في التدريب يعتمد على القوة في الأداء والحماس إضافة إلى الاعتماد على توظيف ذكاء اللاعب. وأكد مصطفى رياض نجم الترسانة في حقبة السبعينيات ورئيس قطاع الناشئين بالترسانة إن الجوهري كان صاحب فكر تدريبي متميز. وأضاف "الجوهري حطم عقدة المدرب الخواجة (الأجنبي) بعد إن نجح في قيادة منتخب مصر لنهائيات كأس العالم بايطاليا 1990." وتأهل منتخب مصر لكاس العالم بقيادة الجوهري عام 1990 بعد غياب لمصر عن البطولة استمر 56 عاما. وكان الاتحاد المصري يفضل دائما إسناد تدريب منتخب مصر إلى المدربين الأجانب حتى استعان بالجوهري فحقق معه انجاز بلوغ كأس العالم. وأعرب محمود أبو رجيلة مدرب الزمالك السابق عن حزنه العميق لرحيل الجوهري مؤكدا إن الراحل كان يعتز بشخصيته حتى إن البعض وصفه بالمدرب "الديكتاتور". وأضاف أبو رجيلة "الجوهري هو الذي قاد الكرة المصرية إلى العالمية، من الصعب تعويضه." وأكد طه بصري مدرب الزمالك السابق إن الجوهري - وهو ضابط بالقوات المسلحة المصرية - قد قام بتدريبه عندما كان لاعبا كما انه عمل معه عندما كان الجوهري يدرب اتحاد جدة السعودي. وأضاف بصري "الجوهري علامة كبيرة في سماء الكرة المصرية والعربية وسيظل كذلك." وأشار إسامة خليل لاعب الإسماعيلي السابق إلى إن الجوهري ارسي قاعدة احترام المدرب المصري محليا وإفريقيا وعربيا. وأضاف "الجوهري هو أول من ارسي أسس وقواعد الاحتراف الكروي في مصر في بداية عقد التسعينيات (من القرن الماضي) بعد العودة من كأس العالم لكن مسؤولي الاتحاد المصري لم يطبقوا قواعد الاحتراف التي أوصى بها الجوهري بعد ذلك." ووصف طارق يحيى مدرب الزمالك الجوهري بأنه كان "إنسانا". وأضاف "كان يتعامل مع عمال غرف الملابس كما يتعامل تماما مع نجوم الكرة وكبار اللاعبين وخصص لعمال غرف الملابس نفس الزى الذي يرتديه اللاعبون والجهاز الفني." وقال طلعت يوسف مدرب تليفونات بني سويف إن الجوهري هو أب لجيل كامل من المدربين الحاليين. وأضاف "تعلمنا على يدي الجوهري أصول التدريب فقد تبنى عددا من المدربين وافخر إنني تعلمت منه الكثير." ووصف صبري المنياوي مدرب الإسماعيلي الأسلوب التدريبي للجوهري بأنه "اتسم بالتخطيط المحكم في الملعب واستخدام الأساليب العلمية الحديثة في التدريب." وأضاف "الجوهري هو من قدم لمصر جيلا رائعا تأهل بهم إلى كأس العالم قبل إن يصقل مواهب جيل آخر فاز معهم بأمم إفريقيا 1998 في بوركينا فاسو." وضم جيل "كأس العالم 90" عددا من مواهب الكرة المصرية على رأسهم حسام وإبراهيم حسن واحمد الكأس وجمال عبد الحميد واحمد شوبير وإسماعيل يوسف وهاني رمزي وطاهر أبو زيد واشرف قاسم وعادل عبد الرحمن وإسامة عرابي وهشام يكن وربيع ياسين وهشام عبد الرسول وحسين عبد اللطيف. وأكد عبد الرسول لاعب المنيا السابق الذي اكتشفه الجوهري وضمه لمنتخب مصر إن الجوهري كان أبا لجميع اللاعبين إلى جانب قدرته على الحسم والشدة في تعاملاته. وأضاف "منحني الفرصة في تصفيات كأس العالم 1989 ونجحت في إحراز أهداف مهمة لمنتخب مصر." وأصيب عبد الرسول في حادث سيارة شهير قبل إن يتوجه مع منتخب مصر إلى كأس العالم بايطاليا مما اجبره على الاعتزال. وكان الجوهري قد استصدر قرارا لعبد الرسول للعلاج في الخارج على أمل العودة إلى الملاعب ثانية لكن الإصابة كانت قوية للغاية وأنهت مشوار اللاعب. وأكد حسين عبد اللطيف لاعب المنيا والزمالك السابق ومدرب نادي الالومنيوم انه اتجه للتدريب بعد اعتزال الكرة بفضل توجيهات الجوهري. وأضاف "كان بالنسبة لي بمثابة الأب"