شارع المعز لدين الله الفاطمي مهدد بعد توقف عمليات التطوير فيه والتى بدأت عام 1998 وبعد ان استولي عليه الان الباعة الجائلين وافترشوا بضائعهم وتحول الشارع ليلا الى قطعة من الظلام بعد سرقة الكابلات الكهربائية . فى جوله مفتوحه داخل القاهره التاريخيه إنطلقت "الأخبار" الإتجاه الجنوبى من" بوابه الوزير" والتى تشتهر بانها سوق كبير لكافه أبناء المنطقه وصولا إلى باب زويله ..وبالنظر الى باب زويله العملاق الذى لازالت صور الدعايه الانتخابيه الرئاسية السابقه معلقه عليه من معظم المرشحين السابقين إلا أنه شاهد على عبق التاريخ وعلى مايحتويه من اسرار لم نعرفها بعد ، ورغم ذلك فالاماكن الأثريه الموجوده على جانبى البوابه بها الكثير من الاهمال ولوحظ ان عمليات الترميم لم تبدأ بعد رغم تواجد الات ومعدات الترميم بالمنطقة . إلتقينا بعم " محمد أحمد إبراهيم " صاحب أقدم محلات الاحذيه والانتيكات ذات الطابع الاسلامى ويعمل بشارع المعز منذ اكثر من خمسين عاما والذي يرى ان هناك ركودا تاما فى عمليه البيع والشراء خصوصا بعد عمليات البلطجه التى تحدث فى ظل غياب واضح من رجال الامن. أما " عبد المقصود أحمد الخلعى" بائع متجول بمنطقه شارع المغربلين بباب زويله والذى يؤدى إلى شارع "المعز" فهو يرى أن المنطقه الاكثر حظوظا فى عمليات الترميم هى المنطقه الشماليه ناجيه "بابى النصر والفتوح" بعكس الاهمال الشديد الموجود بالمنطقه الجنوبيه والتى يعمل بها ، فمازالت صور مرشحي الإنتخابات الرئاسية السابقه وهى على ( باب المتولى) وشارع الخياميه كما أن أثار التاكل الموجوده على الاثار الاسلاميه الموجوده أدى إلى نفور الزائرين الى المناطق النظيفه . إستكملنا جولتنا وصولا لباب الغوريه عند مسجد " الاشرف قنصوه الغورى" مرورا من امام المشهد الحسينى والجامع الأزهر فهناك الكثيرمن محلات الصاغه لبيع المقتنيات والمشغولات الذهبيه بالإضافه إلى العديد من البيوت و"الكتّاب" و"السبيل" والمساجد فى مشهد لم تراه إلا فى أم الدنيا , فقد تأكد لنا الفروق الكبيره فى الإهتمام بين المنطقه الشماليه والجنوبيه التى لم تستكمل فيها عمليات الترميم .. توجهنا بعد ذلك إلى " متحف النسيج المصرى" الذى يحتضن تحفه معماريه نفيسه وهى سبيل " محمد على " .. والتقينا بوكيلة المتحف د. "سحر إبراهيم" والتى أكدت وتقول أن شارع المعز فى العهد السابق كان لا يوجد به اى سياره فهناك أمن داخلى , اما الان فأصبحت السيارات تقف فى اى مكان يحلو لسائقيها مما يهدد هذه الاماكن التى بمثابه "حرم للأثار "، فمن المفترض ان يكون هناك أمن داخلى مسئول عن تصاريح دخول المركبات وعمل مخالفات لاى تجاوز قد يحدث , أما عن ظاهره الباعه الجائلين داخل الشارع فالشرطه تتفانى فى اداء عملها الا ان هؤلاء الباعه مميزين فى لعبه " القط والفأر" , وتطالب المسئولون بمد ساعات العمل بالمتحف إلى المواعيد المتعارف عليها وذلك لخلق فرص لتنشيط السياحه الجالسه داخل العنايه المركّزه. متى التطوير ؟ أما سيد عبد العزيز " صاحب محل لبيع أدوات الفنادق والمقاهى" , فيرى ان الشارع تحول إلى الأسوأ ، فبائعو السجائر والبلطجيه يسرقون سلاّت "القمامه" من الشوارع وكابلات الكهرباء مما أدى إلى قطع "النور" بعده مناطق بشارع المعز والتى أثرت على عمليه البيع والشراء والافواج والرحلات السياحيه القادمه إلينا من محافظات مصر المختلفه. إلتقينا بالدكتور الأثرى جمال مصطفى مدير عام مسجد السلطان حسن وباحث فى مجال الأثار الإسلاميه .. الذى بدأ حديثه بأن القاهره التاريخيه قد ‘سجلت على قائمه التراث العالمى عام 1979 ميلادي , فيحدها من الشمال شارع "جلال".. ومن الجنوب"سور مجرى العيون".. ومن الشرق "شارع صلاح سالم".. ومن الغرب "شارع بورسعيد". وقد بدأ مشروع ترميم وتطويرتلك المنطقه عام 1998 ميلادي على 4 مراحل بتكلفه تجاوزت ال35 مليون جنيه تم تنفيذ ثلاثه مراحل وتبقى المرحله الأخيره الخاصه بالجزأ الجنوبى من شارع المعز, فهو يبدأ من ( باب النصر ..حتى المشهد الحسينى) ومن ( باب الفتوح .. حتى باب زويله) وأخيرأ بدايه من (باب الوزير "بالقلعه".. وحتى شارع صلاح سالم) , فمن المتعارف عليه أن"القاهره التاريخيه" بها حوالى (318 أثرا) تم ترميم ما يقارب من (110 أثرا) ليكون شارع المعز أول متحف إسلامى مفتوح فى العالم كله . وقد صدر قرار بفصل منطقه " السلطان حسن والرفاعى " عن القاهره القديمه وجعلها منطقه مستقله لضمان سرعه أعمال الترميم والصيانه بعيدا عن البيروقراطيه الحكوميه والتى ستتكلف عمليات ترميمه ما يقارب ال 70 مليون جنيه يتم تنفيذها فور توفير موارد ماليه , كما تم إعداد برنامج عاجل للصيانه والتأمين والتطوير بالإضافه إلى الإتفاق مع فضيله مفت الجمهوريه وذلك لتوفير دعم كافى لتركيب أجهزه إليكتونيه حديثه هذا الشهر وجارى عمل المقايسه للبدأ فى المشروع لحمايه المنطقه وتزويدها ب 10 أ|فراد للتأمين. لمزيد من التفاصيل طالع عدد جريدة الأخبار في عددها الصادر 3 سبتمير 2012.