أكد الخبراء أن الإرهاب والإهمال وجهان لعملة واحدة حيث أن الإهمال جزء من الفساد والإرهاب في مقابل الفساد وفي النهاية كلاهما يتساوي في القتل والتدمير والخراب ،كما أنه لا يمكن بناء أي مجتمع إقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا ولا يمكن التنمية مع الفساد. أكد اللواء محمد عبد العظيم سفير النوايا الحسنة والخبير الإستراتيجي ورئيس الحزب الجمهوري أن الإرهاب والإهمال يتحدو في فساد الفكر أو قصور الفكر ،لإن الإرهاب فكره يقوم علي أن التدين هو القتل والحرق هذا الفكر المنحرف لن يصل به إلي شئ،ولذلك نجد أن سلاسل الحرائق والأزمات والكوارث في غالبها فساد فكري،فعلي سبيل المثال هناك فساد فكري ظهر في جانب القصور في الأمن الصناعي والتدريبات علي مواجهة مثل هذه النوعية من الحرائق ،حيث أن المنظومة بأكملها بحاجة لمسيرة إعادة بناء ،وخاصة أن وزارة الداخلية كانت تهمشت في دورها بعد ٢٥يناير وبالفعل هي تعيد حسابتها وتعيد بناء نفسها،حيث نأمل في أن يصل البناء إلي الأمن الصناعي والمطافئ ،كما أنه لابد من الإهتمام بالنواحي الفرعية وذلك لأن لها تأثير علي الأصل،وخاصة أن الأمن له أفرع كثيرة مثل الأمن العام والأمن الصناعي والأمن الفكري ولابد أن كل هذه الجهود تتحد في عملية إعادة البناء. وتقول د كريمة الحفناوي عضو الجبهة الوطنية للجنة الدفاع عن الصحة أن الإهمال جزء من الفساد وأيضا الإهمال جزء أساسي من منظومة فساد الأخلاق والضمير والقيم وأيضا منظومة الإرهاب في مقابل الفساد ،وبصفة عامة منظومة الفساد أو الإرهاب كلاهما تؤدي إلي القتل والتدمير ،والإهمال أو الفساد المتسبب في مجموعة الحرائق الكبيرة التي إندلعت في الرويعي والغورية والموسكي وغيرها من المصانع في المحافظات والتي نتج عنها خسائر مادية طائلة وأيضا خسائر بشرية، هو أيضا نفس الإهمال أو الفساد المتسبب في إنهيار العقارات وذلك يقع تحت طائلة القتل الغير مباشر ،وفي السياق ذاته هناك فساد أخر يبني علي أفكار متطرفة تجافي الحقيقة والدين والقيم والضمير وهو الفكر الفاسد أيضا الذي يخضع للحقيقة التي يراد بها الباطل وذلك يقع تحت طائلة القتل بالطريق المباشر من خلال القتل والإرهاب. وتضيف الحفناوي أنه لو نظرنا إلي منظومة الدفاع المدني فهي في الحقيقة غير موجودة وعدم وجودها علي أرض الواقع أدي إلي القتل الغير مباشر وإزهاق الأرواح وهذا نوع من الفساد ،ولا يمكن بناء أي مجتمع إقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا ودينيا مع وجود الفساد وهذا الفساد مما لاشك فيه داخله إهمال ،والجميع في النهاية يتساوي مع القتل المباشر ،فعلي سبيل المثال المسؤلين بالحي يتعاملون بصورة شكلية مع الموضوعات الهامة بداية من تركهم للباعة الجائلين يتوسعون ويتكدسون في الطرق ولم يتم التعامل معهم بجدية ونقلهم لأماكن تناسبهم وتناسب أعمالهم والسبب يرجع إلي عدم التخطيط وفقا للواقع وطبيعة المكان ،وهذه من الأسباب التي ساهمت في تفاقم الأزمة،وبالإضافة إلي ذلك منظومة التأمين ومكافحة الحرائق وفقا للشوارع والمناطق والأحياء فاشلة ولا تغطي أي كارثة وهذا يعني أن الحماية المدنية لدينا مريضة وغير كافية وهذا الإهمال بعينه هو الذي يقتل ويزهق الأرواح،في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بإنشاء مدن جديدة . ويشير اللواء بدوي عبد اللطيف مساعد وزير الخارجية الأسبق و البرلماني بللجنة حقوق الإنسان إلي أن الزيادة المرتفعة في درجات الحرارة تساعد بشدة في إندلاع الحرائق وزيادتها وخاصة مع وجود الماس الكهربائي والدليل علي ذلك أننا لم نسمع في فصل الشتاء عن إندلاع هذا الكم من الحرائق، ولكن هذا لا ينفي وجود الإهمال ووصوله إلي أقصي درجاته والذي ظهر في عدم وجود دفاع مدني ولا كانيرات مراقبتها ،ولذلك لابد أن يوجد مع ترخيص أي عقار جديد طفايات حرائق، وكل عقار لا يحصل علي التراخيص إلا بشرط وجود وسائل الأمان في الإطفاء والدفاع المدني وكل الوسائل التي تساعد علي حل الأزمات في الحرائق. ويضيف عبد اللطيف أن الإهمال يختلف عن الإرهاب ،حيث يتسم الإرهاب بالعنف بينما الإهمال يتسم بالتراخي والامبالاة ،ولكن في النتيجة الجميع يتفقوا في الخراب والدمار.