الرحلة ٨٠٤ اختفت من الرادار فجراً وعلى متنها ٥٦ راكباً و١٠من أفراد الطاقم أقلعت من باريس قبل منتصف الليل.. وفقدت قبل وصولها القاهرة ب ٤٠ دقيقة اليونان وفرنسا تعلنان تحطمها.. وفحص مواد طافية بالمتوسط يعتقد أنها للطائرة تعرضت الرحلة ٨٠٤ التابعة لمصر للطيران لكارثة جوية فجر أمس.. اختفت الرحلة من على شاشات الرادار والمراقبة الجوية قبل ٤٠ دقيقة من هبوطها فى مطار القاهرة قادمة من مطار شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس.. الطائرة كانت تحمل على متنها ٦٦ راكبا من جنسيات مختلفة بينهم طاقم الطائرة وعددهم ١٠ أفراد. اختفت الطائرة عن شاشات الرادارات الجوية لكل من مصر واليونان وقبرص على بُعد ٢٨٠ كيلو مترا من السواحل المصرية وبعد ان استمرت فى الطيران ٣ ساعات ونصف الساعة.. وبعد دخولها المجال الجوى بدقيقتين فقط. وساد الغموض مصير الطائرة بركابها وما إذا كانت تحطمت قبل سقوطها فى مياه المتوسط أمام الجزر اليونانية.. فقد أعلن التليفزيون اليونانى تصريحات نسبها لمصدر بالجيش اليونانى العثور على بعض الحطام للطائرة جنوب جزيرة كريت. فى حين أكد مصدر مسئول بمصر للطيران أن وزارة الطيران المدنى تلقت خطاباً رسميا من وزارة الخارجية المصرية، يفيد العثور على مواد طافية يرجح انها لحطام الطائرة، وكذلك على بعض سترات النجاة ومواد بلاستيكية، قد عثرت عليها السلطات اليونانية بالقرب من جزيرة كارباثوس اليونانية. وجارى التنسيق مع الجهات اليونانية للتأكد من هوية الأجزاء، وسوف تستمر مصر للطيران فى تقديم المساعدات لأهالى المفقودين. وكانت على ارتفاع ٣٧ ألف قدم، قبل أن يفقد الاتصال بها، ولم تصدر الطائرة أية اشارات استغاثة إلى أى مركز مراقبة جوية بين مصر واليونان وقبرص وهو ما يشكل لغزا. وعلى الفور أعلنت سلطات الطيران المدنى حالة الطوارئ وتم إعداد مركز العمليات الخاصة بالشركة وغرفة ادارة الازمات التابعة لوزارة الطيران المدنى، وتوجه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء إلى هناك، كما توجه شريف فتحى وزير الطيران المدنى وقيادات الوزارة ومصر للطيران. خصصت الوزارة قاعة كمال علوى بمبنى الخدمات الجوية لاستقبال اسر ركاب الطائرة والإجابة على استفساراتهم عن الحادث، وسادت حالة من الانهيار بين اسر الركاب الذين انهمرت دموعهم بعد أن علموا بما حدث. وتبين من كشوف الركاب أن جنسياتهم 15 فرنسيا و 30 مصريا و 1 بريطانى و 1 بلجيكى و2 عراقى و1 كويتى و1 سعودى و1 سودانى و1 تشادى و1برتغالى و1 جزائرى و1 كندى، بجانب طاقمها المكون من قائدها ومساعده و5 مضيفين و3 من رجال الأمن. وتم على الفور إخطار الجهات المسئولة، وأجهزة البحث والإنقاذ حيث تم توجيه طائرات سلاح الجو المصرى ووحدات البحرية بالمنطقة التى فقد فيها الاتصال بالطائرة. وأكدت مصادر بشركة مصر للطيران أن الطائرة تسير بصورة طبيعية وهو الارتفاع الذى استقرت عليه بعد إقلاعها من مطار شارل ديجول بباريس إلى القاهرة، وان قائدها الكابتن محمد شقير اجرى آخر اتصال بالمراقبة الجوية اليونانية قبل ١٠ دقائق فقط من فقدان الاتصال دون أن يبدى أى شيء غير عادى أو تعرض الطائرة لأى عارض. وأضافت المصادر أن الطائرة لم تكن تعرضت لطارئ كبير ومفاجئ وحتى لو تعطل محركها تماما، فإنها يمكنها من هذا الارتفاع أن تهبط إلى سطح الماء حتى ولو بسرعة عالية من ٨ إلى ١٠ دقائق شراعيا، هذه الطائرة مجهزة لهذا الغرض وطاقمها مدرب على ذلك. وقد أعلنت فرنسا واليونان تحطم الطائرة وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقا فى الحادث غير مستبعدة أى فرضيات له. وقال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إنه لا يمكن حتى الآن استبعاد أى فرضية بشأن أسباب حادث الطائرة المصرية. وأضاف أولاند «للأسف المعلومات المتوفرة لدينا، تؤكد لنا أن الطائرة سقطت وفقدت»، مؤكدا أنه «لا يمكن استبعاد أى فرضية أو تأييد واحدة على حساب الأخرى». وعقد الرئيس الفرنسى اجتماع أزمة مع وزرائه الأساسيين. وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية ايمانويل فالس من جهته انه «لا يمكن استبعاد أى فرضية». وتم تشكيل خليتى أزمة فى وزارة الخارجية الفرنسية وفى مطار «رواسي- شارل ديجول» الذى أقلعت منه الطائرة وعلى متنها 56 راكبا وطاقم من سبعة أفراد وثلاثة من عناصر الأمن. وفتح القضاء الفرنسى تحقيقا حول الحادث، كما أعلن المدعى العام فى باريس وقال فرنسوا مولانس فى بيان «لا يمكن استبعاد أو ترجيح أى فرضية فى هذه المرحلة» موضحا أن نيابة باريس فتحت تحقيقا. وقال وزير الخارجية الفرنسى جان مارك أيروليت إن بلاده تعتزم إرسال قوارب وطائرات للمساعدة فى البحث عن الطائرة. وفى اليونان حيث مرت الطائرة فى أجوائها، نشرت هيئة الطيران المدنى اليونانية تسلسلا زمنيا لرحلة الطائرة المفقودة. وقالت الهيئة إن طائرة مصر للطيران رقم 804 القادمة من باريس إلى القاهرة دخلت المجال الجوى اليونانى ومنحها مراقب الحركة الجوية التصاريح الخاصة بما تبقى من مسارها، وكان «الطيار فى حالة معنوية جيدة ووجه الشكر للمراقب فى اليونان». وأضافت الهيئة أنه مع خروج الطائرة من المجال الجوى اليونانى حاولت مراقبة الحركة الجوية فى أثينا الاتصال بالطائرة لإبلاغها بمعلومات حول نقل الاتصالات والتحكم من أثينا إلى المراقبة الجوية فى القاهرة، لكن على الرغم من الاتصالات المتكررة لم ترد الطائرة وعندئذ اتصل مراقب الحركة الجوية بتردد الاستغاثة لكن لم يتلق ردا من الطائرة. وأشارت الهيئة إلى أن إشارة الطائرة فقدت تقريبا على بعد سبعة أميال بحرية جنوبي/ جنوب شرقى نقطة كومبى فى نطاق منطقة معلومات الطيران الخاصة بالقاهرة. وأعلنت الهيئة أن قائد الطائرة لم يذكر «أى مشكلة» فى حديثه الأخير مع المراقبين الجويين اليونانيين. وقال رئيس المراقبين قسطنطين ليتزيراكوس لتليفزيون «انتينا» اليونانى أن «المراقبين الجويين تحدثوا مع القائد عندما كانت الطائرة فوق جزيرة كيا (جنوب شرق اتيكا) على ارتفاع 37 ألف قدم، ولم يذكر أى مشكلة». وكان مصدر من الملاحة الجوية المدنية اليونانية قد صرح أن الطائرة تحطمت قبالة سواحل جزيرة كارباثوس جنوب شرق بحر ايجه، «بينما كانت فى المجال الجوى المصرى». وقال المصدر إن «الطائرة اختفت من شاشات الرادار اليونانية، بينما كانت فى المجال الجوى المصرى وتحطمت على بعد 130 ميلا تقريبا من جزيرة كارباثوس» التى تقع بين جزيرتى رودوس وكريت. وتابع المصدر أن الاتصال الأخير مع الطيار كان قبل ثلاث دقائق على اختفاء الطائرة، وانه لم يصدر عنها أى نداء استغاثة. من جانبها، قالت مصادر من وزارة الدفاع اليونانية إن فرقاطة تبحث عن الطائرة المصرية رصدت جسمين بلاستيكيين كبيرين طافيين على مسافة 370 كيلومترا جنوبى جزيرة كريت. وأضاف ان الجسمين رصدا فى منطقة انطلقت منها اشارة ارسال فى وقت سابق. وكانت وزارة الدفاع اليونانية قد أعلنت أن الطائرة المصرية سقطت فى البحر المتوسط من ارتفاع 22 ألف قدم بعد انعطافها مرتين بشكل مفاجئ. وقالت الوزارة إن معدات جوية وبحرية تابعة لوزارة الدفاع اليونانية تمشط المنطقة جنوبى جزيرة كارباثوس حيث اختفت الطائرة. من ناحية أخرى قالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية «يوروكونترول» إن الطقس لم يكن سيئا وقت الحادث فى المنطقة التى اختفت فيها طائرة مصر للطيران. وأضافت «يوروكونترول» فى بيان «ليس هناك تأثير كبير على الحركة الجوية فى الوقت الحالى رغم وجود أنشطة بحث وإنقاذ فى المنطقة». وحول الفرضيات المتعلقة بحادث الطائرة المصرية، قال خبير الطيران الدولى جيرارد فيلتزر لوكالة الأنباء الفرنسية إن «احتمالات وقوع مشكلة تقنية كبرى، انفجار محرك، انفجار على متن الطائرة ضئيلة». وأضاف أن طائرة «ايرباص ايه320» المنكوبة «حديثة نسبيا» وأنتجت عام 2003. كما يعتبر هذا الطراز جديرا بالثقة. وأضاف أنها «طائرة الرحلات المتوسطة الأكثر مبيعا فى العالم، فهى تحط أو تقلع بوتيرة طائرة كل 30 ثانية». وحول ما إذا كانت الطائرة قد أسقطت عمدا أثناء التحليق، قال الخبير الفرنسى إن «فرص هذا السيناريو ضئيلة، سواء كان بصاروخ أرض-جو، أو بحر-جو، وذلك نظرا إلى الارتفاع الذى كانت الطائرة عليه «أكثر من 11 كلم» وبعدها الكبير عن السواحل، لذلك لم تكن فى مدى صواريخ ارض-جو المحمولة التى تملكها جماعات مسلحة مختلفة فى الشرق الأوسط». ولفت إلى أن شمال مصر القريب من سواحل إسرائيل وقطاع غزة يشكل «المنطقة الأكثر مراقبة فى العالم، بما فى ذلك بالأقمار الصناعية، بالتالى بات إخفاء هذا النوع من المعلومات أصعب كثيرا». وفى تطور آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس جهاز الأمن الاتحادى الروسى الكسندر بوتنيكوف قوله إن تحطم الطائرة «سببه عمل ارهابى على الأرجح».