أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن انخفاض أسعار البترول عالميا أدى لتأثيرات سلبية وايجابية بالنسبة لمصر. وأوضح أن التأثير السلبي يتمثل في احتمال انخفاض تدفقات الاستثمارات الأجنبية في مجال البحث والإنتاج. وأشار إلى أن الشهور الماضية شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات لتنمية بعض حقول الغاز الطبيعي في مصر، من أهمها حقل ظهر وشمال الإسكندرية و"اتول" باستثمارات هائلة تصل إلى أكثر من ٢٥ مليار دولار متوقع انفاقها على مدار الأربع سنوات المقبلة. وأضاف الملا أن التأثير الايجابي لانخفاض أسعار النفط يتمثل في انخفاض قيمة الواردات من البترول والغاز وبالتالي انخفاض قيمة الدعم الذي تتحمله الدولة. وأوضح أن المحصلة النهائية المتوقعة بالنسبة لقطاع البترول في مصر هي وجود توازن بين الجوانب السلبية والايجابية. جاء ذلك خلال كلمته اليوم أمام مؤتمر تداعيات الأزمة النفطية على إدارة الاقتصاديات العربية الذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الإدارية اليوم بمقر الجامعة العربية، وألقاها نيابة عنه المهندس محمد طاهر وكيل وزارة البترول. وتوقع الملا استمرار اضطراب السوق النفطية خلال الفترة المقبلة في ظل عدم استقرار أسعار النفط العالمية لتأثرها بعوامل من الصعب توقعها ومنها ما يتصل بالصراعات الدولية والمشكلات الداخلية في بعض الدول النفطية مثل ليبيا ونيجيريا والعراق. وقال أن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تباطؤ الاستثمارات البترولية وإلغاء أو تأجيل العديد من المشروعات مما سوف يؤثر على إمدادات النفط العالمية ويؤدي إلى حدوث عجز في العرض في حالة تعافي الاقتصاد العالمي ومعاودة نمو الطلب على النفط في الارتفاع. كما أوضح الملا أن الإنتاج العربي من النفط يبلغ نحو 24.2 مليون برميل يوميا بما يعادل 32% من الإنتاج العالمي، كما أن الدول العربية مجتمعة تحتوي على مايقرب من ثلثي الاحتياطي النفطي العالمي وبشكل خاص الدول العربية المطلة على الخليج العربي وشمال أفريقيا. ومن جانبه أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة وحدة الموقف العربي في المجال النفطي لمواجهة تداعيات تراجع أسعار البترول على الاقتصاديات العربية، داعية إلى أهمية تنسيق السياسية العربية على المستوى الإقليمي والدولي والعمل ككتلة عربية واحدة أسوة بالتكتلات الأخرى وذلك للحد من التأثيرات السلبية للصناعة البترولية العربية. واعتبر في كلمته أمام المؤتمر والتي ألقاها نيابة عنه نائبة السفير أحمد بن حلى – أن الهزة القوية لانخفاض سعر البترول ربما تكون بمثابة صحوة تفرض على الدول العربية المنتجة للنفط إعادة تنظيم اقتصادياتها وخططه التنموية حسب مفهوم جديد ومصادر متنوعة للاقتصاد وتهيئ نفسها بكل جدية لمرحلة ما بعد النفط وعدم الاعتماد الكلي على البترول. كما طالب العربي بضرورة الاستجابة لمشاغل واحتياجات وهموم المواطن العربي مثل الحد من الفقر والبطالة ومحاربة الفساد وتحسين النظام الصحي والتعليمي والحد من هجرة الأموال والكفاءات العربية والتغلب على شُح المياه والانكماش الاقتصادي ودحر جرائم التنظيمات الإرهابية والأيدلوجيات المتطرفة التي تعمل على التخريب والهدم والقتل وتهديد السلم الاجتماعي وإعادة وتيرة التنمية ومقومات الحياة.