انهارت الأم العجوز (63 عامًا) فوق أقرب مقعد تراود مخيلتها ذكريات الشباب، بينما تنذرف الدموع فوق وجنتيها كلما تردد على سمعها كلمات الزوج الذي وجه إلى غرفته ويغط في نوم عميق، بعد مشاجرة بينهما واتهامها بالشيخوخة والذبول، متناسيًا تضحياتها من أجله ورعايتها للكبير والصغير. شردت الأم العجوز بعقلها، وسيطرت عليها الهواجس عندما هددها الزوج بأنه سيتزوج من فتاة شابة تعيد له شبابه وقوته، لم تراودها نفسها ولو لبرهة واتخذت القرار لتنهي رحلة عذابها مع هذا الزوج سليط اللسان الناكر للجميل والمعروف، وبعد أن باءت كل محاولات أبنائهما للتوفيق بينهما بالفشل في محاولة للحفاظ على الكيان الأسري وعشرة العمر، كان قرارها الكارثي. توجهت الزوجة العجوز بخطوات مثقلة إلى المطبخ، وأحكمت قبضة يدها المرتعشة بمقبض السكين وبأنفاس متقطعة ونظرات يشوبها غضب الانتقام والشراسة، والثأر لكرامتها التي أهدرها الزوج اقتربت من مضجعه وقامت بذبحه أثناء نومه، وجلست بجوار السرير تتابع بعينيها الزوج الذي يرقد في بركة من الدماء. البداية عندما تلقى اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية إخطارًا من مستشفى الزقازيق الجامعي بوصول تاجر (65 عامًا) مصاباً بجرح قطعي غائر بالرقبة وتوفي متأثرًا بجراحه. وبورود التحريات التي قام بها المقدم رائد ربيع رئيس مباحث قسم شرطة منيا القمح وأشرف عليها اللواء هشام خطاب مدير المباحث والعميد أحمد عبد العزيز رئيس المباحث، تبين أنه كان هناك خلافات أسرية منذ فترة طويلة بين الزوجة العجوز والزوج المجني عليه، بسبب سوء معاملته لها وإهانتها أمام الأهل والأصدقاء، وقبل الحادث نشبت بينهما مشادة كلامية، حيث قام بسبها، وهددها بأنه سيتزوج من فتاة شابة، فاشتعلت غضبًا وقررت الانتقام منه وذبحته أثناء نومه. تم تحرير المحضر اللازم، وأحيلت المتهمة إلى أحمد البوشي مدير نيابة منيا القمح الذي تولى التحقيقات بإشراف المستشار أحمد الفقي المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية، وتقرر حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.