شهدت قرية سيلا التابعة لمركز الفيوم، حدثًا فريدًا فى تاريخ المصالحات العرفية فى مصر، عقب قيام عائلة مسلمة بتقديم الكفن لعائلة قبطية. ففى سرادق كبير أقيم داخل مركز شباب القرية وحضره ما يقرب من ألفى مواطن، والقيادات التنفيذية والشعبية متمثلة فى اللواء ناصر العبد مساعد وزير الداخلية لأمن الفيون، والعميد هشام رشاد رئيس مصلحة الأمن العام، وأعضاء من مجلس النواب، تم عقد جلسة الصلح بين العائلتين. ترجع وقائع الأزمة إلى نحو شهر ونصف عقب مقتل رامى عزيز يسى من عائلة "يسى" القبطية، وعائلة أبو عيسى" المسلمة عقب قيام العائلة الأخيرة بالتشاجر مع المجنى عليه أثناء استقلاله جرار زراعى عائدًا من أرضه الزراعية ونشبت بينه وبين العائلة المسلمة مشاجرة استخدمت فيها الشوم والعصى سقط على إثرها مغشيًا عليه عقب إصابته فى الرأس وتم نقله إلى المستشفى وتوفى هناك. وقام كلا الطرفين بالقسم على كتاب الله والإنجيل لنبذ العنف، حيث أقسم على محمد عيسى من العائلة المسلمة على المصحف الشريف، وأقسم مجدى عزيز يسى شقيق القتيل على الإنجيل لنبذ العنف والعودة إلى نسيج الوطن الواحد. من جانبه أثنى اللواء ناصر العبد مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم على انتهاء النزاع بين العائلتين وتقبل كل طرف للأخر، لافتا إلى أن المصالحة التى تمت هى رقم 12 منذ أن تولى مهام منصبه كمديرًا لأمن الفيوم حيث تمكن من عقد 12 جلسة صلح بين عائلات بينهم خصومات ثأرية، وأشار إلى أن مصر تتجمل بنسيجى الأمة متمثلة فى المسلمين والأقباط فى ترابطهما سويا، داعيًا الجميع إلى تنحى الخلافات جانبًا والسير قدمًا لمواصلة ركب التطور والنهضة التى تشهدها مصر. وفى نهاية الجلسة قام الطرفان بمصافحة بعضهم البعض وتبادل التهانى، وتعانق أفراد العائلتين وأقسموا على نبذ الخلافات، واتفقوا على أن يتقبل والد القتيل العزاء فى نجله لمدة يومين بالقرية.