خيمت حالة من الشعور بالحزن والأسى على أهالي قرية الكوم الأخضر بمحافظة المنوفية إثر مصرع ابن القرية الشاب محمد باهر صبحي 32 سنة والذي لقي حتفه بمنطقة نابولي بإيطاليا، حيث عثر على جثته ملقاة علي شريط السكة الحديد وبها إصابات مختلفة بالرأس والفك. "بوابة أخبار اليوم" انتقلت لمسقط رأس الفقيد بمركز شبين الكوم لرصد انطباعات ومشاعر الحزن التي اكتنفت عائلته فور توارد الأنباء بمقتله في ظروف غامضة. في البداية يقول باهر صبحي، والد القتيل، أن نجله فضل السفر لدولة إيطاليا كسائر الشباب من أبناء المحافظة بحثا عن فرصة عمل كريمة تمكنه من بناء مستقبله بعد أن أعيته الحيل هنا للفوز بفرصة عمل حقيقية. ولفت الانتباه بأن نجله القتيل لم يتزوج بعد وكنا نبحث له عن بنت الحلال ليكمل نصف دينه ويستقر خاصة وأنه حاصل على دبلوم صنايع ومن أسرة متوسطة الحال وحاليا فإني بالمعاش، وقد توفيت زوجتي منذ شهور ولم يتمكن نجلى من الحضور ليشهد جنازتها أو يشارك في واجب العزاء بها نظرا لظروف العمل القاسية بدولة إيطاليا. ويواصل والد الفقيد قائلا: علمت بخبر مصرع إبنى عن طريق اتصال هاتفي من ابن آخى والذي يعمل معه في ايطاليا و تتكون أسرتنا البسيطة من شقيق ثاني لنجلى القتيل وهو إسلام ويعمل سائقا وله شقيقتان، ولم نصدق ما حدث للآن بتعرض إبنى لهذا العمل الإجرامي. من جانبه قال إسلام شقيق القتيل أنه توجه للقاهرة فور علمه بالخبر المؤسف بمقتل شقيقه للعمل على سرعة إنهاء كافة الإجراءات المتعلقة باستعادة جثمانه تمهيدا لوداعه الأخير ودفنه بمقابر العائلة. حيث أنهيت كافة الإجراءات من الوحدة المحلية والشئون الاجتماعية ومجمع التحرير والسفارة لعدم مقدرته على تكلفة إحضار الجثة مطالبا القنصلية باتخاذ كل الإجراءات التي تحفظ حق نجله. واستطرد إسلام قائلا: أن شقيقه القتيل سبق له أن سافر للعمل إلى ليبيا وظل بها عدة شهور بحثا عن تحقيق أماله بعبور البحر المتوسط في هجرة غير شرعية انتقالا للعمل بإيطاليا والتي مكث بها قرابة 10 سنوات ليساعد أسرته في تكبد نفقات المعيشة على أمل أن يعيد صياغة مستقبله من جديد نظرا لظروف البطالة المنتشرة هنا بين شباب قريتنا والقرى المجاورة لنا. وفى ذات السياق قالت "دعاء" شقيقة الشاب القتيل أنه كان يتنقل من مهنه لأخرى بإيطاليا ينشد جمع المال الحلال وكان ملتزما في تعاملاته مع الجميع وذلك بشهادة جميع الأصدقاء الذين يتعايشون معه في الغربة حتى انه عمل بمهن متدنية لا يتحصل منها إلا على 20 يورو يوميا. وأضافت "شيماء" شقيقة القتيل أنها تطالب الحكومة المصرية ووزارة الداخلية في الحصول على حق شقيقها والذي قتل بدم بارد في بلاد الغربة دون ذنب أو جريرة إلا أنه كان يسعى لتوفير لقمة عيش شريفة خاصة، وأني لم أراه منذ عشر سنوات وكنت أنتظر عودته بفارغ الصبر أما أن يأتينا جثة هامدة داخل تابوت فهذه مصيبة كبيرة لم أتحملها حتى الآن. وطالب أهالي القرية وزارة الخارجية بكشف ملابسات حادث مقتل ابن قريتهم الذي هاجر إلى إيطاليا من عام 2006 بحثا عن فرصة عمل عقب أدائه الخدمة العسكرية حيث عثر على جواز سفره وشهادة الخدمة العسكرية بجوار جثته الملقاة بلا رحمة أو إنسانية.