مخلوق من «عجينة إبداع»، يؤمن بقدراته كمصري يحمل خلفية ابتكاريه، تابع بجدية حرائق الطائرات والمطارات حتى نجح في ابتكار نظامين لمكافحتها دون استخدام عربات إطفاء أو عناصر بشرية.. انه المخترع المصري مصطفى سعد محمد النحراوي. هو واحد ممن شاركوا في المقاومة الشعبية بالإسماعيلية خلال حرب أكتوبر73، ثم عمل رئيسًا لفريق الإغاثة المصري فى الجزائر عام 1991، ورئيس الفريق المصري للحماية المدنية والحاصل على العديد من شهادات التقدير، أبرزها من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وحصل على الدكتوراه المهنية بالحماية المدنية من الجامعة الأمريكية للدراسات المهنية ٢٠١٦. حدثنا عن اختراعك لمواجهة الحرائق.. وكيف جاءت الفكرة؟ - ابتكرت نظامين لمكافحة حرائق الطائرات والمطارات والحرائق الكبرى دون استخدام عربات إطفاء أو عناصر بشرية، فمع تفاقم الحرائق بشكل سريع، وتجاوز الخسائر الحدود المادية لتصل إلى إزهاق أرواح بشرية بأعداد كبيرة جدًا، كان ضروريا إيجاد وسيلة للمحافظة على الأرواح والممتلكات والبيئة. وكم بلغت تكلفة تنفيذ هذا الاختراع؟ قمت بصناعة النموذج على حسابي الخاص، وأناشد المسئولين في الدولة والحماية المدنية لرفع المستوى والفكر العلمي لإخماد الحرائق في أقل وقت زمني. وهل حصلت على براءة اختراع؟ - لدى اختراعان، الأول قادر على إخماد حرائق المطارات، والثاني متخصص في إخماد الحرائق الكبرى. والاختراع الأول: إخماد حرائق المطارات وهو ثابت، وأطلقت عليه اسم (أول نظام في العالم لإخماد حرائق المطارات) وأعمل على وضع اللمسات الأخيرة لتقديمه لأكاديمية البحث العلمي، والثاني: إخماد الحرائق الكبرى وهو نظام جديد لإخماد الحرائق الكبرى، مثل الغابات والمباني الشاهقة والمستودعات والمصانع وحقول النفط وفض مثيري الشغب وحصلت على براءة اختراع رقم 1384 لسنة 2013، وسيتم نشره في الجريدة الرسمية شهر يونيو المقبل. إذن كيف يمكن تطبيق هذا الاختراع الخاص بحرائق المطارات؟ - تحدثت لرئيس سلطة الطيران المدني حين ذاك اللواء طيار متقاعد عماد سلام عام 2009، حول إمكانية حصولي على قطعة أرض 100 متر تابعة لميناء القاهرة الجوى هيئة الميناء لأقوم بتنفيذ ممرات بها، وأنفذ بها الابتكار، وعلى السلطات دعوة منظمة الإيكاو ومسئولي مطارات العالم لرؤية الابتكار الجديد، ليتم تطبيقه على طائرة بالريموت، حيث يتم حرقها كتجربة ويباشر بالمشاهدة جميع أعضاء الإيكاو منظمة تقوم بتطبيق وتطوير أسس أو تقنيات الملاحة الجوية والتخطيط لها والعمل على تطوير صناعة النقل الجوى لضمان أمنها وسلامتها ونموها ولكن هذا لم يحدث، والسبب أنه لا يوجد عالِم في مصر يستطيع أن ينفذ علمه في بلده. فى رأيك.. ما أبرز أسباب حرائق الطائرات والمطارات؟ - حرائق المطارات تحدث نتيجة خلل قد يحدث أثناء تزويد الطائرة بالوقود، أو نتيجة عطل في المحرك أو مؤخرة الطائرة، أو مخازن الأمتعة بالطائرة، وأكثر الحرائق تحدث في أجنحة الطائرة، وعند حدوث ذلك يتم إبلاغ برج المراقبة، والذي يقوم بدوره بإبلاغ السلطات المختصة في مهبط المطار، وإلى أن تصل عربات الإطفاء يكون الحريق تفاقم، ويصعب إنقاذ الركاب وإطفاء الحريق. وما الدافع الذي جعلك تفكر في ابتكار نظام جديد لإطفاء حرائق الطائرات والمطارات؟ - الدافع الوحيد لهذه الفكرة هو حدوث حريق منذ سنوات على متن طائرة سودانية بمطار الخرطوم، ولم ينج أحد منه، واليوم يجب أن نحافظ على الروح البشرية والممتلكات العامة - الطائرات- ففكرت في عمل نظام ثابت يتعامل مع حريق الطائرة منذ نزولها الممرر بدون تدخل أي عنصر بشري. منظمة الإيكاو الدولية تحدد مواصفات خاصة لأنظمة إطفاء الحرائق ومكافحتها، سواء في الطائرات والممرات والأماكن ذات الطبيعة الحيوية التي تؤثر بالسلب على التشغيل الآمن لحركة الطيران، وهو ما يتحقق بشكل كامل في النظام الذي ابتكرته. فيما تطلب الإيكاو 200.48 ألف لتر مياه محملة، بالإضافة إلى 200% مخزوناً احتياطياً، طبقًا لما ورد في جدول ج102 ملحق14 إيكاو وهذا معناه ضرورة توافر 8 سيارات على الأقل في المطار بتكلفة 24 مليون جنيه في بند السيارات فقط، يضاف إليها 600.16 لتر رغوي للتعامل مع حرائق وفرش الممرات للهبوط الاضطراري وهو ما يحتاج إلى 3 سيارات أخرى، ما يرفع التكلفة إلى 40 مليون جنيه تقريبًا. يضاف كل ما سبق إلى تكلفة سرعة استهلاك سيارات الإطفاء، وقصر العمر الافتراضي، وما تتطلبه من برامج صيانة وقطع غيار، وهذا معناه إنفاق عدة ملايين أخرى فى بند مكافحة الحرائق، بينما لا تزيد تكلفة النظام الذي ابتكرته في تأمين مطار فئة 10 وهو الأعلى بين فئات مطارات العالم على 20 مليون جنيه أي أقل من نصف التكلفة الحالية، وبعمر افتراضي يزيد على 25 عامًا، مما يقلل التكلفة على المدى البعيد، مع تقليل وربما انعدام الخسائر البشرية والمادية. ما الجديد الذي يقدمه ابتكارك مقارنة بنظم الإطفاء الحالية؟ - الجديد هو وداعا للإطفاء التقليدي، ففي الابتكار الجديد لم استعمل سيارة إطفاء داخل حرم مهبط الطائرات، كما أن الابتكار يعمل على تأمين حظائر الطائرات، وقرية بضائع المطار، وإدارة الحركة، وتموين الطائرات بالنفط، وأثناء تموين الطائرة بالوقود قد تفاجئ الراكب بوجود سيارة إطفاء وقد يشعر المسافر بالرعب وسيارة الإطفاء ولكن مع النظام الجديد سيتلاشى هذا المشهد. ما هي آليات تنفيذ هذا الاختراع وهل تبنته المطارات المصرية أم لا؟ - لم يتم تبنى المشروع حتى الآن وعندما يتم تطبيق هذا الابتكار يعنى منع استيراد سيارات إطفاء من الخارج ومنع سفر العنصر البشرى للتدريب في الخارج، ومنع استيراد قطع غيار، وابتكاري سيكون باكتفاء ذاتي من مصانع مصرية وعمالة مصرية وسيكون له ضرر على الاقتصاد الأوروبي. ما العقبات التي واجهتك وعرقلت تسجيل وتطبيق هذا الابتكار؟ - الروتين واحد من الأشياء القادرة على تعطيل المراكب السارية مستشهدًا بمقولة اشتهر بها شخصية الموظف في الأعمال الدرامية «فوت علينا بكرة يا سيد».. هنا أناشد أكاديمية البحث العلمي بتسهيل وتنفيذ أي ابتكار تحت رعاية شعب مصر. كلمنا عن اختراع إخماد الحرائق الكبرى؟ - لدى ابتكار آخر وحصلت على براءة الاختراع، وسيتم نشرها بالجريدة الرسمية في شهر يونيو المقبل، وأطلقت عليه اسم نظام إخماد الحرائق الكبرى، ومن الممكن استخدامه في حرائق الطائرات وتم تصحيحه لاستخدامه عل طائرة شينوك . وهذا الابتكار خاص بالحرائق الكبرى مثل حرائق الغابات والنفط والمستودعات والمباني الشاهقة والأبراج، ويعمل بشكل عمودي فوق هدف النار، ويوجد به وحدة رصد للنار ووحدة ثانية لمحاصرة النار، وثالثة تعمل بعد إطفاء وإخماد الحرائق تقوم بكشح الدخان لرجوع الرؤية، كما كانت عليه قبل الحريق، وبعد وضوح الرؤية هناك عملية تسمى عملية الرذاذ فبعد كشح الدخان بالمساحة التي كانت مشتعلة يعمل الرذاذ على تطهير المكان والمحافظة على البيئة. كما أن هذا الابتكار يمكن استخدمه لتفكيك تجمعات مثيري الشغب لأن اندفاع المياه يتراوح بين 12 إلى 20 باراً وسيكون اندفاع المياه أقوى من اندفاع الرصاصة لكنه لم يؤد إلى خسائر في الأرواح. حدثنا على سلبيات نظام الإطفاء الذاتي؟ - نحن نستورد هذا النظام من الخارج، والدول الأوربية المصدرة لم تستطع السيطرة على فشل هذا النظام، خاصة أن الجهاز في كثير من الأحيان يكون إنذاراً كاذباً ناتج عن بخار المياه والضباب والأتربة، فهناك مصريون مبدعون ومبتكرون يمكن أن نستفيد بهم في هذا المجال، وأنا أعمل حاليًا على تطوير هذا النظام ليكون فعالاً بشكل أفضل. أخيرًا.. ما رسالتك للمسئولين في مصر؟ أوجه كلمة للمسئولين بداية من رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرورا برئيس الوزراء، وانتهاءً بالمسئولين عن أكاديمية البحث العلمي: «اهتموا بالفكر وأبناء مصر.. لأنهم من يصنعون النهضة.. ويجب أن نتخلص من عقدة الخواجة.. كفانا استيرادا».