«كل يوم تحدث مجزرة» ولا يملك العالم سوى مشاهدة صور القتلى عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتعاطف معها، إلا أن هذا التعاطف لا يغير من الأمر شيئا.. ففي حلب لا يوجد جديد، القصف مستمر، والقتلى يسقطون، ودول العالم تكتفي بالمشاهدة. «كل يوم مجزرة» قال رئيس بلدية حلب بريتا حاجي حسن، إن مدينة حلب تشهد كل يوم مجزرة جديدة بحق أهلها عقب استثنائها من اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه بين روسياوأمريكا. وأضاف حاجي حسن خلال حواره مع صحيفة ال«جارديان» البريطانية من مدينة غازينتاب التركية التي تبعد قرابة ال30 ميل عن الحدود السورية أن مدينة حلب تشهد مجازر يومية على مدار 6 أو 7 أيام متواصلة. وتابع أن الضربات الجوية تدمر المدارس، وتستهدف المدنيين باستخدام البراميل المتفجرة، والتي أسفرت عن مقتل العديد من سكان مدينة حلب، مشيرا إلى أن أحد أصدقائه الجامعيين قتل خلال حديثه إليه عبر «سكايب» بسبب الغارات الجوية. وأشار حاجي حسن، إلى أن سكان مدينة حلب يواجهون ظروفًا معيشية صعبة للغاية، إلا أنهم يحاولون الحياة عبر تلك الصعوبات. وتابع أن المدينة ضرب عليها الحصار منذ قرابة الشهرين، لافتا إلى نظام الأسد قام بخرق الهدنة التي تم التوصل إليها بفعل الاتفاق الروسي الأمريكي، مشيرا إلى أن عدد سكان المدينة انخفض من 2 مليون نسمة في 2013 إلى قرابة ال400 ألف فقط. وأكد حاجي حسن أن هؤلاء ال400 ألف المتبقين داخل مدينة حلب لن يغادروها أبدًا على الرغم من مواجهة لخطر الموت من القصف الجوي، لافتا إلى أن الطريق الوحيد للخروج من المدينة المفروض عليها حصار جزئي يتم استهدافه خلال الضربات الجوية. «الهدنة دفنت حية» «اتفاق وقف الأعمال العدائية الروسي الأمريكي تم دفنه حيًا»، هكذا خرج أول رد فعل رسمي من مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، تعليقًا على المجازر التي تشهدها مدينة حلب السورية. وقال المبعوث البريطاني لسوريا جاريث بايلي، إن سوريا تحتاج لإعادة السيطرة بعد ما استهدف نظام بشار الأسد المدنين في مدينة حلب. فيما أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان، الأمير زين بن رعد الحسين، ما وصفه بال«تجاهل الوحشي» لحياة المدنيين في مدينة حلب، لافتا إلى أنه تلقى عدد من التقارير المقلقة حول تعبئة قوات عسكرية من أجل التصعيد من حدة القتال الذي تشهده المدينة. «الهجمات يجب أن تتوقف فورا» وطالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، بحسب صحيفة ال«جارديان»، بوقف الهجمات على مدينة حلب «فورًا». وأضاف كيري، بحسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، أن أمريكا تشعر بالقلق بسبب تدهور الوضع في مدينة حلب، مع استمرار نظام بشار الأسد في استهداف المدنيين، ووضع العراقيل أمام اتفاق وقف الأعمال العدائية الروسي الأمريكي. وتابع كيربي إن العمل بدأ من أجل الوصول إلى تقدم ملموس في الوضع بحلب، وهو ما سيتم الوصول إليه قريبًا. «250 قتيلا و260 ضربة جوية و110 قصف مدفعي» وتتعرض مدينة حلب السورية لقصف جوي مكثف من جانب قوات بشار الأسد الجوية منذ أن تم استثناء المدينة يوم الجمعة الماضية من اتفاق الهدنة الإنسانية. وتشير ال«جارديان» نقلا عن منظمة الدفاع المدني السورية، إلى أن مدينة حلب تعرضت على مدار الأيام الماضية إلى أكثر من 260 ضربة جوية، و110 قصف مدفعي، و18 قصف صاروخي، وتم إسقاط 68 قنبلة عليها. فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه منذ 11 إبريل الماضي قتل قرابة ال250 شخصًا في مدينة حلب.