تحل علينا اليوم ذكر وفاة الشاعر العربي الذي لقب بشاعر الرومانسية و المرأة ، " نزار قباني " ..ولد في العاصمة السورية دمشق في مارس عام 1923 وهو من عائلة قباني التي تعد أحد العائلات الدمشقية العريقة . لقد كانت تربطه علاقة قوية بأمه وذلك لأنها فطمته عن الرضاعة هو في عمر السابعة ، وذكر نزار في مذكراته بأنه ورث حب الشعر من أبيه ، وحبه للفن من عمه ، وذكر بأنه كان خلال طفولته محباً للرسم ، وبعدها شغف بالموسيقى ، حيث تلقى دروساً في العزف والتلحين على أيدي أستاذٍ خاص على آلة " العود " ، ولكن انشغاله بتلقي العلم أبعده عن المتابعة ، تخرج من كلية الحقوق السورية عام 1944. بدأ نزار قباني كتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، طور نزار قباني الشعر العربي الحديث إلى حد كبير فهو مؤسس مدرسة شعريه و فكرية ، فكتاب أولى أبياته الشعرية وهو في رحلةٍ بحرية إلى روما مع المدرسة ، حيث نظم تلك الأبيات متغزلاً بموج البحر ، وكان وقتها في ال 16 من عمره . و أثار ديوانه الأول جدلاً كبيراً وواسعاً ، حيث قال نزار بعد إصداره بأنه قد هوجم بشراسةٍ وعنف ، بحيث استباحوا دمه ، وذلك نظراً لاختلاف مواضيع الديوان عن ما اعتاد الشارع والمجتمع العربي " المحافظ " تلقيه. اشتهر نزار قباني بقصائده الرومانسية التي ظهرت في دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية ..ففي عام 1944 صدرت أول ديوان له بعنوان " قالت لي السمراء" ، ليتابع بعده إبداعاته الأدبية ونشرها والتي بلغ عددها خلال 50 عاماً ، 35 ديواناً من أهمها ، " طفولة نهد " ، " الرسم بالكلمات " . تحول نزار قباني عام 1956م من القصائد الرومانسية الى ديوان بعنوان "قصائد من نزار قباني" الذي انتقد فيها خمول المجتمعات العربية بقصيدة عنوانها "خبز وحشيش وقمر" كان لديه بعض القصائد السياسية و من اشهرها "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب . قام نزار قباني بتأسيس دار لنشر أعماله تقع في العاصمة اللبنانية بيروت ، وأطلق عليها " منشورات نزار قباني " . تعرض نزار خلال حياته ، على العددٍ من المآسي من أكثرها أثراً في نفسه مقتل زوجته " بلقيس " في تفجيرٍ إنتحاري في مدينة بيروت .. ووفاة إبنه " توفيق " حيث رثاه في قصيدة " الأمير الخرافي توفيق قباني ". كما كان لإنتحار شقيقته بعد إجبارها من الزواج برجل لم تكن تريده الأثر العميق في نفسه ، وكان دوماً ما يقول بأنها قد توفيت بمرض القلب ، غير أن " كوليت خوري " هي من كشفت حقيقة موت شقيقته ، وهذا ما أكدته مذكراته الخاصة أيضا ، حيث كتب :" إن الحب في الوطن العربي سجين ، وأنا من أريد تحريره ". أقام نزار قباني آخر أيام حياته في العاصمة البريطانية لندن ، وكان يمضي وقته في كتابة الشعر السياسي ، ومن أهم ما كتبه " متى يعلنون وفاة العرب " . توفي شاعر المرأة و الحب نزار قباني في ال30 من إبريل عام 1998م ، وتم دفنه في مسقط رأسه مدينة دمشق،