رغم أنها محدودة المساحة والموارد تتشكل من جزيرة صغيرة علي الخليج العربى ويعد سكانها الأقل بين دول الخليج العربى.. إلا أن مملكة البحرين تتميز بأنها دولة متقدمة وشعبها حضارى الفكر والسلوك. انها الدولة الوحيدة بين الدول العربية التى يتمتع شعبها بنسبة تعليم 100٪. لا تقتصر هذه السمة على التعليم فحسب وإنما يضاف إلى ذلك اتصافه بالثقافة والاجتهاد والعمل وهو ما ينعكس على تعاملاته على كل المستويات .. انها واعتمادا على هذه المقومات أصبحت مركزا ماليا وتجاريا. تحولت البحرين إلى مملكة بعد أن تولى الحكم حمد بن عيسى الذى يزور مصر حاليا ضيفا عزيزا.. خلفا لوالده المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الذى عرف بعشقه لمصر بدرجة هائلة. إن ما يمكن ان يذكر له موقفه العظيم تجاه مصر التى دائما ما يشيد بريادتها بلا منازع للعالم العربى.انها كانت وستظل محورا وضمانا للأمن والاستقرار العربى. هذا الشعور الفياض تجلى إبان أزمة المقاطعة العربية لمصر عام 1979 بعد اتفاق كامب ديفيد تحت التهديد والابتزاز الذى فرضه على الدول العربية الرئيس العراقى آنذاك صدام حسين وساعده فى ذلك الرئيس حافظ الاسد. رغم هذه المقاطعة العربية ظل أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة على اتصال مع الرئيس الأسبق أنور السادات «رحمه الله» ثم فى تواصل مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك الذى تولى حكم مصر بعد حادثة اغتيال السادات. كان هذا الموقف تجسيدا لارتباطه بمصر وتقديرا لمكانتها ودورها العربى التاريخي.. لم تقتصر هذه الرابطة على الجانب الرسمى وإنما كانت ممتدة إلى العمق فى علاقته بكل ما هو مصري. كان ذلك واضحا وجليا فى اهتمامه بالسماع لكل «النكات » والعبارات المأثورة التى يجرى تداولها على الساحة المصرية وهو ما يدل على إعجابه واهتمامه بطبيعة ومزاجية الشخصية المصرية. كان ذلك يبهرنا كلما اتيحت لنا فرصة لقائه بمصر أو البحرين حيث كان دائما يسأل عن آخر ما يردده المصريون . شاءت الظروف فى ظل قيام حكم الملالى فى دولة إيران بعد ثورة «خومينى» ان تكون دولة البحرين العربية المسالمة هدفا للتآمر وتصدير الفتن. إن ما يحسب لمملكة البحرين شجاعتها وصمودها فى مواجهة هذه المؤامرات الايرانية . انها ليست وحدها فى تصديها لهذا الخطر الذى لا يحترم جوارا ولا ما تقضى به تعاليم الاسلام حيث تقف إلى جانبها بالدعم والمساندة شقيقتها المملكة العربية السعودية التى أصبحت فى ترابط حدودى معها من خلال -كوبرى الدمامالبحرين- «الملك فهد» الذى يبلغ طوله ٢٥ كيلومترا فوق مياه الخليج العربى. فى مواجهة هذا الخطر الذى تمثله عدوانية نظام ملالى إيران كان طبيعيا اضطلاع مصر المحروسة وفى اطار مسئولياتها التاريخية بتأكيد حرصها على أمن واستقرار البحرين مثلها مثل كل دول الخليج العربى الشقيقة . هذه الحقيقة الراسخة عبرت عنها محادثات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع جلالة الملك حمد بن عيسى ملك البحرين خلال زيارته لمصر. ما أسفرت عنه هذه الزيارة الاخوية ليس سوى تجسيد للمشاعر المتبادلة العميقة بين البلدين الشقيقين. ان ما يربط مصر والبحرين هو نموذج رائع للاخوة العربية المخلصة.