قالت فاتن حمامة إن المرأة العاملة التي تحب عملها سواء كانت طبيبة أو محامية أو موظفة تنافق الرأي العام عندما تعلن استعدادها للتضحية بعملها في سبيل الإشراف على البيت . وهناك سيدات لا يفضلن أي عمل آخر على بيتهن وهذا يكون عملهن الذي يجب ألا يتخلين عنه ، والمرأة في كل الأحوال يجب أن تحس بالسعادة وأن تفعل ما تحس به وما تعتقد أنها تستطيع المشاركة به في الحياة . وأشارت فاتن إلى أنها اعتادت منذ أن بدأت عملها بالتمثيل في السادسة من عمرها أوكلت إلى غيرها مهمة القيام بأعباء المنزل ، ولو فرغت نفسها لشئون المنزل والإشراف على الأطفال لما أحسنت شيئا من هذا ، ولاضطربت أعصابها ولن يتأذي من ذلك إلا ابنتها نادية . وأضافت فاتن أنها لا تتدخل في شئون المنزل مطلقا وتكتفي بإصدار الأوامر والرد على تساؤلات واستفسارات من يعنون بشئون المنزل والتي تعاملهم معاملة الند للند . أما مديحة يسري فقد فكرت كثيرا في هجر التمثيل بعد الزواج ، فهي ترى أن الحياة التي تعيشها المرأة في مملكتها الصغيرة " البيت " هي الحياة المثالية . وأشارت إلى أن العمل في السينما يجعل حياة الفنان ملكا للجمهور ويحرمه من أي حياة عائلية هادئة ، فالعمل فى الاستوديو يستمر ليل نهار والأعباء الاجتماعية كثيرة ومتصلة فحرم الفنان من التسلية العادية التي يتمتع بها أبسط الناس . وترى أن حياة الفنان معرضة للمخاطر والتقلبات ومع ذلك يجب أن يظل الفنان واقفا كالتماثيل المقامة في الميادين يتمتع بإعجابهم ويتقبل انتقاداتهم وكأنه ليس بشرا وله حياته الخاصة . ومن وجهة نظرها أن المرأة المتزوجة إذا أرادت السعادة لها ولأولادها يجب أن تعتزل العمل والعالم الكبير وتجعل من عالم زوجها وأولادها الجنة الواقعية التي تحلم بتحقيقها على الأرض . آخر ساعة 5-1-1955