في مثل هذا اليوم في عام 1945 نقل زعيم و مؤسس حركة الفاشية ، ورئيس دولة إيطاليا " أندريا موسوليني " في الفترة من ١٩٢٢ إلي ١٩٤٣، والذي سمي ب " الدوتشي " " موسوليني " وعشيقته كلارا وأعوانة ال 17 ليتم إعدامهم مقلوبين من أرجلهم في محطة بنزين في مدينة ميلانو . نشأته .. ولد موسوليني 29 يوليو 1883 لأبوين إيطاليين في قرية دوفيا دي بريدابيو في مدينة فورلي في شمال إيطاليا. منع من دخول كنيسة أمه لسوء سلوكه ورميه رواد الكنيسة بالحجارة، فأرسلته أمه إلى مدرسة داخلية يديرها رهبان ساليزيون فأظهر تفوقا في التعليم وحصل على درجات جيدة ، دخل مدرسة تدريب المعلمين وتخرج مدرسا بالمدارس الابتدائية، ثم سجل في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة لوزان، لكنه لم يكمل دراسته فيها. وظائفه .. عمل في وظيفة إدارية بإحدى الصحف الاشتراكية في مدينة ترينتو الإيطالية التي كانت يومئذ تحت سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية وأمضى بها فترة يؤدي عمله ويمارس الكتابة. الفاشية .. أسس حركة شوفينية عرفت ب"الفاشية"، وأصبحت على يديه تيارا يمارس العنف دون حدود وفي كل اتجاه، وكان يكرر أنها "لا تؤمن بإمكانية ولا بفائدة السلم الدائم، بل تفهم الحياة كواجب ونضال وقهر". الحياة السياسية .. في عام 1911 أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا ، قاد موسوليني مظاهرات ضد الحرب ، دخل السجن على إثر المظاهرات لمدة أشهر وحين خرج عين رئيساً لتحرير جريدتهم الوطنية " إلى الأمام " لكنه طرد من العمل إثر نشره مقالا يدعو إيطاليا للدخول في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء. وحين دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى انفصل عن الاشتراكيين عمليا ودخل الجيش وأمضى سنتين مقاتلا فيه، وعندما انتهت الحرب كانت إيطاليا تعاني من مشاكل اقتصادية عديدة، كالغلاء وانعدام فرص العمل والإضرابات. استغل موسوليني الوضع فأسس جماعة متشددة في ميلانو عرفت بالفاشية تصاعد نفوذها وأصبحت حركة سياسية منظمة استطاعت إيصاله إلى البرلمان عام 1921 ثم شكل فرقا مسلحة من المحاربين القدامى سُميت "سكوادريستي" لإرهاب الاشتراكيين والشيوعيين. وفي عام 1922 صعد حملته وبدأ بتنظيم مظاهرات كبرى شارك فيها آلاف من أصحاب القمصان السود " شعار الفاشيين الإيطاليين" في رحلة للزحف، رافعا شعار "إما أن تُعطى لنا الحكومة أو سنأخذ حقنا بالمسير إلى روما " ، وفي أعقاب موجات عنف وفوضى كلف موسوليني بتشكيل الحكومة. وبعد الوصول للسلطة ألغى الأحزاب والمنظمات النقابية ومنع كل نشاط لغير الفاشيين ومارس القمع والعنف ضد كل خصومه ونصب نفسه القائد الأوحد. وفي عام 1935 غزا إثيوبيا وقدم الدعم للجنرال فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية واقترب أكثر من ألمانيا النازية التي كان معجبا بأفكار قائدها أدولف هتلر. وفي عام 1939 تحالف مع هتلر ودخل الحرب العالمية الثانية عام 1940 ضمن دول المحور بقيادة ألمانيا النازية، لكن الجيش الإيطالي لم يحقق أي انتصار يذكر وفشل في احتلال اليونان ثلاث مرات حتى قامت وحدات من قوات النخبة النازية بمساعدته في احتلالها. وفي عام 1943 وصلت قوات الحلفاء مدينة صقلية فثار الإيطاليون عليه وأطاحوا به وأدخل السجن، إلا أن وحدة من جنود المظليين الألمان أخرجته من السجن ليصبح رئيس حكومة اسمية في شمال إيطاليا. وفي عام 1945 وفي ظل هزيمة ألمانيا حاول الهروب فألقي القبض عليه وأعدمته حركة المقاومة الإيطالية مع أعوانه ال١٧ بالقرب من بحيرة كومو، وأخذت جثته مع عدد من أعوانه إلى ميلانو وعلقوا جثته في محطة بنزين رأسًا على عقب حتى يراهم الناس ولتأكيد خبر موته. وكان من ضمن ال١٧ الذين أعدموا معه عشيقته كلارا بيتاتشي، وقد استخدمها استكمالًا للصورة الكاريزمية له كقائد تستدعي أن تكون إلى جانبه "نجمة" تزيد من جاذبيته أمام الكاميرات، وكان يشبه في ذلك صديقه أدولف هتلر الذي اتخذ من إيفا براون عشيقة له. وفاتة .. توفي أندريا موسوليني في 28 أبريل 1945.