ثلاثة شياطين من ضعاف الأنفس نسوا الله فأنساهم أنفسهم، جلسوا يفكرون في وسيلة لتدبير المال، إرضاءًا لجشعهم وقسوة قلوبهم. واتخذوا القرار ونسوا أن الله مطلع عليهم. نفذوا جرمهم، ولم تراودهم أنفسهم ولو للحظة واحدة، بعدما فشلت محاولة ابتزاز والد الشاب الذي قاموا باختطافه، وقيدوه، ووضعوه داخل شوال وألقوا بجثته داخل مقابر الصف بمنطقة حلوان، ولم يكتفوا بذلك بل تناوبوا الاتصال بالأب المكلوم يطالبونه بفدية 15 مليون جنيه وإلا سيكون مصير ابنه الموت. لم يغمض للأب جفن، وبات ممسكًا بهاتفه المحمول في انتظار المكالمة لتحديد الميعاد والمكان وتسليمهم المبلغ المطلوب، ولم يعلم بأن ابنه يسكن المقابر داخل شوال، بعد أن وضعوا له كمية كبيرة من المخدرات داخل كوب من العصير اعتقادًا منهم للسيطرة عليه إلا أنه لقي حتفه نتيجة جرعة المخدرات الزائدة. انتفض الأب من فوق مقعده، وكاد أن يغشي عليه من هول المكالمة، حيث المتحدث المقدم شريف فيصل رئيس مباحث قسم شرطة حلوان يطلب منه الحضور للتعرف على جثة لشاب صغير تم العثور عليها داخل المقابر بعد أن تقدم ببلاغ يفيد عن اختطاف ابنه. هرول الأب مسرعاً وقاده سيارته برعونة وقلق، ومر العمر أمامه في لحظات، ولم يكف لسانه عن الدعاء، وما أن وقعت عيناه على جثة الصغير انهار في البكاء أمام أحمد هاني وكيل أول نيابة حلوان الذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار إسلام سرور رئيس النيابة، والذي انتقل على الفور لمعاينة مكان الجريمة، وللوقوف على حل لغز وفاة الابن، وأصدر تعليماته بسرعة تحريات المباحث وعرض جثة المجني عليه للكشف الطبي المبدئي والذي أفاد بأن سبب الوفاة تناول المجني عليه كمية كبيرة من المخدرات. هدأ وكيل النائب العام من روع الأب، بينما كان رجال المباحث يعملون على قدم وساق لكشف غموض الجريمة، وتمكنوا من القبض على أحد المتهمين الذي تبين أنه عامل، واعترف بصحة الواقعة أمام وكيل النائب العام، حيث كان على دراية بثراء والد المجني عليه وامتلاكه لشركة سياحة كبيرة، ولمروره بضائقة مالية اتفق مع آخرين سائق وعامل أيضاً على تنفيذ مخططهم واختطاف نجل رجل الأعمال، ومساومته على مبلغ 15 مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه. لكن توفي الشاب نتيجة جرعة زائدة من المخدرات، قاموا بوضعها داخل كوب عصير في محاولة للسيطرة على الشاب، لكنه فارق الحياة ووضعوه داخل شوال وألقوا به داخل المقابر، جاء قرار وكيل النائب العام بسرعة ضبط وإحضار المتهمين الهاربين، وصرح بدفن جثة المجني عليه بعد العرض على الطب الشرعي.