في مثل هذا اليوم من عام 1908 فارق رائد تحرير المرأة وزعيم الحركة النسائية في مصر، وأحد مؤسسي الحركة الوطنية في مصر، وأيضاً أحد مؤسسي جامعة القاهرة ، " قاسم أمين " الحياة وهو في ال 45 عاما ً. نشأته .. ولد محرر المرأة " قاسم أمين " في بلدة طرة 1 ديسمبر 1863 لعائلة أرستقراطية حصل علي ليسانس من مدرسة الحقوق والإدارة عام 1881، وعمل بالمحاماة ، ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا لمدة أربع سنوات، درس القانون بجامعة مونبلييه وتخرج عام 1885، وأثناء دراسته بفرنسا تواصل مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته، حيث كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في باريس. فجر قاسم دعوة إصلاح وضع المرأة، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجميه بالدعوة للانحلال. مؤلفاتة .. كتب أمين لجريدة المؤيد نحو 19 مقالاً عن العلل الاجتماعية في مصر، وفي عام 1894 ألف كتاب "المصريون" رداً على الكونت داركور الذي كتب عن المصريين وجرح كرامتهم وقوميتهم وطعن بالدين الإسلامي. في عام 1898 أصدر أمين كتاب " أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ " وتبعه بكتاب " تحرير المرأة " نشره عام 1899 ، وواجه قاسم ناقديه بكل قوة من خلال كتابه "المرأة الجديدة" عام 1901، والذى يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين، فطالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها وبحقوق المرأة السياسية وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول . وفاتة .. توفي قاسم أمين صاحب أول دعوة لتحرير المرأة بسبب امرأة، هذا ما أكده أصدقاؤه القربون، الذي قالوا إن وفاته لم تكن بسبب إصابته بنوبة قلبية كما قال طبيب العائلة ، ولكن امرأة عشقها بشدة دون جدوى؛ فقد كان متزوجًا من امرأة شديدة الغيرة هي السيدة زينب هانم. ولقد فجر صديقة زعيم الأمة زعيم الأمة سعد زغلول مفاجأة في مذكراته الشخصية، التي نشرها مصطفى أمين في منتصف الخمسينيات، وفيها تحدث عن السيدة التي كان يحبها أمين، ولكنه أقسم على دفن اسمها وصورتها مع صديق عمره. وأكد وزير الحقانية أحمد طلعت باشا أنه وجد في " محفظتة" قاسم فور وفاته صورة لامرأة غير زوجته وقال " كنا نعرف أن قاسم أمين يحب هذه السيدة، وخشينا أن تقع هذه الصورة في يد زوجته، فيزداد مصابها هولاً، واتفقنا علي أن نمزق الصورة، رغم علمنا أنه كان حبًا عذريًا طاهرًا" .