* الخرباوي : دروس يومية بين الأإخوان في السجوان .. ويجب تشيتهم في الحبس * توجيهات المراقب العام .. حلق اللحية .. وفيس بوك بدلا من المظاهرات فى حوار المفاجآت.. كشف المفكر السياسى والدينى الدكتور ثروت الخرباوى عن الكثير من الأسرار.. قال.. إن مرشد الجماعة الإرهابية محمد بديع.. أصدر توجيهاً تم تعميمه على جميع السجون بموافقة أعضاء الجماعة.. من يريد منهم التوقيع على اقرار التوبة.. فليفعل.. شريطة ألا يفعل ذلك أحد من القيادات.. وأن يكون التوقيع على مبدأ «التقية» يظهر ما يبطن.. كوسيلة للخروج من السجن.. وقال الدكتور ثروت الخرباوى.. أن وزارة الداخلية تعد حالياً لتنظيم سلسلة حوارات بين علماء الدين مع شباب الإخوان بالسجون.. وأبدى إعجابه بالفكرة شريطة أن يكون العلماء من المستنيرين أصحاب التأثير على الشباب بحوار العقل.. وأن يشارك رجال الدين علماء نفس واجتماع.. وطالب د. الخرباوى.. بما هو أهم وأكبر من ذلك ببرنامج كبير من الندوات والمحاضرات لمشاهير العلماء المستنيرين فى مراكز الشباب وقصور الثقافة. ومن مفاجآت الحوار.. ما قاله الدكتور ثروت الخرباوى.. أن جماعة الإخوان تعيد الآن بناء هياكلها الإدارية وأسر التنظيم تحت الأرض بجميع المحافظات.. ويعتبرون ذلك فريضة الوقت للحفاظ على الجماعة والمقدمة عن فريضة الصلاة.. محذراً.. أنهم لن يتخلوا عن العنف ولكنهم فى مرحلة إعادة تنظيم لبدء مرحلة جديدة من العنف والاغتيالات.. وقال ان «إقرار التوبة» خديعة.. ودعوات التصالح.. خديعة.. وكذب.. لا هدف لها إلا جس نبض الشارع المصرى وإعطاء الفرصة للإخوان لالتقاط الأنفاس وأحذر.. من أى تجاوب من الدولة مع هذه الخدع والكذب والتضليل. وإلى مزيد من أسرار واقع وحياة الإخوان فى الحوار التالى: هل يمكن ان تطلعنا على تحركات الإخوان داخل السجون ؟ - الجماعة تحاول تقوية نفسها داخل السجون، فالحاصلون على أحكام من سنة إلى 3 سنوات يقومون بتجنيدهم داخل السجن، وهنا لابد من التنوية لوزارة الداخلية بالانتباه لهذا الامر. هل مازال «خيرت الشاطر» هو المحرك الرئيسى للجماعة ؟ - ليس المحرك الرئيسى، وخطورته لا تصل إلى محمود عزت، والذى يعتبر المحرك الرئيسى للجماعة، لانه وريث مصطفى مشهور والشهير فى الحركات الجهادية باسم «أبو هانى». هل تشعر ان انحسار مظاهرات الإخوان والمتعاطفين معهم هى نوع من اليأس أم ان هناك ترتيبات فى الخفاء؟ - لابد من معرفة ان عددا من الإخوان بعد سقوط حكم الإخوان واحداث رابعة اصابتهم حالة ياس سواء» شباب او وسطا او كبار » عمريا لان لديهم راى ان الجماعة ادارت الازمة بشكل خاطيء فقرروا عدم المشاركة بانشطة الجماعة كنوع من الانشقاق السلبى وهم عدد لا يستهان بهم، وهناك ركون سلبى من مجموعة لا يستهان بها تصب غضبها ونقمتها على الجماعة لانهم لم يديروا الازمة قبل 30 يونيو بالشكل الجيد. كما ان هناك قرارات للجماعة بالتوقف عن الاحتجاجات والمظاهرات لحمايتهم من الضربات الامنية. وفى نفس الوقت التوسع فى استخدام الكتائب الالكترونية والتى لها تأثير أعمق واصبحت فريضة. كما يرون أنه من اخطاء الجماعة بفترة حكمهم، بطء هدم عدد من المؤسسات بالدولة وهو ما قدمه سيد قطب بالطبعة الاولى لكتابه «معالم فى الطريق» وحذفها الإخوان فى الطبعات التالية وتقول ان الإسلام لن يقوم فى مصر الا بهدم المؤسسات الجاهيلة «الجيش، الشرطة، القضاء» كما يزعمون لان الجيش يحمى بعقيدته الوثنية الوطن، وليس الإسلام كما هو الاصل فى العقيدة التى يجب ان يكون عليها الجيش الإسلامي. وكان هدف من اهدافهم عندما تحالف مع «حماس»، ان يقيم الجيش الإسلامى بسيناء، على حدود مصر، ولكن الامر سار ببطء ففشل. وكذلك القضاء لانه يحكم باسم الشعب وليس باسم الله، يجب هدمه وتاخروا فى الامر أيضا، ومواجهة القضاة لخوفهم مما كان يقوم به احمد الزند ومجموعته. وأيضا كانوا يهدفوا لهدم الشرطة لان ولاءهم للحاكم السابق، مبارك ونظامه، ولن يمكن ان يكون ولاؤهم للإخوان ويعتبر عدم تسريع تنفيذ ذلك فى فترة حكم الإخوان.. من أكبر السلبيات التى ارتكبوها. تردد ان أبو العلا ماضى وعبود الزمر يقودان من الخارج ما يمكن أن يطلق عليه "مراجعات فكرية " مع الإخوان داخل السجون ؟ لم ار اتجاها رسميا من الدولة او عزما حقيقيا لها على ان تقوم بعمل محاضرات او ندوات للشباب المنتمى للإخوان، المحبوس داخل السجون تستهدف من ورائه مواجهة أفكارهم وصولا إلى مراجعة أفكارهم، والحقيقة انه ليس لابو العلا ماضى ولا عبود الزمر أى تأثير فى شباب الإخوان لكى يقودوا مثل هذه الدعوات.. واذا فرض جدلا ان هناك دعوة بهذا الشأن فهى دعوة ليس لها أى جدوى على الاطلاق، كما ان المواجهة الفكرية مسألة مطلوبة ليس فقط للشباب داخل السجون. واتمنى ان تحدث مثل هذه الدعوات وان كان المردود الخاص بها ضعيف جدا، ويلحق بذلك ما يسمى «باقرارات التوبة» وهى كاذبة او مزيفة، حيث ان فى الستينيات وبعد تنظيم 65 حدث أن مجموعة من الإخوان قرروا ان يكتبوا اقرارات توبة، وخطابات اعتذار لجمال عبد الناصر وسألوا المرشد فى هذا التوقيت «حسن الهضيبي»، عن هذا الامر فقال لهم انا اجيز لكم ان تكتبوا هذه الاقرارات من باب التقية فقط، ولكن بشرط ألا تؤمنوا بها، واجيز لاى شخص ان يكتب هذه الاقرارات عدا القيادات الكبيرة بالجماعة فلم يكتبه الهضيبى ولا مصطفى مشهور ولا عمر التلمسانى، لانهم سيحاسبون عليه تاريخيا، ولكن يكتبه الإخوان العاديون لينالوا حريتهم، فالتاريخ يكرر نفسه، حيث حدث هذا الامر فى فترة التسعينيات ما سمى بمراجعات الجماعات الإسلامية بالسجون وكان قد كتب عنهم الكاتب مكرم محمد احمد، لافكار الجماعات الجهادية الإسلامية حيث انهم اصبحوا تكفيريين اكثر من قبل، حيث ان قلة قليلة هى التى استمرت فى المراجعة الفكرية ومنهم «ناجح طه» على سبيل المثال، انما الالاف من الجماعات الإسلامية والجهادية وافقوا على هذه المراجعات اتضح انها لا تمثل لهم أى شيء غير كونها ورقة يستخدمونها للنجاة من العقاب او السجن ونفس الامر يكرر فى هذه الأيام، ويطلب من الإخوان اذا ما طلب منكم التوقيع على اقرار التوبة فوقعوا، وفعليا طلب منهم من محمد بديع ونشر الامر على مستوى السجون، لاثبات انشقاقهم عن الجماعة فينفذوا ذلك فعليا، عدا القيادات الكبرى لجماعة الإخوان. واحذر جهات الدولة من اقرارات التوبة، وادعوها لاجراء فرز لابعاد الشباب البريء الذى تم حبسه بناء على الشبهات فقط. وأكد د. ثروت الخرباوى أنه تلقى اتصالاً من أحد قيادات الداخلية منذ أيام وأكد انهم يعدون العدة لاجراء حوارات مع الشباب داخل السجون، وهى خطوة تحسب لوزير الداخلية الحالى، ودعانى لالقاء محاضرات ومخاطبتهم، وأكدت ان أخاطب الشباب الذى كان على شفى حفرة من النار، بينما الآخرون الغارقون لاخمص قدميهم بالجماعة لابد من مواجهتهم بالحوار النفسى والدينى لمجموعة من العلماء التنويريين وليس التقليديون ليكون لهم أثر قوى مثل الدكتور سعد الهلالى والدكتور أحمد كريمة والدكتور أسامة الأزهرى والحبيب على الجفرى.. وأن يشاركهم هذه اللقاءات أيضاً علماء نفس واجتماع. وأنوه إلى ان هناك قرارا من الرئيس بالإفراج عن البعض جاءت بناء على حالات الفرز التى قامت بها الداخلية عقب اجراء التحريات التكميلية، ولا أظن ان إقرارات التوبة أحدثت أثرا بالداخلية، لانها صدرت من أفراد دون ان يكون هناك حوار صادق على هذه الحوارات. وهنا لابد من التفرقة بين جانبين بعض الشباب الذين قبض عليهم من باب دائرة توسيع الاشتباه وقدموا فى قضايا ما زال التحقيق فيها جاريا وهم براء وارى ان وجودهم فى السجن يمثل خطورة لان عنابر الإخوان فى السجون يسيطرون عليها ويقيمون فيها ما يشبه المعسكرات والكتائب الإخوانية حيث يتم إلقاء دروس يومية لهم وتم تسريب عدد كبير من الكتب المأخوذة من سيد قطب وحسن البنا وتم عمل بحوث فقهية كتبها عبد الرحمن البر، وابتدع فيها نظرية «دفع الصائل»، حيث انهم وجدوا ان الحديث عن تكفير المجتمع يجعل هناك خوفا من المقبلين على الجماعة لذا قرروا تقديم وجبة فقهية جديدة لخداع العقول، حيث اخذ عبد الرحمن البر من كتب الفقه القديمة مصطلحا يسمى «بدفع الصائل» أى دفع الاعتداء أو الرد على الاعتداء وقالوا ان ما على الجماعة لان هو الرد على الإعتداء واستدلوا على ذلك من الأحاديث والآيات القرآنية التى يقتطعونها من سياقها العام حيث يرون ان الجهاد نوعان، ما بين الدفاع عن النفس ومقاتلة الفئة التى بغت وذلك فى البحث الذى كتبه عبد الرحمن البر، حيث يروا ان هناك جهاد الغزو ان يذهبوا لبلاد الغزاة لنشر الإسلام وهو جهاد معطل لان الظروف الدولية لا تسمح به حاليا، كما انهم يرون ان النوع الاخر من الجهاد هو جهاد الدفع، ويقصد به رد من يعتدى عليهم. وانهم سيستمرون على نهج الجماعة فى الفترة القادمة أى لن تكون تفجيرات عشوائية بل اغتيالات للاشخاص. ويشيد د.ثروت الخرباوى بجهود وزارة الداخلية فى مواجهة الارهابيين والعمليات الارهابية، لان مواجهة الارهاب نفسه هى مواجهة مجتمعية يجب ان يقوم بها المجتمع نفسه بجميع أفراده. ورغم اقرارى بان الداخلية قامت بجهد كبير فى أحداث الأمن بالشارع المصرى الا ان هذا لا يعنى عدم وجود قصور. * استمرار وجود التنظيم فريضة عليهم .. ومقدمة على فريضة الصلاة ما رأيك فى مبادرات المصالحة مع الجماعة وآخرها مبادرة «سعد الدين إبراهيم» ؟ - فكرة التصالح مع الدولة هى فكرة غير مطروحة لدى جماعة الإخوان، فالخلافات التى بين الإخوان على الوسائل وليس الفكر والعقيدة، فعندما كنت فى جماعة الإخوان وجدت التحدث عن استخدام العنف فى مواجهة الدولة، واظهرت دراسة تحت مسمى «العنف المؤجل»، لان دولة الإسلام لن تقوم الا باستخدام القوة، واستدلوا لها بآيات من القرآن «واعدوا لهم ما استطعتم»، وفى عام 89 أيقنوا ان استخدام القوة ضد الدولة ستنفى الجماعة، حيث انهم فى مرحلة الاعداد وليس الاستخدام للقوة، لذا قدموا مصلحة التنظيم لاقامة دولة الإسلام، فتوجيه الضربات القوية لهم جعلتهم يستخدمون مبدأ «التقية» ان يظهروا عكس ما يبطنون، وهذا ما قاله مرسى باعادة الفتح الإسلامى لمصر، وكان يجب الاستدلال بهذه التصريحات على فكر الجماعة، لان اخونة مصر تجعلهم يسيطرون على عدد من الدول العربية الاخرى واعلان دولة الخلافة الإسلامية، وارى انها دولة الخلافة الإخوانية لان حسن البنا لم ير الا نفسه، لذا فهم يتبعون اسلوب التخفي، مؤكدين انهم الان بين «الباء، الفاء»، «الاختفاء، الاختباء»، لاعادة التشكيل من جديد واعلنوا عن فريضة الوقت وهى مقدمة عن أى فريضة حتى عن الصلاة، لان الفرد عندما يقيم الصلاة يقيم الإسلام فى نفسه بينما عندما يقيم الجماعة سيقيم الاسلام بمصر كلها واعادة الخلافة وهى الاولى لديهم، وهو فكر مشوه ومسخ ولا علاقة له بالإسلام من قريب او بعيد. كما أن المبادرة لقياس رد فعل الشارع المصرى، ومشاعره تجاه مسألة الصلح مع الإخوان أم ان حالة الغليان مازالت داخل نفوس المصريين كما هى. كيف ترى موقف الدولة من تلقى مبادرات الصلح مع الإخوان ؟ - أرى أن الدولة ليس لها أى رد فعل بما يعنى انها لن تستجيب لأى مبادرة مهما كانت متكررة، مثل مبادرات «سليم العوا، حسن نافعة، احمد كمال ابو المجد» وجميعها مبادرات لقياس رد فعل الشعب المصرى فقط وعلينا ان نعى انه يحاول ان يجعل الجماعة تلتقط انفاسها، كما ان سعد الدين ابراهيم مبعوث المخابرات الامريكية فى توصيل الجماعة وكنت شاهدا على الايام الاولى للقاء الاخوان على راسهم سعد الكتاتنى وعصام العريان بلقائهم ببعض الدبلوماسيين الاوروبيين فى النادى السويسرى بامبابة، ثم تم توصيلهم بالمخابرات الامريكية، واقرت بذلك هيلارى كلينتون فى مؤتمر لها عند سؤالها عن احتمالات وصول الاخوان للحكم، وقدمت فى كتابى «سر المعبد» حقائق حول هذا التعاون. هل هناك أى وسيلة يمكن بها للإخوان العودة مرة أخرى للشارع ؟ - لن يعودوا مرة أخرى، بأى شكل من الاشكال.