تحلعلينا اليوم الذكرى ال 1365 للفتح الإسلامي لمصر بعد حصار دام سبعة أشهر لحصن نابليون ، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب قام القائد عمرو بن العاص بضم مصر لدولة الخلافة الإسلامية ، و الذي عرف بالفتح الإسلامي لمصر بعد أن أتم ضم فلسطين من يد الرومان وكان يهدف لتأمين الفتوحات . كان عمر بن الخطاب يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لإفريقيا ووصفها بأنها مفرقة ولقد تناقش مع عثمان بن عفان وحذره عثمان من طبيعة عمرو بن العاص الجانحة للمخاطرة، أما القائد عمرو بن العاص فكان مغرما بمصر قبل الإسلام وبعد أن حقق انتصاراً على الروم في معركة أجنادين استأذن الخليفة في غزو مصر الذي أبدى الرفض في البداية وما لبث أن وافق عمرو بن العاص وأرسل له الإمدادات . توجه القائد المسلم عمرو بن العاص بجيشه المكون من 4000 جنديا ، صوب مصر مجتازا سيناء مارا بالعريش والفرما ، فأتت عند ذلك رسل تحمل رسالة من الخليفة، ففطن عمرو إلى ما فيها، وظن أن الخليفة لابد قد عاد إلى شكه في أمر دخول مصر. فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل الذي ربما كان الحد الفاصل بين أرض مصر وفلسطين، وبلغ بسيره الوادي الصغير الذي عند العريش، وهناك أتى له بالكتاب فقرأه ثم سأل من حوله أنحن في مصر أم في الشام ؟ فقيل له نحن في مصر. فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال: إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين، وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد في فلسطين، فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله ووعده أن يدعوا الله له بالنصر وأن يرسل له الإمداد . ثم توجه الي بلبيس والتي كانت حصينة ، وشهدت معارك عنيفة ثم حاصر حصن بابليون واستولى عليه ، وكان يحكم مصر في ذالك الوقت الرومان متخذين من الإسكندرية عاصمة للبلاد مقيمين حصون عسكرية بطول البلاد وعرضها بها حاميات رومانية وكان أقوى هذه الحصون حصن بابليون الذي ما أن سقط حتى تهاوت باقي الحصون في الدلتا والصعيد أمام الجيوش الإسلامية . وقد تم ل عمرو بن العاص الإستيلاء على مصر بسقوط الإسكندرية في يده عام 21 هجرياً ، وعقد مع الروم معاهدة انسحبوا على أثرها من البلاد وأنتهي الحكم الروماني لمصر وبدأ الحكم الإسلامي بعصر الولاة وكان عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين . الجدير بالذكر أن حصن بابليون يقع الآن في القاهرة في حي مصر القديمة عند محطة مار جرجس لمترو الأنفاق ، وكان الأمبراطور تراجان قد أمر ببناؤه في القرن الثاني الميلادي في عهد الاحتلال الرومانى لمصر وقام بترميمه وتوسيعه وتقويته الإمبراطور الرومانى أركاديوس في القرن الرابع حسب رأى العلامة القبطى مرقص سميكة باشا ، وقلعة تراجان هذه غير القلعة القديمة التي ذكرها إسترابو المؤرخ وكان موقعها إلى الجنوب من قصر الشمع بالقرب من دير بابليون الحالى.