كادت عدسات الكاميرا التي تعلو سقف السوبر ماركت أن يتحطم زجاجها تعاطفاً معها، وعجزت عن إطلاق صرخات مدوية لتمنع جريمة تبرأ منها الشيطان لكنها اكتفت بأن تكون شاهداً على الذئب الذي مثل بجثة طفلة بريئة بعد أن اغتصبها وسط استغاثات ورعب وهلع كانت كفيلة أن تثنيه عن ارتكاب جريمته البشعة، والتي ارتكبها بلا رحمة أو إنسانية. جلس المتهم داخل السوبر ماركت الذي يمتلكه أقاربه حتى اعتادت الطفلة رؤيته، واطمأنت ببراءتها المعهودة للتعامل معه وطلب المستلزمات التي أرسلتها الأم في طلبها، وما إن وقعت عيناه عليها هم وانتفض من فوق مقعده، واستقبلها أمام باب السوبر ماركت ليمنعها من الدخول بعد أن لبس رداء الحمل الوديع ليخفي وراءه عباءة إبليس، وأوهمها بعدم وجود ما تريده وأنه سيحضر المتطلبات من داخل المخزن المجاور. سارت بجواره الطفلة ولا تعلم ماذا يخبئ لها القدر، وتسلل القلق بداخلها، وتسمرت قدميها أمام باب المخزن، لكنه باغتها بسرعة فائقة، ودفعها داخل المخزن وقبل أن تعلو صرخاتها كان قد تمكن من تكميمها وتقييدها، وبعد أن أنهكت قواها الضعيفة أمام بنيان جسده الضخم بدت كحمل صغير لا حول له ولا قوة بين أنياب ذئب مفترس، فلم يرحم دموعها وتوسلاتها وبراءتها في محاولة لإثنائه عن جريمته، غشيت عيناه وتحجر قلبه، واغتصبها بشراسة غير مسبوقة، وكتم أنفاسها ولم يتركها إلا بعد أن أصبحت جثة هامدة. سيطر عليه شيطانه لإخفاء جريمته، فسارع بإحضار "شوال" ووضعها بداخلها وتركها داخل المخزن إلى أن تهدأ الأعين، ولم يكتف بذلك بل قام بإيداعها داخل كرتونة كبيرة ليبدو جسدها النحيل متقوقعًا، ووضع فوقها ملاءة لتبدو كالقمامة ووضعها بجوار السوبر ماركت معتقدًا نجاحه في إخفاء جريمته. وأمام أحمد الحمزاوي مدير نيابة حوادث شمال الجيزة الذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار أحمد البقلي المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وبمواجهة الذئب بلقطات الكاميرا أثناء مرافقته للطفلة وهو يصطحبها إلى المخزن، اعترف بتفاصيل جريمته. حيث أكد عامل المخبز المواجه للمستشار أحمد حلمي رئيس النيابة أن المتهم استعار منه جوال دقيق فارغ في وقت معاصر لارتكابه الجريمة. قرر وكيل النائب العام حبس المتهم الذئب 4 أيام على ذمة التحقيقات.