مع بدء العد التنازلي لانطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، تتجدد آلام وزارة التربية والتعليم، مع جراح أزمة «الغش»، ومحاولات مواجهتها بأحدث الطرق، مثلما انتشرت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي. «التعليم» حاولت جاهدة القضاء على هذه المشكلة ولكن دون جدوى، ففي الماضي كان الغش عبارة عن «برشام» يسهل كشف الطالب به، ولكن مع التطور السريع للتكنولوجيا أصبحت ورقة الأسئلة على مواقع «فيسبوك وتويتر»، بعد توزيعها على الطلاب بدقائق معدودة. من «البرشام» ل«فيسبوك» منذ زمن بعيد، بدأ الطالب الغش بالبرشام وبعد قيام الوزارة بوضع قوانين تنص على معاقبة الطالب الغشاش ب«تدبيس البرشام» في ورقته وحرمانه من الامتحان، فلم يجد الطالب سوى الكتابة على «يده، قدمه، الآلة الحاسبة، المسطرة، المقعد الجالس عليه»، كتحايل منه لأنها أشياء لا يمكن إثباتها مع ورقة الإجابة. كوارث المحمول مع تطور التكنولوجيا، أصبح الهاتف المحمول مع كل طالب وسيلة للغش عن طريق سماعات «الموبايل»، إلى أن وصل الطالب للغش عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر»، وهذا ما عجزت الوزارة عن مكافحته على الرغم من جهودها الضخمة لمواجهة هذه الظاهرة. الحرب الإلكترونية في عهد وزير التعليم السابق، الدكتور محب الرافعي، تعاقدت وزارة التربية والتعليم مع إحدى كبرى شركات التكنولوجيا الصينية لاستيراد «عصا إلكترونية» لكشف الهواتف المحمولة في ملابس الطلاب قبل دخول لجان الامتحانات. وعقت الوزارة تحالفًا ثنائيًا مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لغلق جميع صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسهيل ضبط الطلاب حاملي الهواتف المحمولة داخل اللجان، وتكليف جهاز مكافحة جرائم الإنترنت بوزارة الداخلية لسرعة غلق صفحات الغش على الإنترنت وضبط أصحابها. حينها، أكد «الرافعي» أن الوزارة تدرس وضع العقوبات الرادعة للطالب الذي يحاول الغش داخل لجنة الامتحان أو يقوم بتصوير الامتحان وإرساله داخل اللجنة عن طريق إصدار قرار وزاري يتضمن عقوبات أشد من القرار الوزاري رقم 500، والذي يحدد حالات الحرمان من الامتحان. «الرافعي» لفت إلى أن المستشار القانوني للوزارة يدرس وضع إجراءات قانونية تصل إلى حد إحالة الطالب إلى النيابة وفصل الملاحظ المتورط، موضحًا أنه سيتم منع أي معلم أو مراقب بالدخول إلى لجنة الامتحان ومعه «المحمول»، خاصة بعد أن شهدت بعض اللجان في الأعوام السابقة غش الإلكتروني بمساعدة بعض الملاحظين والمراقبين داخل لجان الامتحانات. «عبيلو واديلو» رغم كل هذه الإجراءات للتصدي للغش، لم تتغير الأمور بل إن بعض الطلاب أنشأوا صفحات على «فيسبوك» لتسهيل الغش لطلاب الثانوية العامة، مثل: «عبيلو واديلو»، والتي كان له دور بارز في عمليات الغش الإلكتروني، وكذلك جروب «ثانوية عامية»، وجروب «غشاشون فدائيون»، وموقع «شاومينج»، وهاشتاجات: «هس الثانوية، وتويت لجنة، وبرده هنغش» على تويتر. هيبة الدولة بعد تولي الدكتور الهلالي الشربيني حقيبة التربية والتعليم، أشهر سيفه في وجه محاولي الغش، مؤكدًا أن الوزارة لن تتهاون في تطبيق نص قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم (101) لسنة 2015 بشأن مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات على كل من يقوم أو يساهم في الغش أو إفساد العملية الامتحانية، مؤكدًا أن الوزارة تعمل بكل طاقتها للحفاظ على هيبة الدولة من خلال تطبيق القانون. «الشربيني» أشار إلى أنه تم تشكيل لجنة لمراجعة مقار لجان سير امتحانات الثانوية العامة، وبالتحديد اللجان التي حدثت بها مشكلات أو حالات غش خلال العام الماضي، مؤكدًا أن الوزارة رصدت خلال المرحلة الماضية قيام عدد من الطلاب بالتحويل إلى مدرسة معينة داخل إحدى المحافظات، وعلى الفور تم وقف عمليات تحويل الطلاب وإحالة كافة المسئولين عن الواقعة إلى التحقيق. كما أوضح الوزير أنه في حالة رصد أي محاولات لتحويلات الطلاب يتم الإبلاغ عنها فورًا، مؤكدًا أن النظام التعليمي في مصر نظام عريق وأي محاولات لتشويه هذا النظام التعليمي أو أي انتقادات توجه إليه لا ينبغي أن تتم لأن هذا النظام يمتلك الخبرات بما يمكنه من تحقيق طموحات الشعب المصري.