لا يمكن وصف هذه التغطية سوي بأنها تعيد استهداف إعطاء صورة قاتمة محورها التجاوز في ممارسة حق النقد البناء العدالة والمهنية والأمانة الصحفية تقتضي الإقرار بأن المناخ العام في بورصة برلين فيما يتعلق بالتسويق والترويج للسياحة المصرية كان في غاية الصعوبة. لا يخفي علي أي مراقب أو متابع أن المبالغات الإعلامية في تشويه الأوضاع في مصر مدعومة بهدف تسميم الأجواء أمام الوفد المصري . كان يرأس هذا الوفد هشام زعزوع وزير السياحة السابق والذي تم استبداله بالخبير السياحي والفندقي يحيي راشد. تمكنت اللقاءات والاتصالات وجهود تحسين الصورة السائدة نتيجة الاستغلال المريب لحادث سقوط الطائرة الروسية وكذلك حادثة مقتل الباحث الايطالي من إزالة الكثير من الغيوم وسوء الفهم لدي منظمي الرحلات.
ان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية علي الساحة المصرية في الآونة الأخيرة عظّم من ايجابية الجهود التي بذلت. النتائج تجسدت في تأكيد منظمي الرحلات الدوليين أن السياحة لا يمكن أن تستغني عن مصر كمقصد جاذب للسياحة بلا منافس. أعطيت وعود من معظم الشركات السياحية الكبري العاملة في الأسواق المصدرة للسياحة بأن الظروف أصبحت مهيأة تماما لاستئناف رحلاتها إلي المقاصد السياحية المصرية الشاطئية والتراثية . حددوا لذلك مع بداية فصل الشتاء القادم بإذن الله. انتظار ا لما تنتهي إليه عملية تنظيم الإجراءات الأمنية بالمطارات. في هذا الشأن تجدر الإشارة إلي أنه كانت هناك مغالاة ومبالغة فيما تم نشره إعلاميا محليا حول ما شهدته عملية الترويج للسياحة المصرية. لا يمكن وصف هذه التغطية سوي بأنها استهدفت إعطاء صورة قاتمة محورها سوء النية والتجاوز في ممارسة النقد.
كان من إيجابيات التواجد المصري في بورصة برلين .. فعاليات هذا الحفل الذي نظمه السفير المصري في ألمانيا بدر عبدالعاطي علي شرف وزير السياحة السابق وبحضور مائتي مدعو من أعضاء البرلمان والشخصيات البارزة في المجتمع الألماني. انهم جميعا وعلي ضوء حديث وزير السياحة اليهم أبدوا انحيازهم وتعاطفهم مع أهمية عودة الحركة السياحية إلي معدلاتها الطبيعية .. كان من أهم ما لفت النظر في استقبال المدعوين ما قامت به فرقة فنون أسوان برقصاتها الفلكلورية. كان لهذه الفرقة أيضا دور كبير في اشاعة أجواء التراث المصري العريق في أرجاء الجناح المصري. هنا تجدر الإشارة إلي أنه كان هناك قرار فوري بوقف عرض الرقص الشرقي الذي حاولت أن تقوم به إحدي الفرق الألمانية المحلية في الجناح كنوع من الدعاية للبرنامج الذي تقدمه في برلين. بالمناسبة فاز الجناح المصري هذا العام بجائزة التميز. لقد احتل صالة كاملة بمساحة ٢٧٠٠ مترا بديكورات جميلة عالية المستوي تعكس عظمة الحضارة المصرية قديما وحديثا.. يضاف إلي ذلك مشاركة العشرات من الشركات السياحية والفندقية إلي جانب محافظاتجنوبسيناء والبحر الأحمر والإسكندرية ومكتبتها الشهيرة. جري ذلك في إطار مشاركة ١٨٦ دولة بأجنحة في بورصة برلين والعديد من وزراء السياحة في العالم إلي جانب آلاف الأجنحة لشركات السياحة والفنادق والطيران. شغلوا ٢٦ صالة ضخمة. اجتذب هذا الحدث بفعالياته من لقاءات ومؤتمرات وورش عمل أنظار الحاضرين . مع تعاظم أهمية ودور السياحة اقتصاديا وفي مواجهة أزمتها الحالية فإنه ليس أمامنا سوي أن نتمني للوزير الجديد يحيي راشد التوفيق في مهمته الصعبة والمعقدة