"كل سنة وأنت طيبة"، كلمة افتقدتها أمهات الشهداء ولم يعد يوجد من يضمد الجراح، فكلما مرت السنوات يزداد القلب اشتياقا لأبنائهن بعد أن حصدت رصاصات الغدر والإرهاب أرواح فلذات أكباده، تتذكر كل منهن نجلها الشهيد في عيد الأم بعد أن غاب عنها بلا رجعه. "بوابة أخبار اليوم" شاركت عددًا من أمهات الشهداء الاحتفال بعيد الأم، روت لنا الأمهات ما بداخلهم مازالت احتفظ بهديته قالت د.دولت محمد نور عبادي، والدة الشهيد الرائد أحمد فاروق بدران، إن الشهيد أحمد كان أصغر أولادها توفى والده الذي كان يعمل ضابطا شرطيًا أثناء تأدية عمله وترك احمد وكان عمره ٣ أشهر كان بارًا بي وأعز الأولاد إلى قلبي لأنه كان "أخر العنقود"، وقمت بتربيته وأصر على الالتحاق بكلية الشرطة مثل شقيقية محمد ومصطفى قائلا:"أنا عندي وطنية وأتمنى أن اقضي على الإرهاب "وأضافت أنها كانت تجد في عيناه التحدي حنى في تربية أولاده معاذ وليلى الذي كان يحلم أن يراها طبيبة ولكن القدر شاء بأن يتركها وهى جنين فى بطن والدتها لم يتركني بل فضل أن يسكن معي وعندما يحل عيد الأم يبادرني بالقول الطيب ويكون أول المهنئين لي في عيدي، بكت الأم عندنا تذكرت أخر هدية قدمها لها من قرابة عام وهى عبارة عن خاتم ذهب وقوله :"سامحيني يا أمى اعطيتني كل شيء وأتمنى أن أكون مصدر سعادتك "مازالت تسمعه وتشعر بان الشهيد يلقى بنفسه بين ذراعيه، ولكن القدر لم يمهله وفى نهاية حديثها توجهت بالشكر والحمد لله على كل حال وأضافت أنها تفتخر بأن أولادها وتحديدا أحمد قد أكمل مسيرة والده الشرطي في التحدي ومواجهة الإرهاب لينعم الوطن بالأمن والأمان وأتمنى أن ألحق به في الجنة . أما سهام مصطفى والدة الشهيد الملازم كريم وجيه سيف الدين تكلمت والدموع تتساقط من وجهها قائله، الحمد لله على كل حال القدر اخذ نور عيني حيث رزقني الله بكريم وشقيقته بعد وفاة والده من ٢٥عاماوقمت بتربيتهم حتى التحق بكلية الشرطة وتخرج وبعدها عمل بالأمن المركزي وتزوج ورزقه الله بالطفل ياسين الذي تركه رضيع عمره لايتجاوز ١١شهرا. وأستطردت قائله، اعتاد منذ طفولته أن يقتصد من مصروفه الشخصي ويشارك في شراء هدية عيد الأم وبعدما كبر كان يشاركني المشاعر الدافئة ويفاجئني بالقيام بإجازة في يوم عيد الأم ويستغل وجودي في العمل ويقوم برفقة شقيقته في تزيين المنزل وبمجرد دخولي يبادلونني التهنئة "كل سنة وأنتي طيبه يا أجمل أم في الدنيا " وأضافت انه في أخر عيد أم وجدته يبكى ويقول يا أمي لم أجد أفضل من منحك "كتاب الله" في يوم عيدك وأوصاها قائلا:"خلى بالك من ابني وعلميه مثلى" وتمنى أن يكمل ابنه مسيرته في الدفاع عن ارض الوطن ويساهم في القضاء على الإرهابيين وتحدثت والدته بحزن على فقدان أعز ما تملك قائلة "حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا يعوض شبابه في الجنة الفراق صعب "إحساس صعب ..ولكن الحمد لله "، عبارة واحدة قالتها والدة الشهيد مجند أحمد أنور لتصف ما حل بها من مصيبة ففي البداية كانت ترفض الحديث لأنها لا تريد أن تتذكر الأيام الصعبة التي قاضتها بعد فراق أعز ما تملك، ففي هذه الأيام من العام الماضي تلقت اتصالا تليفونيا من الشهيد المجند من رفح للتهنئة بعيد الأم ويقول "كل سنة وانتي طيبه يا أمى "وحينما جاء من الجيش قام بتقديم الهدية لي واحتضاني وقال ادعى لي يا أمي أن انهي فترة تجنيدي وأعود إليك سالما وأتمنى يا أمي تطهير سيناء من الإرهاب، وكانت أخر هدية قدمها لي حقيبة يد. أم الحاجة هدى الشهيد رقيب أول ممدوح سالم فبكت قبل أن تنطق بأي كلمه ثم تحدث قائله، وعدنى حبيب قلبي قائلا نفقات الحج "لو عشت وربنا أكرمني بالمال ستذهبين بيت الله الحرام"كلمات لا تقدر الأيام أن تنسى الآلام لأنها نابعة من قلب طيب أحب والدته فكان دائما يفعل كل ما يرضى والدته متمنيا لها الخير. وأضافت أنها تتذكر في عيد الأم الشهيد وهو ينحني ليقبل رأسها قائلًا :"سامحيني يا أمي، أنا احبك، أنتي كل شيء في حياتي، نفسي أسعدك "وأشارت إلى أن الشهيد قبل استشهاده كان يحاول جاهدا توفير نفقات أداء مناسك الحج لها قائلا:"هذا اقل ما أستطيع أن أقدمه لكي يا أمي، مؤكد أن هديتها الأخيرة مازالت تحتفظ بها وهى عبارة عن قطعة قماش .