أكد سفير الاتحاد الأوربي بالقاهرة جيمس موران أنه متفائل بإمكانية نجاح مصر ومرورها مما تواجهه من تحديات. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقده موران على هامش زيارته لمدينه مرسى مطروح لتفقد عدد من مشروعات التعاون المصرية الأوربية. وتابع: "لقد مرت مصر بظروف عصيبة منذ عام ٢٠١١، مشيرا إلى أن هذه الدروس لا تمثل فقط خبرة لمصر وإنما للمنطقة ككل ، فقد اجتازت مصر ثلاث انتخابات ناجحة ، وخطت خطوات مهمة في مجال الإصلاح الاقتصادي وإلغاء الدعم ولكن يظل التحدي الاقتصادي نتيجة النمو الهائل في عدد السكان وأهمية بذل جهود أكبر لمواجهه التحديات الاقتصادية. وانتقل موران بالحديث إلى الأوضاع بسوريا ، قائلا إن خطوة وقف إطلاق النار أمر مهم ساعد على إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين ، أن كان من المهم استمراره لأشهر طويلة ، مشيرا إلى أن إجراء أي انتخابات يستلزم توافر الأمن. وقال موران إن اليوم يوافق الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، موجها التحية بهذه المناسبة للمرأة المصرية التي حققت تقدما كبيرا في مجال الحصول على حقوقها وحققت نسبه مشاركه عاليه في البرلمان. وأشار موران إلى أن أبرز مشكلة تواجه المرأة في مصر هي التعليم وخاصة في التعليم الأساسي والثانوي ، ومع ذلك فهو متفائل من أي وقت مضي. وردا على سؤال حول قرار البرلمان بفصل النائب توفيق عكاشة قال موران إنه من الصعب الحكم على هذا الأمر والذي يعد شأنا داخليا للبرلمان المصري. وعن التعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب أكد موران أن الاتحاد الأوربي يهمه الاستقرار في مصر ويحتل ذلك أولوية كبيرة ، ويتعاون الاتحاد الأوربي مع مصر بشكل مستمر في هذا الصدد والذي يمتد أيضا لتحقيق الاستقرار في منطقه المتوسط. وأجاب بالنسبة للجهود المشتركة المبذولة بين مصر وأوربا لمكافحة الهجرة غير الشرعية ، قال إن الاتحاد الأوربي يثمن جهود مصر في هذا الصدد ، مشيرا إلى أهمية التعاون بشكل أقوى للحد من السماسرة الذين يستغلون الشباب معتبرا ما يقومون به جريمة تستحق العقاب الشديد ويحققون من ورائها أموالا طائلة. وعن التعاون مع مصر في موضوع اللاجئين أشار موران إلى أن ما يميز مصر أن اللاجئين بها يعيشون كجزء من المجتمع المصري. وقال:إن كان ذلك يصعب من مهمة الاتحاد الأوربي في تحديد حجم المشكلة وتقديم الدعم اللازم لها . كما أكد جيمس موران على حرص الجانب الأوروبي على التعاون مع مصر في إطار تطوير المشروعات الخاصة بالطاقة المتجددة، مشيرا إلى افتتاح مشروع إنتاج الطاقة الشمسية في محافظة مرسي مطروح ضمن برنامج إقليمي تبلغ قيمته مليار يورو كمنحة لتوليد الطاقة من الرياح والشمس. وقال إن مشروعات الطاقة المتجددة من اهم المجالات التى تشهد تعاون بين الجانبين ومنذ العام الماضي بدأت جهود تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال، مؤكدا أن التحدي الأكبر الآن هو جذب مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الواعد في مصر نظرا لما تمتلكه من مقومات لزيادة مشروعات الطاقة المتجددة. وأشار إلى أن مصادر الطاقة التقليدية لا يمكن ان تكفى الزيادة السكانية التى تشهدها مصر، ومن ثم يعتبر توفير طاقة من مصادر متجددة تحد كبير أمام مصر. وأضاف أن مشروع إنتاج الطاقة الشمسية بمرسى مطروح قد يكون مشروعا صغيرا الا أن المهم تغيير ثقافة الناس لإدراك أهمية مشروعات الطاقة المتجددة . وأكد موران إلى امتلاك منطقة الساحل الشمالى للعديد من الإمكانات التى تؤهلها لزيادة الاستثمار فى مجال الطاقة المتجددة، مؤكدا ان الأجيال القادمة ستشهد تطويرا ملحوظا فى هذا المجال . وقال إن أحد أهم أوجه التعاون مع مصر لتطوير منطقة الساحل الشمالي هو التعاون بين مصر والاتحاد لإزالة الألغام بمنطقة العلمين وهو المشروع الذي يقوم فيه الجيش المصري بمجهود كبير لتطهير المنطقة. وأشاد موران بالاختلاف الذي تشهده السياسة الخاصة بتطوير مصادر الطاقة في مصر، والتي بدأت تشهد تطويرا تدريجيا وايجابيا وهو الأمر الذي يسعى الإتحاد الأوروبي لمساندة مصر فيه. وأشار موران إلى مشروع للتنمية الزراعية علي مساحه ٢٠٠ ألف فدان الذي يتم تنفيذه فى ثلاثة محافظات في مصر في مرسى مطروح والفيوم والمنيا وذلك ضمن مشروع إقليمي . وحول مناقشة البرلمان الأوروبي لقضية مقتل الطالب الإيطالي في مصر يوم الخميس القادم، قال موران أن هذه القضية محل نقاش في العديد من الدول الأوروبية خل الفترة الماضية حيث أن القضية بالنسبة للأوروبيين تعتبر مقلقة ومربكة، مؤكدا إلى أن الأهم فى هذه القضية هو تعامل جميع الأطراف بشفافية كاملة. وأكد موران أن البرلمانات حول العالم لها الحق في مناقشة أي قضية ومن ثم فمن الطبيعي أن يناقش البرلمان الأوروبي هذه القضية نظرا لما تحتله من اهتمام من قبل العديد من الدول الأوروبية. وقال موران أن مكافحة الهجرة غير الشرعية من أهم القضايا التى تستلزم تعاون جميع الأطراف الدولية لحلها، ورغم أن مصر لا تعانى بدرجة كبيرة من مشكلة تدفق اللاجئين، إلا انه يجب تعاون الجميع لمواجهة ظاهرة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية. وأكد موران عزم الإتحاد الأوروبي مساعدة مصر لتخفيف العبء الذي تتحمله من جراء مشكلة اللاجئين السوريين، مشيرا إلى انه تم تخصيص تمويل جديد تم الاتفاق عليه خلال قمة فاليتا التي عقدت في نوفمبر الماضي للتعاون مع أفريقيا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر. وعن تقييمه للمرحلة الحالية التي تمر بها مصر، أعرب موران عن تفاؤله الشديد لان الأمور حتما ستعود إلى نصابها في مصر، فقد مرت مصر بالكثير من الأحداث خلال السنوات القليلة الماضية كان بعضها صعبا ، إلا أن الجميع وليس مصر وحدها قد تعلم دروسا كثيرة من هذه التطورات ، إلا أن مصر لديها تحديان كبيران يجب أن يتم التعامل معهما بصورة سريعة، أولا، الزيادة السكانية الكبيرة والتي تستغل ٦٪ فقط من مساحة مصر ؛ ثانيا، ضرورة الإسراع من عملية الإصلاح الاقتصادي، فقد قامت مصر بالفعل بخطوات جيدة في هذا الإطار كان أهمها قرار رفع الدعم إلا أن الأمر يتطلب مزيد من السياسات والقرارات الحاسمة. وقال موران إن قطاع التجارة يواجه العديد من الصعاب يجب التعامل معها حيث يوجد الكثير من القيود على عملية التجارة وهناك مفاوضات جديدة للتعامل مع تلك القيود، مضيفا ان مصر تحاول حاليا وضع رؤية جديدة في مجال التجارة. وأشار إلى أن فرض قيود على التجارة لا يمثل حلا لمواجهة مشكلة فرق أسعار العملات بل هناك وسائل أخرى. ولفت إلى أن الوضع التجاري بين مصر والإتحاد الأوروبي يسير بصورة جيدة إلا انه يمكن أن يتطور للأفضل مع وجود سياسات جديدة للتجارة