عمرك سألتي نفسك بتدي ليه لزوجك فرصة وأتنين وتلاته وعشرة في الحب والخيانه والنكد والصوت العالي والتوبيخ والملامة والخصام والعند وفرض الرأي بسيف الحياء أو بالقوة ، ناهيك عن تحطيمك نفسيا ومعنويا وأدبيا وإقتصاديا ، في حين أنه لايمكن يديلك فرصة تانية لو رجع للبيت ملقاش طبق الملوخية اللي بيحبه جاهز وسخن علي مائدة الطعام ؟ الرجل أي رجل محتاج إيه من المدام غير الكلمة الحلوة والأكلة الحلوة والريحة الحلوة والقعدة الحلوة ،لو سألت أي رجل في العالم بأي لغة ماهي أهم الأشياء التي يتمني الرجل أن يجدها في المدام؟ لن يخرج رده عن هذه الأشياء ، أما لو سألت الرجل المصري أي رجل نفس السؤال .. فاسمع يامؤمن للصبح كلام لاينتهي عن المدام اللي عمرها مابتعمل في حياتها حاجة تعجبه ، حتي لو بطلت تمشي علي رجليها وأدمنت المشي علي يديها كبهلوانات السيرك إرضاء لرغبات حضرته ! الشئ الوحيد اللي ممكن يختلف من رجل لأخر هو درجة غيظه من المدام وشوية احترام صغيرين فاضلين من تربية قديمة أوي كان شافها في يوم من الأيام ، فتجد أكثرهم يقول وعيناه تلمع من الغيظ وهو يعض علي أسنانه بنرفزة ، هو أنا لي بركة غير المدام ، ثم ميهنش عليه يسيب الجملة كده .. لا .. لازم يتبعها بجملة شهيرة جداً ده كفاية تعبها مع الأولاد ! وكأن الحياة الطويلة العريضة التي تحملت فيها المسكينة كل أنواع المشاكل والصعاب والدلع المرق من حضرتة ولا شئ ، وكل مهمتها في الحياة كما يراها ماهي إلا تربية الأولاد ! طيب أنت فين يامحترم ؟ أنا طلعت نفسي زي الشعرة من العجين من الموضوع .. معتبرا أن الحديث أو حتي التلميح بكلمة طيبة عن زوجتة في سؤال عابر عيب وحرام أو ربما توسوس له نفسة : مش كفاية أني أتجوزتها وستتها وبقي لها عيلة هي حتنهب ! ، والحقيقة أن بعض الرجال أنا شخصيا أعذرهم بشدة في هذه النظرة للزوجة ، لأن هناك الكثيرات للأسف يشجعن الزوج للوصول إلي هذه المرحلة من اللامبالاه في كيفية التعامل مع الزوجة ومع الأمور الحياتية الأخري ، فالزوج عندها إذا مسه الهواء تقيم الدنيا ولاتقعدها ، وإذا أخطأ بررت خطئة سواء كان هذا معها أو مع غيرها من أقارب أو أصحاب أو جيران وأصدقاء ، فهي تتخذ دائما دور حسن سبانخ المحامي للدفاع عن زوجها ظالما كان أو مظلوما ، طيب ياهانم ماتقعدي ساكتة وهو يتصرف أبداً .. ده جوزي ينفع حد يقرب منه ..كنت أكله بسناني ، ولاتنقلب الأيه في هذا الموقف فقط ولكن البيه سعادته يتمرع وياخد علي كده فتتحول الزوجة الي محامي الزوج لدي الأولاد وحماتها أيضا ، ثم بالتدريج شيئا فشيئا لدي نفسها أيضا ، فهو إذا غاب أو تأخر تؤكد لنفسها أنشغالة وتتبع إنشغالة بكلمة ياعيني ، دلالة علي أنه المسكين مش فاضي حتي يعبرها بتليفون عن هذا الأنشغال ! وإذا غلط في حقها هي شخصيا وعرف غيرها وربما خانها ، فده شئ عادي كل الرجالة كده عينيهم زايغه ..ياربي بتدققوا علي حاجات تافهه واللهي ، ثم تتمادي في مرافعاتها وتحط معنويات أهلها علشان خاطر سعادته وهي تؤكد : دأنا لما بشوف واحدة حلوة بقوله شفت الست دي زي القمر وطبعا بيرد عليها بكلمة شهيرة جدا وتلقائية يقولها كل الرجال : دي حلوة دي..؟ وتفرح الزوجة زي الهبلة اللي مسكوها طبله ، لأن الباشا مش عاجبة القمر دي ولكن المدام هي اللي عاجباه بدليل أنه تنازل حضرتة في يوم من الأيام وأتجوزها ! أما الزوج فهو يقول لنفسة رداً علي تعليق زوجتة دي مش قمر بس.. دي قشطة ..جتنا نيلة في حظنا الهباب ، وهكذا تسير الحياة بين الأثنين .. هي تتنازل عن كل شئ وأي شئ وتبرر وتحلل وتدعي لنفسها وهو يتمرع ويتدلع ولايشعر بها ..وتبلغ ذروة الدلع والبغددة عندما يفرض عليها صنفا معينا من الخضار لابد من طهيه يوميا وإن لم يجده يقيم الدنيا ومودة يبوظ ع الأخر ويصبح طبق الملوخية مثلاً علي السفرة خط أحمر وهذا علي سبيل المثال وليس الحصر للأسف !